كشفت وكالة الأنباء “رويترز” أن المغرب يتفاوض مع شركات مصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية، من أجل إنشاء مصنع بما يناسب قطاع السيارات الحالي وإنتاج الكوبالت، غير أنه لم يتم ذكر أسماء الشركات، ولا حجم الاستثمار الذي سيتطلبه هذا المشروع الضخم.
وفي هذا السياق، قال رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، إننا “نأمل في توقيع اتفاق لإنشاء المصنع المقرر لبطاريات السيارات الكهربائية، قبل نهاية العام الجاري”، مشيرا إلى أنه سيكون “مصنعا ضخما “غيغا فاكتوري” وسيُوفر قوة دفع هائلة لقطاع السيارات المحلي”.
“سيستفيد من توفر الطاقة المتجددة والمواد الخام مثل الكوبالت والفوسفاط في البلاد” يضيف الوزير، أمس الخميس 21 يوليوز الجاري، مردفا أن الطلب على مثل هذه البطاريات يتزايد في الخارج وفي داخل المغرب، حيثُ تخطط شركة “سيتروين” لمضاعفة طاقتها الإنتاجية في غضون عامين من 50 ألف سيارة كهربائية صغيرة للغاية.
إلى ذلك، أكد المسؤول الحكومي أنه داخل المغرب تتواجد مصانع لإنتاج كل من سیارات “رونو” و”ستيلانتيس” بطاقة إنتاجية مجتمعة تبلغ 700 ألف سيارة، وإن أول وثاني أكثر السيارات مبيعا في أوروبا، “داسيا ساندیرو” و “بيجو 208&Prime”، اللذان يصنعان في المغرب”؛ مشيرا أن المملكة تهدف إلى “إنتاج مليون سيارة في غضون ثلاث إلى أربع سنوات قادمة”.
وتجدر الإشارة، أن صادرات نحو 250 مصنعا مغربيا للسيارات وقطع غيارها، احتلّت المرتبة الأولى للصادرات الصناعية خلال السنوات السبع الماضية متجاوزة مبيعات الفوسفاط، فيما بلغت مبيعات قطاع السيارات بالمغرب 4.13 مليار دولار، بزيادة 24، وذلك إلى حدود شهر ماي المنصرم.
اقرأ أيضاً: المغرب يدشن أحد أضخم مصانع رقاقات السيارات الكهربائية في العالم بقدرة إنتاج 4 ملايين رقاقة في اليوم
جرى أمس الثلاثاء تدشين خط الإنتاج الجديد الخاص بالمكونات الإلكترونية لمجموعة إس تي ميكروإليكترونيكس STMicroelectronics على مستوى موقعها ببوسكورة.
وباستثمار قدره 2,4 مليار درهم منذ سنة 2020، فإن مشروع الذي تم تدشينه بحضور وزير الصناعة والتجارة السيد رياض مزور، يتعلق بتوسعة مساحة الإنتاج (إضافة 7500 متر مربع)، وإحداث خط إنتاجي جديد متخصص في تصنيع منتجات متطورة من كربيد السليسيوم carbure de silicium) ) المستعملة في السيارات الكهربائية من طرف أبرز م صن عي السيارات العالميين.
وسيسمح الاستثمار بتأمين زيادة كبرى في القدرة الإنتاجية وإحداث مناصب شغل جديدة.
وتم في هذا الإطار إحداث أزيد من 700 منصب شغل خلال سنة واحدة منها 100 منصب خاصة بالمهندسين، ولاتزال عملية توفير فرص الشغل جارية.
وبهذه المناسبة، قال السيد رياض مزور إن الأمر يتعلق بإنجاز حقيقي بالنسبة للصناعة الإلكترونية الوطنية، مشيرا إلى أن هذا الاستثمار الجديد لـ إس تي إم STM بوسكورة، وهو ثاني أكبر موقع للمجموعة في العالم، يأتي في سياق عالمي يتسم بقلة هذا النوع من المكونات الإلكترونية الخاصة بالسيارات الكهربائية، مما يضطر مصنعي السيارات بالخصوص إلى تقليص وتيرة إنتاجهم.
وتابع أنه سيسمح للمغرب بتعزيز مكانته في سلسلة قيمة قطاع السيارات كوجهة مفضلة للاستثمارات الدولية الهامة، ولا سيما في مجال التنقل الكهربائي الذي تتنافس فيه الدول الرائدة في مجال الصناعة الإلكترونية.
وأكد في هذا الشأن أيضا بأنه من خلال إنتاج مكونات إلكترونية تنافسية ذات جودة عالمية مصممة في معظمها بمهارات مغربية، فإن المغرب يقطع أشواطا كبيرة على درب تحقيق سيادته الصناعية، كما يؤكد توفره على إمكانيات ومؤهلات تنموية كبرى تستجيب للاحتياجات الجديدة الناشئة مثل تلك المتعلقة بالسيارة الكهربائية وشبكة الاتصالات من الجيل الخامس و الأشياء الموصولة أو الصناعة 4.0.
من جانبه صرح السيد فابيو غوالاندريس نائب الرئيس التنفيذي ومدير التنظيم التكنولوجي والتصنيع بالمجموعة بأن الاستثمارات المنجزة لزيادة القدرة الإنتاجية وتحسين المنشآت وعملية توفير فرص الشغل الهامة الجارية، يؤكدان مدى أهمية تنمية إس تي بوسكورة بالنسبة للنمو المستقبلي لـلمجموعة وريادتها العالمية على مستوى المنتجات الموجهة لكهربة السيارات والتحول الرقمي للمقاولات الصناعية”.
وقال”إننا تمكنا من تحقيق مخططنا التنموي الطموح بالنسبة لـ إس تي بوسكورة بفضل دعم الوزارة والسلطات المحلية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات”.
ويذكر أن مجموعة إس تي ميكرو إليكترونيكس بوسكورة، المتخصصة في تجميع واختبار المكونات الإلكترونية، هي أحد المواقع الأكثر تطورا في العالم من حيث المكننة والتكنولوجية.
وتوفر المجموعة منتجات تستجيب لأعلى متطلبات الجودة وتساهم بالتالي في ريادة إس تي على مستوى المنتجات الموجهة لكهربة السيارات والتحول الرقمي للمقاولات الصناعية.
ومجموعة إس تي بوسكورة هي أيضا أحد أبرز مواقع مجموعة إس تي ميكرو إليكترونيكس على مستوى تجميع واختبار منتوجات STPOWER المتطورة من كربيد السليسيوم carbure de silicium بأحجام كبيرة، وعلى مستوى المنتجات المدمجة في السيارات الكهربائية لأبرز مصنعي السيارات في العالم.
اقرأ أيضاً: الحركية الكهربائية.. توقيع اتفاق نقل التكنولوجيا بين المغرب والبرازيل
أفادت غرفة التجارة العربية-البرازيلية أن حظيرة الطاقة الخضراء (GEP)؛ منصة للبحث والتكوين في مجال الطاقة الشمسية ومقرها بمدينة بنجرير، وقعت اتفاقا لنقل التكنولوجيا مع شبكة من الباحثين البرازيليين في مجال شحن بطاريات السيارات.
وتم توقيع الاتفاق بين كل من (Inesc P&D Brasil)؛ وهي مؤسسة علمية وتكنولوجية غير حكومية، و حظيرة الطاقة الخضراء، والذي يشكل ثمرة شراكة بين مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة.
ونقلت وكالة الأنباء التابعة لغرفة التجارة (ANBA) عن رئيس شركة (Inesc P&D) البرازيلية، فلاديميرو ميراندا، تأكيده أن الأمر لم يتعلق بأول شراكة بين المؤسسة البرازيلية والمغرب.
وفي مشروع آخر انطلق في ظل الجائحة، عمل باحثون برازيليون وبرتغاليون ومغاربة معا على “vita pneuma”، وهو جهاز يستخدم في حالات الطوارئ المتعلقة بكوفيد-19. وشمل التعاون الثلاثي تبادل المعلومات وتطوير المنتجات المحلية، تستجيب لخصوصيات كل بلد.
وأوضح السيد ميراندا أن “الأمر يتعلق هذه المرة بالشراكة المغربية- البرازيلية وتتعلق بقطاع الحركية الكهربائية. المشروع السابق كان ناجحا، وبالتالي المطلوب منا التعاون في مشاريع أخرى”، مضيفا أن “التحدي الآن يكمن في مواكبة المغرب في صناعة أجهزة الشحن السريع لبطاريات السيارات الكهربائية من حيث التصنيع”.
وشدد رئيس (Inesc P&D Brazil) على أن المغرب معروف باستثماراته في مجالات الطاقات المتجددة وفي مجال العربات الكهربائية، مشيرا إلى أن “المغرب بلد يعتمد سياسة طاقية جد متقدمة، خاصة الطاقة الريحية والشمسية. المملكة تتوفر على خطة للحركية الكهربائية وترغب في تطبيقها بغية المساهمة في إزالة الكربون”.
وأوضح أن “طريقة تشجيع استخدام السيارات من هذا النوع تتمثل بشكل أساسي في إعداد محطات شحن. والفكرة هي أنه مع وجود هيكلة موزعة في جميع أنحاء البلاد وجاهزة لشحن السيارات، فإن العلامات التجارية والمستهلكين سيشعرون بثقة أكبر في الاستثمار” في السيارات الكهربائية.
وفي البرازيل، ستنصب الجهود على فريق معهد إلكترونيات الطاقة التابع للجامعة الفيدرالية في سانتا كاتارينا (جنوب)، أحد شركاء معهد البحث في الطاقات الشمسية والمتجددة بالبرازيل.
وفي هذا الصدد، أوضح ميراندا أنه “من خلال الخبرة التي تراكمت لدى هذه المجموعة، يمكننا تقديم المعرفة اللازمة للتنمية الصناعية”.
ومن المتوقع أن يستمر التعاون تسعة أشهر في أفق تطوير أجهزة الشحن التي يمكن استخدامها للعربات المختلفة.
وستكون الاتصالات بين المغاربة والبرازيليين عن بعد، في الأساس، لكن من المتوقع إجراء لقاءات مباشرة فور رفع القيود المرتبطة بجائحة (كوفيد-19).
وبحسب المصدر ذاته، سيتم تطوير النموذج الأولي في البرازيل، في حين سيتم إنشاء “نموذج مطابق” في المغرب، حيث يجري تطوير المعدات في البرازيل بالأساس.
وعلاوة على توقيع هذا الاتفاق، بواسطة تفنية التناظر المرئي، تم توقيع اتفاقية أخرى تتعلق بمشروع بحث وتطوير مشترك، سيشمل خطة تعاون أوسع بين البرازيل والمغرب.
يشار إلى أن المعهد البرازيلي للبحث في الطاقات الشمسية والمتجددة (INESC P&D Brésil) هو عبارة عن جمعية خاصة غير ربحية، تعمل إلى جانب الجامعات البرازيلية العمومية ومعهد هندسة النظم والتكنولوجيا وعلوم الكمبيوتر في البرتغال (INESC TEC)، لتنسيق شبكة تعاون في البحث والتطوير وتقاسم التكنولوجيا في البرازيل.
ويتوفر هذا المعهد على نموذج ابتكار مشابه للنموذج المستخدم في أوروبا، ولا سيما من قبل معهد هندسة النظم والتكنولوجيا وعلوم الكمبيوتر، مع تعديلات إضافية للتأقلم مع الواقع البرازيلي.
المصدر: مواقع إلكترونية