وصف بالمعجزة التاريخية ويبلغ طوله 170 كم ويصل بين دولتين عربيتين.. ماذا تعرف عن أعظم اكتشاف في القرن العشرين وأطول نفق مائي في العالم؟

وصف بالمعجزة التاريخية ويبلغ طوله 170 كم ويصل بين دولتين عربيتين.. ماذا تعرف عن أعظم اكتشاف في القرن العشرين وأطول نفق مائي في العالم؟

لا يخفى على أحد أن المنطقة العربية بشكل عام كانت شاهدا على تاريخ مليء بالحضارات والشعوب ..حضارات مازالت آثارها وأوابدها شاهدة عليها حتى يومنا هذا..

ولعل بلاد الشام كان لها خصوصية ميزتها عن باقي بلاد الوطن العربي, لاستراتيجية موقعها وتنوع مناخها.

ما جعلها مطمعا ومقصدا لكبرى الإمبراطوريات وأقوى الدول عبر التاريخ للتنفذ بموقعها واستثمار خيراتها, فشيدت فيها صروحا وأعمالا مازال الكثير منها يكتشف منها في أيامنا هذه..

وكان أحد أبرز تلك الصروح التي شيدت في العهد الروماني نفق مائي وصف بالمعجزة التاريخية لطوله الكبير الذي كان يصل سوريا بإحدى دول الجوار..

هو نفق ديكابلوس المائي في سهل حوران، والأطول في العالم..

يعتبر أطول نفق مائي في العالم معجزة مائية تحت الأرض لربط مدن الديكابلوس مائيا ببعضها، ويمتد النفق مسافة 170 كيلومتر بين الأردن والشام وهو أطول ب 9 مرات من ثاني أطول نفق بالعالم والموجود في إيطاليا ويعد إمبراطورية مائية تحت الأرض.


ويوصف النفق بـ”أعجوبة تراثية” تدل على عراقة الحضارات التي سكنت حوران، حيث أن النفق يربط مجموعة من القرى في نظام مائي فريد تغذيه مجموعة من الينابيع الغزيرة في حوران

في بدأية الموضوع هناك كثيرون لا يعرفون عن هذا النفق هو امتداد بين عدة مدن من المدن العشر الرومانية بني على مرحلتين:

المرحلة الأولى:

الأساسي من داعل في ريف درعا الغربي مرورا في درعا ،و بالطره ،وكفرسوم، وسمر ،وأبدر وأوديتها الى ام قيس في الأردن

المرحلة الثانية:

التفرعات عن الأساسي تسمى الفرعي، تبدأ من المغير عند عين المعلقة وتفرعت أيضا بعيون واودية و وظيفة التفرعات استقدام اكثر كميه من الينابيع والأمطار لتغذية المدن والخط الأساسي المدن العشر وخاصة في الحروب….

كيف حدث ذلك ؟


بدأ الرومان بإنشاء النفق في القرن الثاني الميلادي بعصر الإمبراطور هارديان عام 130 ميلادي.

واستمر العمل فيه أكثر من ثمانين عاما غير متواصلة.

ويبتدأ في الشام من سورية الان مروراً في سهل حوران من مدينة داعل، وتكون بدايته على شكل (يو بالانجليزي U )وذلك من أجل تجميع الأمطار والينابيع القريبه منه من أجل تزويد النفق مرورا بدرعا ودخولا بالأراضي الأردنيه من قريه الطره باتجاه وديان المغير.


بالتأكيد هنا يتم تزويدها بأكثر من عشر ينابيع قويه لغايه الان وتبدأ تفرعات في قريه المغير باتجاه (مرو وعلى العال وحكما ووديانهم) وينابيع هذه القرى ومن ثم تتوجه النفق الرئيسي الى خرجا ويتفرع من خرجا

أيضا بأكثر من عدة فروع وسط خرجا و وادي النيص والعرقوب باتجاه الخريبه إلى النبع الرئيسي ومن ثم ينحرف الى عين قويلبه ويتجه الى يبلا هنا ملاحظه وجود به غرف كانوا ينام بها العمال


ومن الملفت في هذا النفق وجود مكان لوضع الاضاءه والقناديل كل مترين على جوانب النفق، وكل كيلو متر واحد يتم تحديد زاويه الميلان من أجل سحب المياه.

وايضا هناك كتابات باللغه الرومانيه والعربيه وجدت على جدار النفق، مع قصاره من أجل عدم تسرب مياه النفق عبر الشقوق، وايضا يوجد في بعض المناطق درج من أجل سحب المياه …

من يبلا الى عين تراب مرورا بكفرسوم ومن ثم الى سمر الى أبدر الى ام قيس

بالتأكيد هنا وجد نفقين أساسين أحدهم تحت، وآخر فوق، بين سمر وأبدر وام قيس أي نفق بطابقين..

الجدير بالذكر أن أكثر مناطق الأنفاق تدمرا هو الذي في خرجا ويبلا بسبب الزلازل والعوامل الطبيعية التي نتجت عن قوة المياه الداخلة الى النفق وهو بحاجه للاعتناء وإعادة التأهيل.

ختاماً.. هل كنت تعرف بوجود مثل هذا النفق المائي في سورية والذي يوصف بأطول نفق في العالم؟ ..شاركنا الرأي

أقرأ أيضاً: أكثر من مليون ساعة عمل ..قصة المصباح الذي يعمل منذ 120 عام دون توقف


يقف هذا المصباح ليثبت لنا مرة أخرى أن الإنسان لم يعد يصنع الأشياء كما كان يفعل في سابق عهده، بنفس الجودة والإتقان.

فبعد أكثر من مليون ساعة من الاستخدام وأكثر من قرن من الزمن لا يزال صامداً حتى الآن.

في محطة إطفاء غير عادية تماما في مدينة (ليفرمور) في (كاليفورنيا) بالولايات المتحدة، يوجد مصباح كهربائي مضاء منذ أن تم تشغيله المرة الأولى في سنة 1901.

يعتبر هذا ”المصباح المئوي“، كما اشتهر لدى كل من سمع بقصته، أكثر مصباح يشتغل لأطول مدة في التاريخ، حيث كان يضيء باستمرار دون توقف منذ سنة 1901، مع فاصل زمني قصير في سنة 1976 عندما تم فصله عن الكهرباء لمدة 22 دقيقة لأن محطة الإطفاء التي كان يتواجد بها تم نقلها إلى مقر آخر.

من أين أتى مصباح مذهل بهذا الشكل؟ وكيف له أن تمكن من العمل لكل هذه المدة دون توقف؟

صنع هذا المصباح الكهربائي المئوي أول مرة في شيلبي بأوهايو من طرف شركة شيلبي الكهربائية في وقت ما في تسعينات القرن التاسع عشر.

وكان قد وصل أول مرة لمدينة (ليفرمور) عندما اشتراه سنة 1901 دينيس برنال مالك شركة ليفرمور للطاقة والمياه، وعندما قام هذا الأخير ببيع شركته في نفس السنة، تبرع بهذا المصباح الكهربائي إلى محطة إطفاء حرائق محلية.

تم وضع المصباح بعد ذلك ليضيء غرفة تحتوي على عربات الخراطيم في ذات المحطة، قبل أن يتم تغيير موقعه إلى مستودع كان يتم استخدامه من طرف إدارة الحرائق، ثم إلى دار بلدية المدينة.

في الأخير، وجد هذا المصباح الكهربائي طريقه إلى ما سيصبح مقره الأخير والدائم، وهو ما عرف بمحطة الإطفاء رقم 6.

المصباح المئوي الذي يضيء منذ 117 سنة

المصباح المئوي مضاء في محطة الإطفاء رقم ستة في (ليفرمور) في (كاليفورنيا).

هناك لبث المصباح، حيث أصبح علامة مميزة محلية ومفخرة مدينة (ليفرمور)، على الرغم من أن قوة المصباح على استيعاب الطاقة خفتت من 30 واط كما كان عليه في بداية تشغيله إلى مجرد 4 واط ضئيلة، غير أنه ما زال مضاء، وذلك لمدة تجاوزت 120 عام، وأكثر من مليون ساعة من الاستخدام.

بتحقيقه لإنجاز من هذا النوع، تم اعتبار المصباح الكهربائي المئوي على أنه ”أكثر المصابيح الكهربائية ديمومة“ من طرف موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية في سنة 1972

وهو الآن يحمل الرقم القياسي عن كونه ”المصباح ذو مدة التشغيل الأطول في التاريخ“ من طرف نفس الموسوعة.

من الممكن اليوم مشاهدة هذا المصباح وهو يضيء الغرفة في بث حي وحقيقي عبر كاميرا رقمية على الموقع الخاص بالمصباح —نعم عزيزي القارئ لهذا المصباح الكهربائي موقع خاص به.

ما نعرفه عن تصميم هذا المصباح الكهربائي المئوي:

رسم بياني للمصباح الكهربائي


ما يلفت الانتباه أكثر حول هذا المصباح الكهربائي ويجعله مميزا هو كونه غير مميز على الإطلاق، فعلى الرغم من أن الباحثين ليسوا متيقنين تماما من التصميم الدقيق لهذا المصباح المئوي -حيث أن تفقده بدقة بينما يكون مشتغلا هو مهمة مستحيلة تقريبا- غير أنهم يعتقدون أنه ليس مختلفا كثيرا عن أي من المصابيح التي صممتها شركة (شيلبي) زمن تصميم هذا المصباح المئوي.

كما أنه على الرغم من أن فترة حياة هذا المصباح الطويلة جدا قد تكون راجعة لتصميه الفريد، غير أن جميع المصابيح من ذلك الزمن من عادتها أن تشتغل لفترات طويلة جدا، هذه الفترات التي قد نعتبرها بمعايير يومنا هذا طويلة وغير عادية.

