تجاوز سعرها النصف مليار.. ما حقيقة ظهور سمكة الملوك الشفافة في سوريا؟

تجاوز سعرها النصف مليار.. ما حقيقة ظهور سمكة الملوك الشفافة في سوريا؟

حالات فريدة من نوعها تحدث بين الحين والآخر على شواطئ الساحل السوري، لاصطياد أسماك من الأنواع النادرة والغريبة، فتحت باباً لتداول صور وفيديوهات تظهر غرق الساحل السوري بأنواع غريبة من الأسماك والحيتان والدلافين لم يشهد وجودها أبدا.

آخر هذه الحوادث، هو إعلان صيادين في مدينة بانياس بريف طرطوس الساحلي، أمس السبت، العثور على سمكة شفافة من النوع النادر جدا، ويصل سعرها 500 مليون.

سمكة ملوك ورؤساء؟

في مجال البصريات، الشفافية هي خاصية فيزيائية تسمح للضوء بالمرور عبر المادة دون تشتت ملحوظ للضوء، وهذا ما أثار انتباه الصيادين في مدينة بانياس السورية، عندما اصطادوا سمكة شفافة، وهذه السمكة تظهر لأول مرة في تاريخها على السواحل السورية وسواحل البحر المتوسط.

بالأمس، ذكرت وسائل التواصل الاجتماعي أن صيادا سوريا يدعى ياسر، قد اصطاد سمكة شفافة تبلغ قيمتها 500 مليون ليرة سورية، ووفقا لما نقله موقع “أثر برس” المحلي، فإن قيمة هذه السمكة 500 مليون ليرة سورية وتستخدم لتزيين قصور القادة الدوليين، بمن فيهم الرئيس الأميركي، الذي يملك اثنتين في قصره بواشنطن.

وفي بحث سريع على المحرك الشائع “غوغل”، تبين أن الصورة تم نشرها منذ سنوات، وسعرها الحقيقي هو 30 دولارا، ولم يتم التقاطها في سوريا.

هل توجد أسماك شفافة؟

سمك السلور الزجاجي الآسيوي، يعتبر أحد أكثر الفقاريات شفافية على هذا الكوكب. تقع معظم أعضائهم بالقرب من الرأس ويمكن رؤية قلبهم ينبض بالعدسة المكبرة. عندما يصطدم الضوء بالسمكة تماما، يمكن أن يخلق لون قوس قزح والعديد من الألوان.

وبحسب علماء الأحياء، فإن بعض الأسماك شفافة للمساعدة على النجاة من الافتراس، ومن بعض الأسماك الشفافة القرموط الزجاجي، والسمك الزجاجي، والسمك الصغير، وبعضها الآخر يكون شفافا فقط خلال مراحل النمو المبكرة، ولكن بعد ذلك تتلون حسب جنسها.

ووفقا لدراسة جديدة، فإن عدم وجود مكان للاختباء في المحيط المفتوح، اكتشفت الأسماك طريقة لإخفاء نفسها في الماء وعن أشعة الشمس، ووجد فريق الدراسة هياكل صغيرة في بعض جلد الأسماك، تسمى الصفائح الدموية، تعمل على انحناء الضوء المستقطب لجعل الأسماك غير مرئية تقريبا.

السمكة الشفافة، اكتشفت حية في المياه العميقة قبالة الساحل الأوسط لولاية كاليفورنيا من قبل معهد أبحاث “خليج مونتيري” للأحياء المائية، في شباط/فبراير 2009، وهي أول عينة من نوعها يتم العثور عليها.

نوادر الأسماك في الساحل السوري

بحسب خبراء في علوم البحار، فإنه لا أسماك نادرة جدا تسبح في السواحل السورية، ويأتي هذا التصريح الذي نقلته صحيفة “تشرين” المحلية، بعد تداول صفحات للتواصل الاجتماعي مؤخرا فيديو يظهر دلافين تسبح على سطح مياه البحر في منطقة البسيط بريف اللاذقية، فيما وصف البعض وجودها في المياه السورية بالحالة النادرة، في حين أكد خبراء بأنها موجودة في المياه السورية منذ سنوات ولا تهاجم أحدا.

وكان آخر هذه الحالات، اصطياد فردين من نوع سمكة “الببغاء” النادرة، يوم الإثنين الماضي، في مدينة بانياس بريف طرطوس الساحلي، وتداول صور للأسماك، وتم ذكرها على أنها نادرة جدا.

أستاذ علوم البحار والباحث في المعهد العالي للبحوث البحرية في جامعة “تشرين”، أمير إبراهيم، أكد لموقع “أثر برس” المحلي، أن “سمكة الببغاء ليست نادرة، فقد تم تسجيل أول ظهور لها في المياه السورية عام 2018، وهي قادمة إلى مياهنا عن طريق قناة السويس”.

مناطق الساحل السوري، شهدت خلال الأسابيع الماضية اصطياد العديد من الأسماك العملاقة أبرزها، سمكة “القمر العملاقة“، أو “السمكة القمرية“. وهي من أنواع السمك التي تعيش في المحيطات وأعماق البحار، وأظهرت تسجيلات مصورة، تم تداولها عبر منصات للتواصل الاجتماعي، رافعة تقوم بنقل السمكة التي تزيد نحو 1000 كغ من ميناء جبلة.

