ابتكار عربي مذهل لدعم ذوي القدرات الخاصة.. شركة جزائرية تصنع كراسي متحركة تعمل بالطاقة الشمسية

وصلت تقنيات الاستعانة بالطاقة النظيفة إلى ابتكار كراسي متحركة تعمل بالطاقة الشمسية، لدعم ذوي القدرات الخاصة، في ظل المساعي العالمية لتحوّل الطاقة.

وفي هذا الإطار، بدأت شركة “كوندور إنرجي” الجزائرية إنتاج كراسي متحركة مجهزة بألواح الطاقة الشمسية، قدّمتها في إطار التبرع لجمعيات خيرية، من أجل منحها لفئات المعوقين حركيًا.

جاء مشروع إنتاج كراسي متحركة تعمل بالطاقة الشمسية بالتنسيق مع مديرية التضامن على مستوى ولاية برج بوعريرج – 190 كيلومترًا شرق الجزائر العاصمة-، بالإضافة إلى وزارة التضامن الوطني الجزائرية.

وقال مسؤول التسويق والمبيعات في شركة “كوندور إنرجي”، مختار سعودي، إن البرنامج يتضمن تجهيز 200 كرسي متحرك بألواح الطاقة الشمسية، عبر مراحل من خلال إنتاج 80 كرسيًا في كل مرحلة.

وأوضح أن مشروع إنتاج كراسي متحركة تعمل بالطاقة الشمسية غير موجّه للبيع والتسويق من الناحية التجارية في الوقت الراهن.


تكلفة تجهيز كراسي الطاقة الشمسية

أكد المسؤول في شركة كوندور إنرجي أن أبواب شركته ومصنع “كوندور إنرجي” مفتوحة أمام ذوي القدرات الخاصة، لتحويل كراسيهم المتحركة إلى الطاقة الشمسية، عبر تقنية الألواح.

أشار إلى أن تجهيز كرسي واحد بالنظام الجديد من الطاقة المتجددة يكلّف نحو 30 ألف دينار جزائري (205 دولارات).

وأوضح أنّ التقنية المستعملة في مشروع إنتاج كراسي متحركة تعمل بالطاقة الشمسية من خلال ألواح كهروضوئية تمدد مدة بطارية الكرسي إلى ما يزيد عن 5 ساعات يوميًا، وهو الأمر الذي يمنح نوعًا من الاستقلالية لهذه الفئة التي تعاني في مجال التنقل.


دراجات المعاقين

وفي السياق ذاته، قال سعودي، إن برنامج “كوندور إنرجي” في مجال احتواء شريحة ذوي القدرات الخاصة متواصل، من خلال إعداد نماذج تستعمل الطاقة المتجددة، خاصة الشمسية، لتوفير التقنية في الدراجات النارية الموجهة لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأشار إلى أن شركته تعكف على برنامج لتزويد الدراجات النارية بالطاقة الشمسية، وهو المشروع الذي يقوم بدراسته حاليًا مهندسو الشركة وخبراؤها.


وذكر أن هذه المشروعات ليست لدواعٍ ربحية، بقدر ما تندرج ضمن النشاط الاجتماعي والتضامني، لا سيما لدعم الفئات المحتاجة من المواطنين، كما هو الشأن بالنسبة لذوي القدرات الخاصة، عبر توظيف التكنولوجيا والطاقة النظيفة بالدرجة الأولى في خدمة المجتمع، معدًّا إياها أحد أهم المبادئ التي قامت عليها الشركة منذ انطلاقها في النشاط والإنتاج.

اقرأ أيضًا: الطاقة الشمسية في الجزائر تنتعش بـ150 ميغاواط من كوندور إنرجي


قال مسؤول الدراسات والإنجاز في شركة كوندور إنرجي، المتخصصة بمجال الطاقة الشمسية في الجزائر، حمزة عطية، إن مصنع الشركة ينتج 150 ميغاواط، موجّهة بالدرجة الأولى إلى السوق المحلية، وفقًا للإستراتيجية التي تتبنّاها الشركة منذ تأسيسها ودخولها حيز الإنتاج عام 2013.

وأضاف، في تصريحات خاصة إلى “الطاقة”، أن مصنع الشركة يعتمد على نوعين من التكنولوجيا في إنتاج الخلية الشمسية، وهي الطريقة الأحادية البلورة والثنائية البلورة، بالإضافة إلى هذا تنتج الوحدة الثانية من الشركة المتخصصة في الإنارة.

وأوضح أن كوندور إنرجي تعمل أيضًا على إنتاج مصابيح الإضاءة من نوع “إل أو دي” بمختلف الأنواع، بداية من 7 واط إلى 45 واط، مشيرًا إلى أن وحدة إنتاج المصابيح انطلقت قبل نحو عام.