ذلك أن هذا المصباح المئوي تم تصنيعه قبل أن تقوم شركات صناعة المصابيح بوضع معايير تحد من فترة حياة المصابيح، وذلك في عشرينيات القرن الماضي. حيث، وفقا لبعض الباحثين، اجتمعت في عشرينات القرن الماضي أكبر شركات صناعة المصابيح آنذاك وهي فيليبس) وأوسرام وجينيرال إيليكتريك في مقر في السويد من أجل تشكيل ما يسمى بـ(فيبوس) وهو تكتل عالمي لها.

ومع تشكيل هذا التكتل أو الكارتيل، حدت شركات تصنيع المصابيح هذه من فترة حياة وتشغيل المصابيح الكهربائية وجعلتها لا تتجاوز الـ1000 ساعة، تحت غطاء أن هذا يجعلها أكثر كفاءة وفعالية، كما وضعت قوانين صارمة تعاقب كل أعضاء هذا الكارتيل من الشركات التي تخرق هذا الاتفاق بزيادة عدد ساعات فترة حياة وتشغيل المصابيح الكهربائية.

في الواقع، خلقت شركات الإضاءة وتصنيع المصابيح قانون الألف ساعة هذا لأنها كانت قد اكتشفت أنها من خلال تقليص فترة حياة المصابيح الكهربائية، يصبح بإمكانها جمع قدر أكبر من العائدات من خلال بيع نفس المصابيح لنفس الزبائن مرارا وتكرارا، هؤلاء الزبائن الذين سيجدون أنفسهم بحاجة إلى مصابيح جديدة كل ألف ساعة من التشغيل.

قال في هذا الصدد السيد ماركوس كراوسكي، وهو بروفيسور دراسات الإعلام في جامعة (بازل) في سويسرا الذي كان قد أجرى العديد من البحوث حول تكتل (فيبيس): ”كان ذلك الهدف الواضح والجلي الذي أراد هذا الكارتيل تحقيقه من خلال تقليص فترة حياة المصابيج من أجل زيادة حجم المبيعات“.

بينما لم يصمد تكتل (فيبيس) الذي كان قد انحل بعد بضعة سنوات لاحقا، إلا أن المعايير التي كان قد أنشأها عاشت بعد ذلك إلى يومنا هذا، ومنها معيار ”التقادم المخطط“، الذي وفقا له يتم تصميم المنتوجات ليكون لها فترة حياة واستعمال قصيرة اصطناعيا حتى تتمكن الشركات المصنعة من تحقيق مبيعات أكبر.

بلغ نموذج التجارة هذا ذروة شعبيته خلال فترة الكساد الكبير، بعد فترة وجيزة من تكوين الكارتيل السابق ذكره، كطريقة لزيادة وظائف العمل في المصانع من خلال جعل المنتجات تباع بوتيرة أكبر، غير أن هذا النموذج كذلك لم يستغرق وقتا طويلا قبل أن تنتهجه جميع شركات الإنتاج تقريبا، سواء من مجال تصنيع الإضاءة والمصابيح أو غير ذلك من أجل زيادة أرباحها.

في أيامنا هذه، أصبحت ممارسة معيار ”التقادم المخطط“ أمرا شائعا، حيث أصبحت العديد من الشركات، خاصة التكنولوجية منها، تعمد إلى صناعة برامج أو منتجات من الصعب جدا تصليحها كما تكون مصممة للتلف أو تصبح غير مطابقة للمعايير بعد مدة معينة من تشغيلها. يجبر هذا الأمر الزبائن على استبدال منتجاتهم بوتيرة أكبر مما كان يتحتم على الزبائن قديما القيام به، وكل هذا فقط لكي تنجح الشركات في تحقيق أرباح أكثر.

منتجات آبل على سبيل المثال مشهورة بكونها من الصعب جدا تفكيكها أو تصليحها.

يؤمن (تيم كوبر)، وهو بروفيسور تصميم يترأس مجموعة أبحاث الاستهلاك المستدام في جامعة (نوتينغهام ترنت)، أن الطريقة الوحيدة لحل هذه المعضلة هي من خلال التدخل الحكومي لإجبار الشركات على الحد من هذا التقليد المتبع، كما يعتقد كذلك أنه يجب وضع أدنى معايير لمتانة وقابلية تصليح، وكذا قابلية تحديث المنتجات.

بالإضافة إلى أن خفض نسبة الضرائب على الشغل ورفع الضرائب على استهلاك الطاقة والمواد الخام قد تكون كذلك من الطرائق التي ستحد من ممارسات هذه الشركات التعسفية.

كما أنه اعترف أن هذه الإجراءات المقترحة من طرفه ستتسبب في انخفاض في نمو الاقتصاد على المدى القصير، مما قد يجعل السياسيين يتجنبون اتباعها ذلك أنها لن تظهرهم بمظهر الأبطال الذي يحبون أن يظهروا عليه دائما.

لكن إلى غاية انتهاج تغييرات جذرية مثل هذه السابقة الذكر، سنستمر في الغالب في اقتناء منتوجات مصممة خصيصا لتهتلك في فترة وجيزة، كما سنستمر في تبديل مصابيحنا كل سنة تقريبا على الرغم من كون مصباح واحد صنع في تسعينات القرن التاسع عشر مازال يشتغل باستمرار دون توقف إلى يومنا هذا للأسف الشديد.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version