ماذا تعرف عن “كابوريا حدوة الحصان” وسر الذهب الأزرق الذي أنقذ الملايين؟
ماذا تعرف عن “كابوريا حدوة الحصان” وسر الذهب الأزرق الذي أنقذ الملايين؟
أنت تحتاج إلى الكثير من الوقت للإجابة على السؤال رغم أنه يبدو سهلًا ومنطقيًا ولا يحتاج إلى التفكير إلا أن ما تعتقده في أن يكون نوع من الذهب القيم النادر والذي يمكن أن ينافس الذهب الأصفر في قيمته هو اعتقاد بعيد تماما عن الواقع.
وبعد تفكير مطول قد تصل إلى استنتاج ان الذهب الأزرق هو كناية عن مادة قيمة كما يطلق على البترول الذهب الأسود أو القطن الذهب الأبيض..
صحيح إنك تقترب من الإجابة ولكن يظل السؤال ما هو الذهب الأزرق؟ الذي أنقذ ملايين الأرواح من البشر من كوارث مرضية كادت أن تفتك بهم على مر العصور كونه الناجي الوحيد من عصور ما قبل التاريخ فإذا أردت معرفة الإجابة وكشف اللغز فأهلا بك في رحلة داخل دماء “كابوريا حدوة الحصان” المنقذة.
بالتأكيد لم تكن تتخيل يوما أنك في حاجة دائمة إلى دماء أحد الكائنات البحرية التي عاشت منذ ملايين السنين وشهدت على صعود وانهيار ملايين الأنواع الأخرى لتنجوا رغم التحولات وتستمر في خدمة البشرية لتكون صاحبة الفضل في إنقاذ ملايين البشر بقدرتها الفريدة التي تتدفق عبر عروقها.
ساعدت دماء ” كابوريا حدوة الحصان” الزرقاء على إبقاء معظمنا على قيد الحياة كون هذه الدماء التي يستخرجها العلماء من هذه الاحافير الحية الشبيه بالخوذة هي العامل السري في اختبار سلامة كافة اللقاحات التي حصلت عليها على مر العصور من لقاح الحصبة إلى النكاف وحتى لقاح كورونا فتلك الدماء الزرقاء الفريدة تلعب دور رئيسي في المجال الطبي بحسب موقع “Natural historymuseum”.
سر الدماء الزرقاء
ولفهم الدور الذي تلعبه دماء كابوريا حدوة الحصان في المجال الطبي عليك في البداية استيعاب طبيعة هذه الدماء التي تتميز بلونها الأزرق الفاتح الناتج عن ارتفاع مستوى النحاس في دماء تلك الأنواع البحرية حيث يتم حمل النحاس في الهيموسيانين ذلك البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين أيضا ونتيجة تفاعل النحاس مع الأكسجين داخل أوردة ذلك النوع من الكابوريا ينتج ذلك اللون المميز من الدماء.
ولكن يظل السر ليس في اللون الفريد فقط وإنما في سمات هذا الدم المميز فكون كابوريا حدوة الحصان تعود إلى عصور ما قبل التاريخ فإن دمائها مازالت محتفظة بنوع من الخلايا التي كانت تميز كائنات ما قبل التاريخ تسمى ” الخلايا الأميبية” والتي تصنع في دماء ذلك الكائن البحري مستخلص يعرف باسم ” ليمولوس أميبوسيت لايت /LAL” وهو النجم الحقيقي للعرض.
حيث يتمتع هذا المستخلص بقدرة قوية على التجلط فور ملامستها مع السموم البكتيرية ما يعني أن دم كابوريا حدوة الحصان يمكن أن يكشف عن وجود السموم في ثواني بمجرد ملامسة الدماء لأي سطح حيث تتجلط الدماء عندما تلتقي بالبكتيريا حولها لمنع وصول تلك السموم إلى بقية الجسم وفقا لموقع ” امريكان اوشن”.
وبسبب قدرة دم كابوريا حدوة الحصان الأزرق على اكتشاف السموم البكتيرية يتم استخدام الدم للتأكد من أن المعدات الطبية والأدوات الأخرى معقمة وآمنة للاستخدام على جسم الإنسان وخالية من السموم كما يتم استخدامها للتحقق من سلامة الأدوية واللقاحات والأطراف الصناعية وغيرها من الأدوات المستخدمة في المجال الطبي.
ولهذا كان له الفضل في تطوير العديد من اللقاحات مثل الحصبة والنكاف ولقاح كوفيد 19 عن طريق فحص اللقاحات الجديدة بحثا عن التلوث والسموم والتي يمكن أن تسبب صدمة نزفية سامة لدى البشر ونظرا لهذا الدور الهام الذي يقوم به دم كابوريا حدوة الحصان في المجال الطبي وصل سعر الجالون منه إلى 60 ألف دولار.
كيفية استخراج الدماء الزرقاء
وبعد التعرف على الدور الهام الذي يلعبه هذا الدم في حياة الجميع وإنقاذ ملايين من البشر يأتي السؤال حول كيفية استخراج دماء كابوريا حدوة الحصان؟
تعد هي المرحلة الأصعب والأخطر فما يحتاجه العلماء هو الدم وليس القضاء على هذا النوع المكافح من الكابوريا ولهذا يمر حصاد الدماء الزرقاء بعدة مراحل.
تبدأ هذه المراحل باصطياد أعداد كبيرة من كابوريا حدوة الحصان خلال موسم تكاثرها والذي عادة ما يكون من شهر مايو إلى يونيو وذلك لأنها دائما ما تتجه إلى الشاطئ للتكاثر فيسهل اصطيادها وبمجرد الإمساك بها يتم إدخال إبرة في قلب هذه الحيوانات ويتم تصريف حوالي 30٪ من دمائها.
ثم يتم فصل الدم إلى مادتين: البلازما وخلايا الدم لاستخراج مستخلص “ليمولوس أميبوسيت لايت /LAL” استعدادا لتجفيفه في مسحوق يمكن استخدامه للكشف عن السموم البكتيرية فيما بعد.
على الرغم من أن استخراج دماء كابوريا حدوة الحصان لا يعني منها قتلها إلا أنها قد تنهي حياة كائن قاوم كل احتمالات الخطر المهددة له على مر العصور فبعد تجفيف ما يقرب من ثلث دمائهم يتم إطلاق سراحهم مرة أخرى في المحيط لاستكمال دورة حياتهم.
ولكن قد تتعرض المئات منهم إلى الوفاة بسبب الكميات الكبيرة من الدم المفقود حتى بلغ معدل الوفيات لنزيف حدوة الحصان إلى 30٪ كما يمكن أن تصاب الإناث بعجز في القدرة على وضع البيض بعد سحب الدم منها وإطلاقها.
كما أن الكابوريا المستنزفة قد تصبح مشوشة وتعاني من الوهن لفترات زمنية مختلفة بعد اصطيادها والتعامل معها وسحب الدماء منها وإطلاقها بحسب موقع “Scientific American” ما يحقق خطر حقيقي على انقراض كابوريا حدوة الحصان ومعجزة الذهب الأزرق.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم