بقوة “شاحنة” وتسير لأيام بدون شحن.. الصين تصنع أسرع دراجة كهربائية في العالم
طرح موقع علي بابا الصيني للتجارة الإلكترونية دراجة كهربائية ذات طراز فريد من نوعه، بألوان مشرقة، وسعر جذاب يقترب من 600 دولار، حسب موقع إلكتريك (electrek).
وعلى الرغم من تدنّي السعر، فإن ذلك قد لا يكون كافيًا لإقناع سائقي الدراجات النارية بركوب هذه الدراجة غريبة الشكل، والتي تبدو كأنها لعبة أطفال.
وتتتمي الدراجة الجديدة إلى الدراجات الكهربائية ذات الطراز الطراد (كروزر)، والتي يوجد ندرة كبيرة في تصنيعها، إذ يركّز كبار مصنّعي الدراجات، مثل زيرو وإنرجيكا ولايف واير، في الغالب على الدراجات الرياضية أو النوع المُجرد من (ماسورة الانسيابية)، بحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
مواصفات الدراجة الكهربائية
بالرغم من مظهرها غير التقليدي وسعرها المنخفض نسبيًا، تتمتع هذه الدراجة الكهربائية بمحرك تصل قدرته إلى 3 آلاف واط، ما يعادل قوة محرك شاحنة كهربائية صغيرة “بيك آب”.
وتحتوي الدراجة الجديدة على بطارية 60 فولت و40 أمبير، بقدرة 2400 واط/ساعة، والتي يُزعَم أنها كافية لنطاق 150 كيلو مترًا (96 ميلًا).
وتبلغ السرعة القصوى لهذه الدراجة 80 كيلو مترًا في الساعة (50 ميلًا في الساعة)، ويزين واجهة الدراجة مصباح عملاق وبوق الدراجات النارية، بينما يتدلى من الخلف حامل لوحة معدنية صغير، ويمكن الحصول على مقعد خلفي لتحمل راكبًا آخر.
ويزداد الإقبال على شراء الدراجات الكهربائية مع التوجه العالمي نحو استخدام المركبات الصديقة للبيئة لخفض الانبعاثات الكربونية، ومن المتوقع أن تصل مبيعات الدراجات الكهربائية على الصعيد العالمي إلى 40 مليون دراجة خلال العام المقبل.
دراجة كهربائية فائقة السرعة
في نهاية مايو/أيار الماضي، أعلنت شركة إنرجيكا الإيطالية، والتي تتمتع بخبرة قوية في تصنيع الدراجات الكهربائية ذات العجلتين، أحدث طراز لها، دراجة إكسبيريا، والتي يمكن أن تنطلق لنحو 261 ميلًا، أكثر بكثير من أيّ دراجة نارية كهربائية أخرى.
ويمكن للدراجة الجديدة أن تقطع أكثر من 100 ميل بسرعة على الطريق السريع دون الحاجة إلى التوقف للشحن، ويصل سعر الدراجة الكهربائية الجديدة إلى 25 ألفًا و880 دولارًا، وفقًا لموقع بوبلار ساينس (popular science).
وتعدّ الهند واحدة من أكثر دول العالم استخدامًا للدراجات الكهربائية، والتي تمثّل 4.3% من إجمالي الدراجات المسجَّلة في الدولة الواقعة جنوب آسيا، بما يعادل 49 ألفًا و548 وحدة.
اقرأ أيضًا: الدراجات الكهربائية في الهند تشكل 4% من السوق.. والسعودية والإمارات تمولان الصناعة
تشهد حصة الدراجات الكهربائية في الهند معدلات وصول متزايدة يومًا بعد يوم، إذ بلغت 4% من إجمالي السوق بعد أن تلقت دعمًا عربيًا من السعودية والإمارات، في حين استعان المُصنعون بصناديق الأسهم الخاصة العالمية لتوفير التمويل اللازم لعمليات التوسع المتواصلة.
وتترقب الدراجات الكهربائية في الهند الحصول على تمويل يتراوح بين 1.5 وملياري دولار من الشركات التابعة لصناديق الأسهم الخاصة، وهو تمويل حُسم النقاش حول ما يقرب من نصفه، وفق ما نشرته صحيفة إنديا تايمز من إكونوميك تايمز.
وتوقع مصرفي إمكان تحصيل الشركات الهندية المُصنعة لتلك الدراجات على تمويل يصل إلى مليار دولار، في غضون من 6 إلى 8 أشهر، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
تمويل السعودية والإمارات
كثّفت شركات محلية اقتحمت مجال الدراجات الكهربائية في الهند من جهودها لتعزيز الصناعة، بالتزامن مع تطوير نيودلهي معدلات نشر السيارات والحافلات الكهربائية على الطرق بالبلاد.
وأنجزت شركة هيرو إلكتريك الهندية جانبًا مهمًا من استثماراتها بالقطاع العام الماضي، بعدما حصلت على تمويل قدره 30 مليون دولار من شركة الخليج للاستثمار الإسلامي للخدمات المالية ومقرها الإمارات.
وتسعى هيرو إلكتريك الرائدة في تصنيع الدراجات الكهربائية في الهند إلى إنشاء مصنعين بالجنوب والغرب، وجمعت لهذا الهدف ما يتراوح بين 1500 إلى ألفي كرور روبية.
