منوعات

قصة نجاح مبهرة.. كيف تحول “لورانس فينك” من بائع أحذية إلى ملياردير؟

في عالم الاقتصاد والأعمال تتعدد القصص الملهمة التي صنعت التاريخ، بتحقيق أبطالها للثراء والشهرة بعد صبر وكفاح، ومن ضمنهم لورانس فينك.

وتروي صحيفة “فايننشال تايمز” رحلة نجاحه الملهمة، التي بدأها من تاجر أحذية إلى أكبر مدير أصول بالعالم.

من هو لورانس فينك؟

لورانس د. فينك، أو “لاري فينك”، هو مدير تنفيذي مالي مشهور، وهو ومؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة BlackRock Inc. التي تعرف بكونها شركة الاستثمار المالي صاحبة القوة العالمية التي تدير استثمارات كل من مؤسسات عملاقة ومستثمري الأفراد.


واليوم “لاري” هو ملك وول ستريت بلا منازع، بعد أن أسس بيتاً صغيراً للاستثمار في السندات قبل ثلاثة عقود فقط، تمكن من تحويله إلى إمبراطورية مالية شاسعة، لم يسبق لها مثيلا من قبل.

تلك الإمبراطورية التي جاءت مع تدقيق متزايد، حيث أصبحت شركة بلاك روك في عز نجاحها مصدرا لانتقادات اليسار واليمين على حد سواء.

نشأة لورانس فينك ودراسته

كان والد فينك، يمتلك متجراً للأحذية بينما كانت والدته أستاذة لغة إنجليزية في جامعة نورثريدج بولاية كاليفورنيا. وفيما لم يكن أداء لاري جيداً أكاديمياً مثل شقيقه الأكبر، لذا كان عليه المساعدة في متجر والده، وهو عمل روتيني تم إعفاء أخيه الأكثر نجاحا في الدراسة منه.

أكمل لاري دراسته وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية إدارة الأعمال بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

وكغيره من العديد من الشباب في ذلك الوقت الذين كان جني الأموال هدفهم الأول، اتخذ فينك قراره بالانطلاق إلي وول ستريت.


بداية لاري فينك المهنية

كان لدى لاري، العديد من العروض من كبار البنوك الاستثمارية، وكانت أولى إخفاقاته، حين أخطأ في المقابلة النهائية مع بنك جولدمان ساكس، التي اعتبرها نهايته المهنية.

هذا الإخفاق لم يمنع فينك من الاستمرار، حيث ذهب إلى First Boston، وهي شركة أخرى ذات أصول أصيلة، حيث بدأ العمل في عام 1976.

وتم تعيينه في قسم تداول السندات، ونظراً لمعرفته العقارية، كان يتداول بشكل أساسي في السندات المدعومة بالرهن العقاري، وأصبح فينك أصغر مدير إداري في تاريخ فيرست بوسطن، وفي سن الحادية والثلاثين فقط، أصبح أصغر عضو في لجنة الإدارة.

استقالة بعد النجاح الباهر

وفي عام 1986، خسر مكتب فينك فجأة ما يصل ل 100 مليون دولار عندما انخفضت أسعار الفائدة بشكل غير متوقع وتلاشت المتحوطات التي وضعها فريقه لحماية أنفسهم من مثل هذا السيناريو.

وعلى الرغم من الأموال التي جناها فينك في First Boston في العقد السابق، فقد انتقل من الرئيس التنفيذي المنتظر إلى المنبوذ، حتى استقال في نهاية المطاف في أوائل عام 1988.

تعلم لاري من هذا الدرس أفضل دروسه الحياتية على حد وصف “فاينانشل تايمز”، ولم يترك لهذه العثرة الفرصة لتدفعه للتراجع.

شراكة ودفعة جديدة

استعان لاري بعد هذه العثرة بصداقته مع رالف شلوسشتاين، وهو مصرفي استثماري في شركة Shearson Lehman Hutton، لتحقيق انطلاقة جديدة.

وكان شلوسشتاين مسؤولاً في وزارة الخزانة في إدارة كارتر قبل التوجه إلى وول ستريت، وكانت أحداثهما تتمحور حول عدم الرضا عن وظائفهما والتعطش لبدء شيء جديد.


وبدءوا في رسم خطط لشركة من شأنها أن تصوغ الأوراق المالية وتجمعها في محفظة، وتحلل بشكل أفضل جميع المخاطر التي احتوتها.

تلك الشركة هي بلاك روك، التي تعتبر اليوم صاحبة هوامش ربحية أثقل وأكثر كثافة من تلك الخاصة بشركة أبل أو جوجل، ويبلغ تقييم سوق الأسهم لديها حوالي 126 مليار دولار.

سطوع نجم بلاك روك

وعقب إدراجها في سوق الأسهم رسميا عام 1994، وعلى الرغم من تقييمها وقت الطرح في أكتوبر 1999 بنحو 900 مليون دولار فقط، إلا أنها بمجرد انفجار فقاعة سوق الأسهم عبر الإنترنت، سطع نجم أعمال بلاك روك الموجهة نحو السندات أكثر إشراقاً، وجذب المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والعوائد الثابتة.

ونجحت الشركة في تحقيقه صفقتها الأولى عام 2004، وجاءت الصفقة الأولى في صيف عام 2004، عندما اشترت شركة بلاك روك شركة State Street Research، وهي مدير مالي مملوك لشركة التأمين MetLife، مقابل 375 مليون دولار.

والصفقة التي كانت فارقة في حياة الشركة ولاري فينك، تلك التي أبرمت عام 2009 للاستحواذ على باركليز جلوبال إنفستورز، والنمو الفائق الذي أعقب ذلك، الذي دفع فينك إلى قمة وول ستريت.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى