ماذا تعرف عن ” المدينة المستدامة ” أو المدينة البيئية؟.. فما هو السر الغامض

المدينة المستدامة أو البيئية هي مدينة صممت مع مراعاة الأثر البيئي، و التي يقطنها شعب مخصص لتقليل المدخلات المطلوبة من إنتاج الطاقة و المياة و المواد الغذائية، و النفايات من الحرارة، و تلوث الهواء – CO2، و الميثان، و تلوث المياة .

و من الثابت بين الخبراء أن التنمية المستدامة يجب أن تلبي احتياجات الحاضر دون التضحية بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة ، و أن تكون قادرة على إطعام نفسها مع اعتماد ضئيل على المناطق الريفية المحيطة بها، و تقوي نفسها مع مصادر الطاقة المتجددة.

و جوهر هذا هو خلق أصغر بصمة إيكولوجية ممكنه، و إنتاج أقل كمية ممكنه من التلوث، لاستخدام الأراضي بكفاءة، و مواد السماد المستخدمة، و إعادة تدويره أو تحويل النفايات إلى طاقة، و بالتالي المساهمة الشاملة للمدينة في التغير للمناخي .

مواصفات المدينة المستدامة

• بها نظم زراعية مختلفة مثل المخططات الزراعية داخل المدينة ( الضواحي أو في الوسط ).

• تستخدم مصادر الطاقة المتجددة، مثل توربينات الرياح، و الألواح الشمسية، أو الغاز الحيوي التي تم إنشاؤها من مياه الصرف الصحي.

• وسائل مختلفة للحد من الحاجة لتكييف الهواء ، مثل زراعة الأشجار و تخفيف الألوان السطحية، و نظام التهوية الطبيعية، و زيادة في المسطحات المائية، و مساحات خضراء، ما يعادل ما لا يقل عن 20٪ من مساحة المدينة.

• تحسين وسائل النقل العام و زيادة في طرق المشاة للحد من انبعاثات السيارات.

• كثافة البناء المثلي لجعل وسائل النقل العام قابلة للحياة .

• توافر حلول لتقليل الزحف العمراني، من خلال اكتشاف وسائل جديدة لتمكين الناس من العيش أقرب إلى مساحة العمل.

• تحتوي على الأسطح الخضراء .

• وسائل النقل عديمة الانبعاثات .

اقرأ أيضاً: المدن المستدامة.. إمارات المستقبل


مساكن المستدامة تحقق اكتفاءً ذاتياً من الطاقة النظيفة 50%

المدينة المستدامة في دبي أول مجتمع مستدام بالكامل في العالم

كريم الجسر: مدينتنا المستدامة.. نموذج فريد في عالم المدن الخضراء

سكان الاستدامة: تكامل وجودة الخدمات.. محفزات الحياة المثالية

المدينة تحصد 20 جائزة وتخفض البصمة اﻟﮐربونية للفرد بنسبة 60%

تبحر الإمارات نحو المستقبل مستندة باستشراف مبكر لأنماط الحياة واحتياجات الإنسان في مختلف المجالات مدشنة الكثير من المبادرات والمشاريع والتوجهات لغد يحافظ على البيئة والإنسان لتصبح المدن المستدامة عنوان إمارات المستقبل، إذ شهد العام الماضي نمواً في المباني الذكية تراوح بين 15 إلى 20% لتتحول الإمارات في كثير من مناطقها وجهة حياة مميزة واستثنائية سيراً على نهجها منذ التأسيس قبل 50 عاماً لتدشن نصف قرن جديداً من الزمان محققة السبق في الكثير من المجالات الحياتية والعلمية والإنسانية.

وتستعرض الرؤية عبر ملف «المدن المستدامة.. إمارات المستقبل» نموذجاً من مدن المستقبل ومنها مصدر ومدينة دبي المستدامة أول مجتمع مستدام بالكامل في العالم والشارقة المستدامة وأنماط وكلف بناء المنزل الرقمي في الإمارات.

أول مجتمع

تجسد المدينة المستدامة في دبي التي تعتبر أول مجتمع مستدام بالكامل في العالم، وأول مشروع ينتج كامل احتياجاته من الطاقة في المنطقة، حقبة جديدة في عالم المدن المستدامة التي تراعي كافة الجوانب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتوفر لقاطنيها حياة صحية مستدامة خالية من انبعاثات الكربون.

وانبثقت «المدينة المستدامة» من رحم الرؤية الرامية إلى تسريع مسيرة التحول نحو التنمية المستدامة، وهي توفر مفهوماً مستقبلياً في أساليب الحياة والعمل ونموذجاً يحتذى في العيش المستدام. وتشغل المدينة مساحة 46 هكتاراً، وتحتضن باقة من الوحدات السكنية والمرافق التي لا تملك أي تأثير سلبي على البيئة.

نهج متكامل

وقال كريم الجسر، المدير التنفيذي للاستدامة الاجتماعية في «دايموند ديفلوبرز»، الشركة المسؤولة عن تطوير المدينة المستدامة إنه تم تصميم المدينة المستدامة في دبي لتراعي عوامل الاستدامة الاجتماعية والبيئية، والاقتصادية حيث تعتمد المساكن في المدينة على إنتاج الطاقة النظيفة والتي يتم إنتاجها من الألواح الشمسية التي تم تركيبها على واجهات وأسطح الفلل والمباني.

كما يتم اتباع نهج متكامل لمعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات المنزلية واستخدام مواد التنظيف العضوية، والتي لا تلحق الأذى بالبيئة للاستفادة منها في ري المساحات الخضراء في المدينة، مع وجود استراتيجية متكاملة للزراعة داخل المدينة في حزام أخضر يمتد داخل المدينة ويشكل ملاذاً بيئياً مهماً لأنواع مختلفة من الطيور والزواحف والنباتات.

وأضاف، أن المدينة توفر لساكنيها بيئة متكاملة ينعمون فيها بالحياة الصحية والصديقة للبيئة في مجتمع متكامل للعيش والعمل والتعليم والترفيه المستدام، قد حصلت المدينة المستدامة على لقب أسعد منطقة سكنية في الخليج لثلاث سنوات على التوالي، مشيراً إلى أن تصميم هذه المدينة يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في خطة دبي الحضرية 2040 والتي تسعى لجعل دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم والارتقاء بجودة الحياة، حيث نسعى في تصميم هذه المدن إلى رفع كفاءة استغلال الموارد وتطوير مجتمعات حيوية وصحية ومضاعفة المساحات الخضراء لتوفير بيئة صحية للسكان والزوار.

نموذج حي

وقال: تمكنّا في المدينة المستدامة في دبي من تقديم نموذج حي لمدن المستقبل واختبار العديد من الحلول والاستراتيجيات في تصميم المدن المستقبلية، ونسعى إلى استنساخ هذه التجربة في المزيد من المدن بعد الإعلان عن المدينة المستدامة الثانية في مدينة الشارقة وسيتم الإعلان عن المزيد من المدن في المنطقة والعالم، مشيراً إلى أنه من خلال استنساخ هذه التجربة في مدن أخرى نسعى أيضاً إلى التأثير على القطاع العقاري بشكل إيجابي والمساعدة في بناء المزيد من المدن المستدامة وتسريع وضع القوانين والتشريعات التي تساهم في تسريع عجلة البناء الأخضر والبناء المستدام.

حصاد الرطوبة

وأضاف الجسر، هناك العديد من المبادرات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي أطلقتها المدينة، على المستوى البيئي من ضمنها مبادرة الزراعة الحضرية والتي تسمح للسكان بممارسة الزراعة في مساحات زراعية خاصة بهم، كما اعتمدنا تطبيق مفهوم حصاد الرطوبة في إنتاج مياه الشرب، وإعادة تدوير النفايات الصلبة وتوفير محطة خاصة لجمع النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها، وتوفير حلول مرنة ومستدامة للنقل النظيف ومشاركة العربات الكهربائية واختبار عربات النقل الذاتية القيادة.

وذكر أن المبادرات التي تم إطلاقها ضمت كذلك الكثير من البرامج التوعوية والتي شملت التعريف بأهمية النحل، ووضع برامج تعليمية وفنية لنشر ثقافة إعادة التدوير، كما أطلقت المدينة المستدامة أول برنامج لمراقبة وقياس صحة المنظومة البيئية عبر استخدام معدات رصد متطورة تشمل مسجلات الموجات فوق الصوتية للخفافيش والطيور، كما أطلقت أول برنامج يدعو سكان المدينة للمشاركة في رصد هذا التنوع البيولوجي.

حجم الاستثمار

وقال الجسر: على المستوى الاقتصادي أطلقت المدينة المستدامة التي وصل حجم الاستثمار فيها حتى الآن إلى نحو 1.2 مليار درهم حاضنة أعمال لدعم واحتضان الأفكار والابتكارات والمشاريع الصغيرة التي تساهم في إيجاد حلول وخدمات مستدامة.

وحول التعاون مع إكسبو 2020 دبي، أوضح أن المدينة المستدامة استضافت العديد من الوفود والزيارات من فرق إكسبو خلال السنوات الماضية، كما قمنا بزيارة جناح الاستدامة في إكسبو وهناك تعاون على صعيد تبادل الخبرات ونشر المعرفة مع الوفود القادمة إلى إكسبو في المستقبل.

وقال الجسر: إن المساكن في المدينة المستدامة تحقق اكتفاءً ذاتياً من الطاقة النظيفة يصل إلى 50%، وأما في المساحات العامة في المدينة المستدامة فقد تمكنّا من تحقيق فائض من الطاقة النظيفة يصل إلى 150% في العام الماضي.

موقع الاستدامة

تقع المدينة التي تعد أحد مشاريع شركة «دايموند ديفلوبرز».. في دبي لاند على شارع القدرة، تم إنجاز المرحلة الأولى من المدينة المستدامة السكنية التي بدأت عملية إنشائها في يناير 2014 وهي تشمل حالياً 500 فيلا سكنية و89 شقة والحزام حول المدينة الذي يحافظ على جودة الهواء والمزرعة التي تمتد على 800 متر ومكونة من 11 قبة لمعالجة المناخ، وتحت سقفها يتم إنتاج النباتات لتوزيعها على السكان وتسويقها تجارياً.

المرافق والخدمات

وتحتضن «المدينة المستدامة» مرافق خضراء للتعليم والرعاية الصحية والترفيه، فضلاً عن توفير مجموعة كاملة من الأنشطة الترفيهية الداخلية والخارجية، والمساحات التجارية، ومفاهيم الزراعة الحضرية، ومسجد أخضر، ومركز للابتكار، الأمر الذي جعلها تفوز بأكثر من 20 جائزة، منها جائزة «أسعد مجتمع سكني» للسنة الثالثة على التوالي؛ وجائزة «الفائز العام»؛ و«أفضل مشروع عقاري» و«أفضل بحث عقاري»؛ و«أفضل مطور عقاري- التنمية الخضراء المستدامة». كما حازت جائزة «الإمارات للطاقة» 2017 لكفاءتها في استهلاك الطاقة.

المراقبة البيئية

وتعتبر المدينة المُستدامة أول مجمّع سكني في المنطقة يقوم بمراقبة وقياس صحة منظومته البيئية، عبر استخدام معدات رصد متطورة تشمل مُسجلات الموجات فوق الصوتية للخفافيش ومسجلات الصوت المخصصة للطيور. وتأتي هذه المبادرة ضمن إطار شراكةٍ استراتيجية بين المدينة المستدامة وجمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة.

وتتوافق المدينة المستدامة بشكل شامل مع التطلعات البيئية لاتفاقية باريس للمناخ (2050)، وخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (2030)، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة (2050)، ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة (2021). وتعتبر المدينة المستدامة نموذجاً قائماً على حقيقة أن الاستدامة يمكن تحقيقها بدون كلفة إضافية للمطورين والمقيمين. وأسهم هذا المشروع في خفض تكاليف البناء، في حين أتاح للسكان أيضاً توفير مبالغ كبيرة، بالإضافة إلى توفير فرص العمل.

وتقلل المدينة المستدامة من معدل البصمة اﻟﮐربونية للفرد بنسبة 60%، مقارنة بالمساكن التقليدية الأمر الذي يتحقق عن طريق خفض استهلاك الموارد وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. وفقاً لمعيار جديد حدده مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، يتم تصنيف الفلل في المدينة المستدامة على أنها تعتمد بالكامل تقريباً على موارد الطاقة الذاتية، ومن خلال استخدام الطاقة الشمسية على الأسطح، وفرت الفلل ما يصل إلى 40 % من استهلاك الكهرباء. وتعد المدينة رائدة في استخدام وقود الديزل الحيوي (B100) لعمليات البناء.

وجهة مثالية

تعتبر المدينة المستدامة في دبي وجهة مثالية للسكن لما تقدمه من خدمات متكاملة تتناسب مع مختلف الأعمار في ظل بيئة مثالية ومستدامة، حيث تعتمد المساكن كلياً على ما تنتجه من الطاقة النظيفة، عبر تركيب الألواح الشمسية على واجهات وأسطح الفلل والمباني لتوليد الطاقة، كما يتم اتباع نهج متكامل لمعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات المنزلية واستخدام مواد التنظيف العضوية والمنتجات الخضراء، التي لا تلحق الأذى بالبيئة.

سكان الاستدامة

وقال سكان في هذه المدينة: إن تكامل الخدمات وجودتها وتنافسيتها بالإضافة إلى استدامتها تعتبر من أهم العوامل المحفزة على السكن في هذه المدينة التي تتميز بأجوائها المثالية الاجتماعية التي تناسب عائلاتهم وأطفالهم.

وقالت الدكتورة رسول التي تسكن في المدينة المستدامة منذ أكتوبر 2016 إن فكرة الاستدامة تعتبر من أهم العوامل المشجعة على السكن في هذا المكان الذي يعتبر مكاناً مثالياً مقارنة مع بمناطق أخرى لا سيما أنه يمتاز بانخفاض درجة الحرارة نتيجة قلة الانبعاثات الكربونية، كما أنها تعتمد بشكل أساسي على مصادر الطاقة المتجددة الأمر الذي ينعكس إيجابياً على الصحة العامة.

وأضافت أن قيمة الفواتير سواء الكهرباء أو الماء تعتبر أقل بكثير مقارنة بالأماكن خارج المدينة، كما أن تنوع المرافق الخدمية والترفيهية من الأمور التي تعزز الرغبة في البقاء في هذا المكان وعدم التفكير بالانتقال إلى الخارج.

وبدورها، قالت منى القصاب إنها تسكن في المدينة المستدامة في دبي منذ نحو 3 أعوام وهي تعتبر مكاناً مثالياً للسكن لا سيما بالنسبة للعائلات وتحديداً للأطفال في ظل توفر كافة الخدمات التي يحتاجونها من مدارس ذات مستوى عالٍ بالإضافة إلى العديد من مناطق اللعب والترفيه المخصصة للأطفال مشيرة إلى أن الحياة الاجتماعية في هذه المدينة وطبيعة السكان تعتبر مثالية للعائلات.

وأضافت القصاب أنها تحصل على أفضل مستويات الصيانة وبشكل سريع دون الحاجة إلى دفع رسوم صيانة مثل باقي الإمكان التي باتت فيها الرسوم تشكل عبئاً على السكان وهي لا تفكر بالانتقال إلى مكان آخر.

من جانبه، قال كرم حمادة الذي يسكن في المدينة المستدامة: إنه عاش في أماكن أخرى قبل القدوم إلى المدينة المستدامة وإنه لم يشعر بالراحة التي يشعر بها منذ سكنه في هذه المدينة قبل 3 سنوات في ظل توفر كافة الخدمات والمرافق التي يمكن أن يحتاجها أي شخص، مشيراً إلى أن الكلام عن ارتفاع الأسعار في هذه المدينة غير صحيح بالنظر إلى الخدمات التي تقدمها والفواتير التي يتم دفعها والتي تعتبر متدنية جداً مقارنة بمناطق أخرى خارج المدينة.

وأضاف، أن السكان في هذه المدينة لم يشعروا بالضيق الذي شعر به الآخرون خلال ذروة جائحة كوفيد 19 في ظل توفير بيئة قائمة على المعايير الصحية من الأساس.

وقال أسامة محمدين: إن المدينة توفر لساكنيها بيئة متكاملة، لينعموا فيها بالحياة الصحية النظيفة والمأكولات العضوية، والحياة التي تحفز على العمل والنشاط، في مجتمع تكافلي للعيش والعمل والتعليم والترفيه المستدام، منوهاً إلى أن نمط الحياة المستدامة اقتصادي أكثر، وكلفته أقل من الحياة العادية، على الرغم من أنه في الظاهر قد يبدو ذا كلفة عالية.

مدرسة مستدامة

تحتوي المدينة على مدرسة مستدامة تستقبل الطلبة من مختلف المراحل الدراسية، وتعمل على تشجيع غرس مفاهيم الاستدامة في مناهجها، كما أنها تعتمد على الألواح الشمسية في توليد احتياجاتها من الطاقة، وعند الساعة الثالثة يغادر جميع الطلاب المدرسة ويمكن للطلبة القاطنين في المدينة المستدامة الوصول لمنازلهم بسهولة سيراً على الأقدام أو عبر استخدام العربات الكهربائية.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version