طاقة الشمس في الجزائر


تشارك شركة كوندور إنرجي، وفق المتحدث، في إنجاز العديد من المشروعات المتعلقة بالإنارة العمومية، مستفيدة من الخبرة التي تتمتع بها في هذا المجال، بوصفها واحدة من الشركات المحلية التابعة للقطاع الخاص، وتهتم بجميع مجالات الطاقات الجديدة والنظيفة والصديقة للبيئة.

وتسهم الشركة في تطوير قطاعات اقتصادية أخرى، كما هو الشأن بالنسبة للزراعة “الفلاحة”، من خلال تكريس خبرتها في إنجاز مضخات الآبار للري، التي تعتمد أساسًا على الطاقات الجديدة والمتجددة، بدلًا من الاعتماد على الطاقة التقليدية المنتجة من الكهرباء أو الغاز والوقود الأحفوري.

وفي سياق اهتمامها بقطاع الطاقة الشمسية في الجزائر، منحت شركة كوندور إنرجي اهتمامًا للفئات الهشة في المجتمع، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكشف عطية أن هناك حلولًا مقترحة بشكل مبتكر، تعتمد على الطاقات المتجددة، لا سيما بالنسبة لتوفير مقاعد متحركة مزودة بالألواح الشمسية، لرفع طاقة بطاريات هذه المقاعد من ساعتين إلى 5 ساعات فأكثر.

كما طرحت الشركة حلولًا تقنية أخرى، مثل المنازل الذكية التي تعتمد بشكل شبه كامل على مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية.

مصنع كوندور إنرجي

قال حمزة عطية، إن مصنع كوندور إنرجي يوجد في المنطقة الصناعية بولاية برج بوعريريج، التي تبعد 190 كيلومترًا شرق الجزائر العاصمة.

وتبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع نحو ميغاواط سنويًا، موجّهة بالدرجة الأولى إلى السوق الوطنية، لتغطية الطلب المحلي، والانخراط في التوجهات التي تتبنّاها السلطات العمومية والجهات المسؤولة، في سياق تطوير استعمال الطاقات المتجددة، والاعتماد عليها ضمن منطق التحوّل الطاقي المنشود.

مسؤول: مشروع الطاقة الشمسية في الجزائر يواجه صعوبات.. والموارد تُدار بشكل سيئ
وأوضح المسؤول أن الشركة تتجه في مرحلة لاحقة إلى التصدير للأسواق الأفريقية في الدرجة الأولى، من خلال الاعتماد على شبكة الشركة الأم “كوندور” على مستوى هذه البلدان، وقنوات تصديرها للأجهزة الكهرومنزلية نحو عدّة بلدان، مثل تونس وموريتانيا والسنغال وساحل العاج.

ويعتمد المصنع خلال عملية إنتاج الألواح الشمسية على مواد أولية، بعضها متوفر على مستوى السوق المحلية، والآخر يُستَورَد من الخارج، خاصة الخلايا الشمسية، التي لا تتوافر في الأسواق المحلية.

وأشار إلى عدم وجود مصانع تنتج هذا النوع من أجزاء الألواح الشمسية في الجزائر، ما يجعل المصنع في حاجة إلى استيرادها لتأمينها وإنتاج الألواح الشمسية للسوق المحلية.


تجهيز قرى نائية بالألواح الشمسية

بالموازاة مع نشاطها الاقتصادي في مجال تصنيع الألواح الشمسية، تجهز “كوندور إنرجي” -على سبيل التطوع-قرى بأكملها بالكهرباء المستمَدة من الطاقة الشمسية في الجزائر، لفكّ العزلة عن هذه المناطق غير المتصلة بشبكة الكهرباء حتى الآن، فضلًا عن قنوات الغاز، لوجودها في مناطق وعرة جدًا، على قمم جبال الأرياف الجزائرية.

وجهزت الشركة بلديتين في ولاية برج بوعريرج (190 كلم شرق الجزائر العاصمة)، وهما بلديتا زمورة، اولمنصورة، من خلال تنقّل فرق الشركة لتركيب نظام للطاقة الشمسية، قصد الإسهام في إنهاء معاناة أسر محرومة من الكهرباء، آثرت عدم التخلّي عن أراضي أجدادها ورفضت خيار النزوح، على الرغم من الظروف الصعبة.

وتتواصل عملية تجهيز القرى والمناطق النائية بهذا النوع من الألواح الشمسية، بعدما كانت تستعمل للآن الطرق التقليدية والبدائية في التدفئة، والطبخ، والإنارة.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version