كبرى مدن إقليم الصحراء الغربية الذي يقع تحت السيادة المغربية وتنازع فيه جبهة البوليساريو. تجمع بين الطابع الحضري والتراث البدوي الصحراوي، وتشكل عنوانا لنزاع مستمر منذ 1975.
الموقع
تشكل العيون إداريا مركز جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء إحدى الجهات المعتمدة في المغرب، وتحدها شمالا جهة كلميم السمارة، وجنوبا جهة وادي الذهب الكويرة، وشرقا موريتانيا، وغربا المحيط الأطلسي.
السكان
سكان مدينة العيون من أبناء القبائل الصحراوية التي تشكل ما يطلق عليه مجتمع البيضان أو المجتمع الحساني.
وهي حاضنة لأهم فروع القبائل الصحراوية مثل “الرقيبات” و”العروسيين” وآل الشيخ ماء العينين وغيرهم، ويبلغ عدد سكانها نحو 170 ألف نسمة.
التاريخ
ترجع المصادر التاريخية ظهور النواة الأولى لمدينة العيون إلى مرحلة الاس..تعمار الإسباني للصحراء، فقد تأسست عام 1928 قاعدة عسكرية نمت حولها بعض مقومات التمدن. وخلال الخمسينيات بدأ ظهور بعض المرافق والخدمات الأساسية لتلبية حاجيات السلطة الاستعمارية وخاصة أسر العسكريين الإسبان الذين يعملون بالمنطقة.
ازدادت أهمية المنطقة نهاية الأربعينيات مع اكتشاف الجيولوجي الإسباني “مانويل اليامدنيا” وجود مناجم الفوسفات في منطقة بوكراع القريبة عام 1947.
وقد زار الجنرال فرانكو مدينة العيون عام 1950. وفي يناير/كانون الثاني 1958 أصدرت الحكومة الإسبانية مرسوما صنّف الصحراء الغربية مقاطعة إسبانية عاصمتها الإدارية العيون.
ويربط مؤرخون هجرة مجموعات من بدو الصحراء إلى مركز المدينة بعملية “إيكوفيون” العسكرية التي شنها التحالف الإسباني الفرنسي على جيش التحرير المغربي في الصحراء.
وكان في المدينة قسم خاص بالمعمرين الإسبان وآخر يقطنه الأهالي. وقد شيدت حديثا على ضفة وادي الساقية الحمراء عام 1973 في موقع يسمى “عيون المدلشي” -منبع المياه العذبة- على بعد 25 كيلومترا من المحيط الأطلسي.
وبعد خروج الاستعمار الإسباني وبسط السيادة المغربية على إقليم الصحراء عرفت مدينة العيون توسعا حضريا كبيرا ونموا عمرانيا ملحوظا جعلها مدينة حديثة.
الاقتصاد
تزخر المناطق المحيطة بالعيون بثروات معدنية ومنجمية مهمة، كما انتعشت فيها حركة السياحة الصحراوية مع بناء فنادق كبرى وأسواق للمنتجات المحلية الصحراوية، فضلا عن السياحة البحرية على شاطئ “فم الوادي” بضاحية المدينة.
المعالم
تضم العيون متحفا لفنون الصحراء ومجمعا للصناعة التقليدية. ويزخر سوق الفضة بأنواع الحلي العتيقة التي كانت تتزين بها الصحراويات.
وتوجد واحة “المسيد”، على بعد 15 كيلومتر جنوب شرق المدينة، وهي منبع مائي تحيط به أشجار النخيل، وكانت في الماضي محطة استراحة للقوافل التجارية القديمة.
قالت صحيفة ( لابروفانسيا ) في مقال نشرته مؤخراً إن مدينة العيون التي هي أكبر مدينة في الصحراء المغربية شهدت خلال العقود الأخيرة تطورا بوتيرة مستمرة في جميع المجالات .
وكتبت صحيفة ( لابروفانسيا ) الواسعة الانتشار في جزر الكناري أنه بفضل برامج التعمير والتنمية التي تنفذها الحكومة والسلطات المحلية أضحت مدينة العيون تتوفر حاليا على جميع الخدمات الاجتماعية والثقافية والتربوية مما ساهم بشكل كبير في ارتفاع عدد سكان المدينة خلال ال 40 عاما الأخيرة.
عدد السكان في العيون وصل حاليا إلى أزيد من 217 ألف نسمة مشيرة إلى مختلف المشاريع التنموية والأوراش الكبرى التي تم إطلاقها في الأقاليم الجنوبية للمملكة .
وأضافت الصحيفة أنه وعلى غرار مدينة العيون فإن باقي الأقاليم الجنوبية للمملكة تشهد بدورها دينامية تنموية غير مسبوقة غيرت بشكل كبير وجه الجهات الثلاث في الصحراء المغربية خلال الأربعين سنة الأخيرة مسلطة الضوء على الفرص الاستثمارية التي تتيحها خاصة في قطاعات السياحة والطاقات المتجددة وغيرها .
وأكد المبعوث الخاص لصحيفة ( لابروفانسيا ) إلى العيون أن الاستثمارات التي خصصها المغرب لمختلف مدن وحواضر الصحراء تشمل مختلف المجالات لاسيما قطاعات الصحة والسياحة والتعليم والتجهيزات الأساسية كالموانئ والمطارات والطاقات المتجددة وتحلية مياه البحر والثقافة والرياضة مشيرا إلى أن تدبير الشأن المحلي يشرف عليه مسؤولون صحراويون منتخبون عن طريق الاقتراع العام.
وقالت ( لابروفانسيا ) إن أكثر من 80 في المائة من الصحراويين يعيشون حاليا في الجهات الثلاث بالصحراء المغربية ويشاركون بنشاط في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مذكرة بأن نسبة المشاركة في الانتخابات بالأقاليم الجنوبية للمملكة تصل إلى 72 في المائة وهي نسبة تفوق ب 40 في المائة المعدل الوطني .
وأشارت إلى أنه يوجد بالأقاليم الجنوبية للمملكة 1300 مسؤول منتخب من بينهم ثلاثة رؤساء جهات و 37 برلمانيا بالإضافة إلى رؤساء البلديات والمستشارين المحليين ورؤساء الجماعات .
وبعد أن ذكرت بأن المغرب انخرط في مسلسل الجهوية المتقدمة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكدت ( لابروفانسيا ) أن الجهات الثلاث بالصحراء المغربية منخرطة بشكل كامل في هذه الدينامية التي تهدف إلى تمكين هذه الجهات من الاستقلالية في تدبير شؤونها المحلية .
وأشارت إلى أنه من أجل تنفيذ هذا المشروع اعتمد المغرب ” مخططا استثماريا طموحا ” لتمكين جهات المملكة ومن ضمنها المناطق الصحراوية من ” التنمية الاقتصادية التي هي شرط أساسي ومحوري لممارسة استقلاليتها في تدبير الشأن العام ”
أول قنصلية عربية في العيون
افتتحت دولة الإمارات مقر قنصليتها العامة في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، جاء ذلك عقب الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأعلن عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، عبر تقنية الاتصال المرئي، افتتاح القنصلية، بناء على قرار قيادة الدولة الرشيدة.
وقد أزاح ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والعصري سعيد الظاهري، سفير الدولة لدى المملكة المغربية، الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً بافتتاح مقر القنصلية، بحضور ممثلي السلك الدبلوماسي بمدينة العيون، ومسؤولي السلطات المحلية.
وافتتحت مملكة البحرين قنصلية عامة لها بمدينة العيون كبرى مدن الصحراء المغربية لتكون ثاني دولة عربية بعد الإمارات تتخذ مثل هذه الخطوة.
وترأس حفل الافتتاح كل من وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة ونظيره البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني.
ويأتي تدشين القنصلية بعدما أصدر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة مرسوما بإنشاء قنصلية عامة لمملكة البحرين في مدينة العيون.
ونوه الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مكالمة هاتفية سابقة مع العاهل المغربي الملك محمد السادس بالقرارات التي أمر بها الملك محمد السادس بمنطقة الكركرات بالصحراء المغربية، والتي أفضت إلى تدخل حاسم وناجع لحفظ الأمن والاستقرار.
المصادر : مواقع إلكترونية عربية ومغاربية – الجزيرة