ورغم أن الشركة الإماراتية كان لها السبق العربي بتمويل شركات تصنيع الدراجات الكهربائية في الهند، فإن التمويل المقدم من صندوق التمويل السعودي عبداللطيف جميل الدولي لصالح شركة غريفز إلكتريك موبيليتي كان يقارب 5 أضعاف التمويل الإماراتي.
وحصلت الشركة الهندية على ما يصل إلى 419 مليون دولار من الصندوق السعودي بما يعادل 3 آلاف و298 كرور روبية.
(الروبية الهندية = 0.013 دولارًا أميركيًا)
(الكرور = وحدة بالترقيم الهندي تعادل 10 ملايين)
الدراجات الكهربائية تنتشر بالعاصمة
بعدما بلغ معدل وصول الدراجات الكهربائية في الهند بالأسواق إلى 4%، تستعد الشركات المُصنعة إلى نقلة توسعية بالعاصمة نيودلهي عبر زيادة القدرات المركبة والتوسع بشبكات الوكلاء والموزعين.
وقفز عدد الدراجات الكهربائية في الهند منذ يونيو/حزيران العام الماضي، بعدما تمتع بدعم حكومي يهدف إلى خفض التكلفة أمام المقبلين على الشراء.
وحول معدلات الانتشار، استحوذت الدراجات الكهربائية في الهند -خلال شهر مارس/آذار الماضي- على 4.3% من إجمالي الدراجات المُسجلة بما يعادل 49 ألفًا و548 وحدة.
ويتفوّق معدل تسجيل شهر مارس/آذار الماضي على معدل تسجيلات مطلع العام المالي المُنتهي التي بلغت 1000 وحدة فقط.
(العام المالي في الهند يبدأ من أبريل/نيسان، وينتهي في مارس/آذار من كل عام)
وتميل السوق الكهربائية لتلك الدراجات للبيع بنظام التجزئة بصورة أكبر من الدراجات العادية، ويرجع ذلك إلى مساحة التنوع المطروحة، إثر تعدد الشركات الناشئة وتقنيات الصناعة وتوافر التمويل وتنوع الطرازات.
وعلى النقيض من ذلك، لم تستمر التسجيلات القياسية الخاصة بآخر شهور العام المالي في معدل نموها خلال الشهرين اللاحقين له (وهما أبريل/نيسان، ومايو/أيار الماضيان) بعدما انتقلت عدوى احتراق السيارات الكهربائية التي سجلتها العلامات التجارية العالمية إلى الدراجات الكهربائية في الهند.
صناديق الأسهم الخاصة
تسعى الشركات الناشئة بالصناعة للتغلب على انخفاض معدل التسجيلات ومخاوف السلامة التي ظهرت خلال الشهرين الماضيين وتهدد نمو القطاع.
ومن هذا المنطلق، تدافعت الشركات للحصول على تمويلات صناديق الأسهم الخاصة العالمية، والاستفادة منها في إجراء تطوير وتحديث للبنية التحتية للشحن وتقنيات التصنيع وتصميمات الطرازات الجاذبة للشراء.
وانقسمت آفاق التمويل المحتمل لقطاع الدراجات الكهربائية في الهند إلى حصة تتعلق بالشركات الكبرى، وحصة أقل للشركات الأصغر.
ووفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تترقب شركات (هيرو إلكتريك، وآثر إنرجي، وبيو إي في، وسيمبل إنرجي، وتي في موتور، وأوبن، وإيفومي) الحصول على تدفقات تمويلية بحصص تتراوح بين 100 و250 مليون دولار لكل منها.
وبالتوازي مع ذلك، تخطط الشركات الناشئة الأصغر حجمًا لتلقي تمويل يتراوح بين 30 و60 مليون دولار لكل منها.
خطط الشركات
توقع المدير التنفيذي لمصرف آفيندوس إنفستمنتس، كوشيك باتاشاريا، ارتفاع حجم الدراجات الكهربائية في الهند، المُسجلة خلال العام المالي الجاري، إلى ما يقارب مليون دراجة.
وقدر باتاشاريا أن تسجيلات الدراجات المتوقعة للعام المالي الحالي تبلغ ضعف العام المالي السابق، في ظل التعافي تدريجيًا من نقص الرقائق الإلكترونية.
ومن جانب آخر، أكد المدير التنفيذي لشركة هيرو إلكتريك، نافين مونجال، أن شركته تستهدف إنتاج 5 ملايين وحدة من الدراجات الكهربائية في الهند سنويًا، وتستفيد من تمويل صناديق الأسهم الخاصة في الإنفاق على عمليات التوسع والتسويق والتطوير، بجانب تحديثات الشبكة وتهيئة الأنظمة البيئية للدراجات.
وبالتزامن مع توسعات الشركات الناشئة، تُحقق الحكومة الفيدرالية في حرائق الدراجات الكهربائية في الهند التي اندلعت قبل 3 أشهر والتي قد تؤثر في مستقبل الصناعة.
وخضعت خلايا بطاريات الطرازات المختلفة لفحص دقيق لتحديد العيوب التي أدت إلى اندلاع بعض تلك الحوادث.
المصدر: الطاقة – مواقع إلكترونية