افتتحت الصين أول مصنع ذكي لإنتاج معدّات استخراج النفط والغاز في الحقول البحرية، يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتقنية “5 جي”، إضافة إلى مجموعة أخرى من التقنيات، حسبما ذكرت صحيفة نيوز سي جي تي إن (News CGTN).
وذكرت الصحيفة أن تشغيل المصنع الذكي لإنتاج معدّات استخراج النفط والغاز في الحقول البحرية، بدأ أمس الأول الأحد 26 يونيو/حزيران، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت إلى أن المصنع، الأول من نوعه، يمهّد لتحوّل صناعة معدّات النفط والغاز البحرية إلى الرقمنة، والاعتماد على التقنيات الحديثة.
بناء المصنع
بَنت الصين أول مصنع ذكي لإنتاج معدّات استخراج النفط والغاز في الحقول البحرية، على مساحة 575 ألف متر مربع، ويضم 3 مراكز للذكاء الاصطناعي، و7 ورش عمل مساعدة، إضافة إلى 8 محطات محاكاة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 84 ألف طن سنويًا، وتتنوع المنتجات بين معدّات هندسية لازمة للسفن الكبيرة، مثل وحدات التخزين العائمة، ومعدّات تفريغ تلك السفن، إضافة إلى حاملات الغاز الطبيعي المسال.
كما زوّدت الصين المصنع بنحو 400 ماكينة تعمل بالذكاء الاصطناعي، تمكّنها من رفع كفاءة الأداء بنسبة 20%.
وقال رئيس قطاع التقنيات في فرع تيانجين بشركة سينوك، وهي عملاق النفط والغاز الصيني، جينغ زيومن: “إن ماكينات الذكاء الاصطناعي، تخفض العمالة البشرية المطلوبة، ومعها الأخطاء البشرية في العمل، وتضمن الأمان الشخصي خلال التشغيل”.
200 مهندس
قالت شركة سينوك الصينية في بيان، إن 200 مهندس من جامعات ومعاهد محلية شاركوا في تصميم المصنع الذكي الجديد لمعدّات النفط والغاز في الحقول البحرية، بعد تبنّي نحو 10 تقنيات حديثة على الأقلّ.
وأضاف مدير عامّ فرع تيانجين بشركة سينوك، وانغ هويفنغ: “إن المصنع الجديد اعتمد على عدد كبير من التقنيات الحديثة، مثل: الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، وتقنية 5 جي؛ وذلك للتحكم في جميع مراحل العمل والتشغيل”.
يُذكر أن عملاق صناعة تقنيات الاتصالات وأجهزة الهاتف الحديثة في الصين، شركة هواوي، لديها تقنيات 5 جي الأكثر تقدمًا، وتتجاوز باقي دول العالم بعدّة أشهر، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت تلك التقنيات واحدة من أسباب حرب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، على الشركة الصينية وأمثالها، في ضوء الحرب التجارية بين البلدين.
تخارج سينوك
تستعد شركة سينوك الصينية -أيضًا- للتخارج من أميركا والمملكة المتحدة، إضافة إلى كندا، بسبب مخاوف من عقوبات غربية على أصولها في مشروعات تابعة؛ نتيجة للتوتر بين الجانبين، لعدم إدانة الصين الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن تقديرات إيرادات المصنع الذكي تدور حول 4 مليارات يوان (600 مليون دولار أميركي).
اقرأ أيضًا: سينوك الصينية تعيد تشغيل أداة ترقية الرمال النفطية في كندا
تعتزم شركة سينوك الصينية إعادة تشغيل أداة لترقية الرمال النفطية في موقع لونغ ليك بكندا، بعد إغلاق دام 6 سنوات، في أعقاب انفجار أسفر عن مقتل عامل وإصابة آخر في أواخر عام 2016.
وقُدِّم طلب إعادة التشغيل إلى منظّم الطاقة في ألبرتا خلال نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، ووُضِعَت علامة “إعادة التعيين” في 17 يناير/كانون الثاني، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ.
لونغ ليك هو موقع بئر الرمال النفطية الحرارية الوحيدة في كندا الذي يحتوي على أداة ترقية؛ إذ عادةً ما يجري العثور عليها في مناجم الرمال النفطية.
سيحدث استئناف جزئي لأداة الترقية بحلول شهر مارس/آذار، وفقًا للوثائق المقدّمة إلى منظم الطاقة في ألبرتا، وإذا نجح ذلك، يُمكن أن تعمل أداة الترقية بكامل طاقتها مرة أخرى.
إنتاج النفط في لونغ ليك
تأتي إعادة تشغيل أداة الترقية في وقت لامست به أسعار النفط الخام أعلى مستوياتها في 7 سنوات.
إذ جرى تداول النوع المنتج في أداة الترقية بعلاوة 80 سنتًا على العقود الآجلة للنفط بدءًا من يوم الثلاثاء، وهو الأكبر منذ سبتمبر/أيلول، وفقًا لـ إن إي 2 غروب.
سيسمح المشروع لـ”لونغ ليك” بإنتاج النفط الخام الأكثر تكلفة في وقت تقوم فيه الشركة بتوسيع الموقع لإنتاج ما يقرب من 100 ألف برميل يوميًا.
