قطعت مصر شوطًا كبيرًا في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، التي تهدف إلى بدء إنتاج الكهرباء النظيفة منها قبل نهاية العقد الحالي.
وفي هذا الإطار، بدأت مصر، اليوم الخميس، 21 يوليو/تموز، أعمال الصبة الخرسانية لأول وحدة نووية في محطة الضبعة.
ومن المتوقع أن تضم محطة الضبعة النووية 4 مفاعلات، بقدرة إجمالية 4 آلاف و800 ميغاواط، بواقع 1200 ميغاواط للمفاعل الواحد.
وفي هذا الإطار، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، محمد شاكر: “نقف حاليًا على مشارف تحقيق حلم تنفيذ مشروع أول محطة نووية مصرية لتوليد الكهرباء”، موضحًا أن “بدء أعمال الصبة الخرسانية يمثّل علامة مضيئة في طريق تنفيذ البرنامج النووي المصري وإنشاء المحطة النووية المصرية في موقع الضبعة”.
وشارك في حفل أعمال الصبة الخرسانية لأول مفاعلات محطة الضبعة، المدير العام لمؤسسة روساتوم الروسية أليكسي ليخاتشوف، وسفير روسيا لدى مصر، وعدد من كبار مسؤولي الدولة، وكبار قيادات الشركات المصرية والعالمية العاملة بالمشروع.
الطاقة في مصر
أكد وزير الكهرباء أن قضية الطاقة بكل أبعادها أخذت مكانها المناسب في قلب القيادة السياسية وعقلها، إدراكًا منها لأهمية ملف الطاقة، التي تمثّل الركيزة الأساسية لمستقبل الاستقرار والتنمية في مصر؛ لأنها بمثابة أمن قومي للشعب المصري.
وأوضح أن مصر أولت اهتمامًا خاصًا بإحياء المشروع النووي المصري، فمصر تُعد من بين الدول الرائدة في إدراك أهمية الطاقة النووية والدور الذي يمكن أن تُسهم به في حل أهم عقبتين تواجهان التنمية المستدامة، ألا وهما توفير الكهرباء والمياه.
وأكد أن المفاعل النووي المقدم من الجانب الروسي يحقق أعلى متطلبات الأمن والأمان النوويين وخصائص السلامة العالمية التي تشملها تصاميم المفاعلات الحديثة من الجيل الثالث المطور، إذ توفر أنظمة الأمان للمفاعلات الروسية -في في إي آر 1200- مستوى غير مسبوق من الحماية ضد العوامل والمؤثرات الداخلية والخارجية وقدرتها على مواجهة موجات تسونامي.
4 وحدات نووية
أشار وزير الكهرباء إلى إنجاز خطوات مهمة في مجال إنشاء الوحدة الأولى من محطة الضبعة النووية، التي ستتكوّن من 4 وحدات نووية بقدرة إجمالية 4 آلاف و800 ميغاواط بالتعاون مع الجانب الروسي.
وشدد على أن المشروع يسير طبقًا للمخطط الزمني المتفق عليه مع المقاول الروسي، إذ تمكنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في 29 يونيو/حزيران 2022 من الحصول على إذن الإنشاء للوحدة النووية الأولى لمحطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، الصادر من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية بعد تقديم وثائق التراخيص اللازمة كافّة، وفق قانون تنظيم الأنشطة النووية والإشعاعية.
الانتقال إلى تنفيذ المشروع
أوضح وزير الكهرباء أن البدء في أعمال الصبة الخرسانية الأولى في مشروع محطة الضبعة النووية يُعد المعلم الرئيس في مسار تنفيذ المشروع؛ كونه يعبّر عن الانتقال من الأعمال التمهيدية والتحضيرية إلى البدء الحقيقي لأعمال الإنشاءات، وينقل مصر من مصاف الدولة التي لديها خطط لتنفيذ مشروعات نووية إلى مصاف الدول التي لديها محطات نووية قيد الإنشاء.
وأكد أن الحدث يأتي في إطار توطيد أواصر التعاون بين مصر وروسيا، فـ”تاريخ العلاقات بين القاهرة وموسكو حافل بالإنجازات والإسهامات؛ فقد أسهمت تلك العلاقات التي بدأت منذ منتصف القرن الماضي في تحقيق إنجازات كبرى خاصة في مجالات مشروعات البنية التحتية والمشروعات العملاقة كمشروع السد العالي”.
البرنامج النووي المصري
قال وزير الكهرباء إن تاريخ البرنامج النووي المصري يعود إلى مدة الستينيات، حينما “قام شركاؤنا من الاتحاد السوفياتي بتنفيذ مفاعل مصر البحثي الأول وإنشائه، الذي على أساسه كانت البداية الحقيقية لدخول مصر في المجال النووي لمختلف التطبيقات النووية السلمية في شتى مجالات الطب والهندسة والزراعة”.
ومن المتوقع أن توفر محطة الضبعة النووية بعد التشغيل كميات ضخمة من الكهرباء لمصر، وستصل حصتها إلى نحو 10% من مزيج الكهرباء، إذ من المزمع أن تُسهم في إنتاج أكثر من 33 غيغاواط/ساعة سنويًا.
المصدر: مواقع إلكترونية