تقوم أداة الترقية بتحويل نوع سميك ولزج من الخام يسمى “القار” إلى نوع أكثر قيمة وأخفّ وزنًا.
دون أداة الترقية، كانت سينوك لا تزال تضخّ ما يقرب من 6605 متر مكعب (نحو 42 ألف برميل) من القار يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا لبيانات منظم الطاقة في ألبرتا.
خطة سينوك لعام 2022
توقعت شركة سينوك أن يصل إنتاجها المحلي من النفط الخام إلى الذروة بحلول عام 2030، والغاز الطبيعي المحلي بحلول عام 2035، في إطار ذروة الطلب على الوقود في الصين.
إذ كشفت -في مطلع الشهر الجاري- عن خطة التطوير لعام 2022، تتضمن زيادة الإنتاج خلال السنوات الـ3 المقبلة مع تعزيز مبادرات تحوّل الطاقة وتشجيعها.
وحددت سينوك هدف الإنتاج لعام 2022، ليتراوح بين 600 مليون برميل مكافئ و610 ملايين برميل مكافئ، بزيادة 10% عن هدف عام 2021.
وتوقعت أن يبلغ صافي إنتاجها لعام 2022 قرابة 570 مليون برميل مكافئ، مقارنةً بـ545 مليون إلى 555 مليون برميل مكافئ في عام 2021.
اقرأ أيضًا: الصين ترفض التخلي عن النفط والغاز في خطة تحول الطاقة
ترفض الصين التخلي عن النفط والغاز ضمن خططها لتحول الطاقة، في إطار مساعيها لخفض الانبعاثات والوفاء بالتعهدات المناخية.
وتهدف بكين إلى زيادة الطاقة المتجددة والحفاظ على إنتاج النفط وتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تحقيق التوازن بين أمن الطاقة وتحقيق أهدافها المتعلقة بتغير المناخ.
وقالت الصين (أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم) إن انبعاثاتها الكربونية ستبلغ ذروتها بحلول عام 2030، في وقت تسعى فيه لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
تعديل هيكل الطاقة
قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، في بيان اليوم الثلاثاء: “سنسرّع تعديل هيكل الطاقة، وسنعزّز أمن إمدادات الطاقة والتحول منخفض الكربون في الوقت نفسه”.
وستحافظ الصين على إنتاجها السنوي من النفط الخام عند 200 مليون طن، أي ما يعادل 4 ملايين برميل يوميًا، وسترفع إنتاج الغاز الطبيعي السنوي إلى أكثر من 230 مليار متر مكعب بحلول عام 2025 من 205 مليارات متر مكعب في عام 2021.
وأشارت اللجنة الوطنية إلى أن بكين “ستتوسع في نشاط” التنقيب عن الموارد مثل النفط الصخري والغاز الصخري، وستسعى إلى إنشاء قواعد إنتاج الميثان بطبقة الفحم في مناطق منغوليا الداخلية وشينجيانغ وشانشي.
وتخطط الصين -أيضًا- لتحقيق سعة تخزين غاز تتراوح بين 55 و60 مليار متر مكعب، أو 13% من إجمالي الاستهلاك السنوي بحلول عام 2025، واستكمال التوسيع الجنوبي لخط أنابيب الغاز الصيني الروسي الحالي.
تطوير الإيثانول
قالت اللجنة إن بكين ستشجّع تطوير الإيثانول والديزل الحيوي ووقود الطائرات النفاثة، بشرط ألا يؤثر ذلك في الأمن الغذائي، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وعلّقت بكين خطة وطنية لمزج البنزين للحصول على 10% من الإيثانول، بدءًا من عام 2020، بعد انخفاض حاد في مخزونات الذرة في البلاد ومحدودية الطاقة الإنتاجية للوقود الحيوي.
وتهدف الصين إلى جعل الوقود غير الأحفوري يمثّل نحو خمس إجمالي استهلاك الطاقة بحلول عام 2025، ارتفاعًا من 16% في عام 2020، والتحكم في استخدام الفحم في الصناعات الثقيلة بما في ذلك الصلب والكيماويات والأسمنت.
محطات الفحم
تعتزم الصين التخلّص التدريجي من نحو 30 غيغاواط من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم خلال 2021-2025، في حين تهدف إلى زيادة قدرة الطاقة الكهرومائية إلى 380 غيغاواط وقدرة الطاقة النووية إلى 70 غيغاواط بحلول عام 2025.
وتخطط بكين لتركيب ما لا يقل عن 62 غيغاواط من الطاقة الكهرومائية التي تُضخ، وهو نظام يتضمن ضخ المياه إلى خزان أعلى خلال الذروة لتوليد الكهرباء وقتها.
كما تهدف إلى تحويل أكثر من 200 غيغاواط من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم إلى المرافق التي تستخدم لتحقيق الاستقرار في تشغيل الشبكة مع زيادة استخدام الطاقة المتجددة بشكل متقطع.
وتريد الصين -أيضًا- نشر مجموعة من مشروعات طاقة الهيدروجين، التي تستهدف التقنيات لتحسين تخزينه.
المصدر: مواقع إلكترونية