كذلك، شهدت شواطئ بانياس في بدايات حزيران/يونيو الماضي غزو لكائنات بحرية هلامية المظهر، الأمر الذي أثار مخاوف وتساؤلات عدة بين السكان، من مرتادي البحر حول ماهية هذا المخلوق البحري المستجد ومخاطره، ليتبيّن لاحقا أنه نوع خطر من القناديل يسمّى بـ “القنديل المشطي”.

اقرأ أيضاً: دلافين وحيتان في السواحل السورية.. ما قصتهم؟


أنواع من الأسماك وبأحجام مختلفة، لم تكن معروفة في السواحل السورية، بدأت بالظهور مؤخرا في سابقة لم يعهدها السوريون من قبل، من بينها الدلافين والحيتان.

دلافين في الساحل السوري

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، اليوم الجمعة، أشار إلى تداول صفحات التواصل الاجتماعي مؤخرا فيديو يظهر دلافين تسبح على سطح مياه البحر في منطقة البسيط بريف اللاذقية، فيما وصف البعض وجودها في المياه السورية بالحالة النادرة، فيما أكد خبراء موجودة في المياه السورية منذ سنوات ولا تهاجم أحدا.

ونقل الموقع عن رئيس الجمعية السورية لحماية البيئة المائية وأستاذ علم الأسماك والبيئة البحرية في كلية الزراعة بجامعة تشرين، أديب سعد أنه “تعتبر الدلافين من الكائنات البحرية التي تسهم في تحقيق التوازن البيئي البحري، وهي موجودة في المياه السورية منذ سنوات عدة، تم توثيق وجودها من قبل مختصين في البيئة البحرية السورية”، مبينا أن وجودها يشكّل عنصرا مهما في التنوع الحيوي للكائنات البحرية، وفي المخزون الوراثي للأنواع الحية البحرية.

وأكد سعد أنه تم رصد عدة حالات لدلافين بالقرب من الشواطئ السورية خلال السنوات السابقة، بينها دلفين صغير فتي من نوع “كومون ديلفي” كان قد جنح على شاطئ منطقة الصنوبر في اللاذقية، عازيا السبب وراء حالة الجنوح إلى النشاطات البشرية المختلفة من السياحة والصيد الجائر وحركة السفن بالإضافة إلى نقص الغذاء، حيث يبلغ طوله حوالي 180 سنتيمتر ووزنه يتجاوز 60 كيلوغراما، وهو من نوع نادر الوجود في البحر الأبيض المتوسط، مما استدعى نقله إلى مكان آمن في مياه مصب نهر الصنوبر، حيث أعيد إلى البحر بعد معاينته من قبل المختصين، كما تم رصد دلفين بالغ من النوع نفسه عند موقع ابن هانئ في اللاذقية بعد عدة أيام من مشاهدة الدلفين الفتي الجانح.

حيتان على الساحل السوري

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى مقطع فيديو، أظهر حوتا ضخما بالقرب من سطح مياه البحر قبالة سواحل طرطوس، وهو ما أغضب الكثيرين الذين حبسوا أنفاسهم خوفا من اقترابه من الشواطئ أو مباغتته للسباحين أو الصيادين في البحر.

وأضاف التقرير أن هذا الحوت بالذات شوهد بالقرب من سواحل طرطوس، وهي المرة الأولى التي يصل فيها مثل هذا النوع من الحيتان وبهذا الحجم الضخم إلى سواحل شرق البحر المتوسط ، وتحديدا لبنان وسوريا.

ونقل التقرير تصريحا للمحاضر في “المعهد العالي للبحوث البحرية” في جامعة “تشرين” والاختصاصي في إدارة المصائد السمكية، فراس الشاوي، بأن الحوت موجود في البحر المتوسط، ورؤيته ليست حالة نادرة أو جديدة”، معيدا إلى الأذهان حادثة العثور على حوت نافق بطول 3 أمتار على شواطئ بانياس بريف طرطوس عام 2021.

وأضاف الشاوي، أن رؤية الحيتان أمر طبيعي، وبالنسبة للحيتان الضخمة فتكون سابحة في البحر المتوسط، حيث تقوم بالتكاثر في البحر المتوسط ومن ثم تعود إلى القطب الشمالي.

لاتشكل خطرا

موقع “أثر برس”، نقل عن عبد اللطيف علي، مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية، بأن الحيتان والفقمات تعتبر من الثديات التي تأقلمت للعيش في الأوساط المائية البحرية وهي بعكس الأسماك الأخرى حيث لا تستطيع الاستغناء عن الهواء الجوي للتنفس وهي من الكائنات البحرية اللطيفة، حيث لم تُسجل أي حالة مهاجمة حوت أو دلفين لأي شخص.

وأضاف عبد اللطيف، أنه يوجد عشرين نوع من الحوتيات في البحر المتوسط منها تسعة أنواع تعيش في حوض البحر الأبيض المتوسط بشكل دائم، إلى جانب 11 نوع آخر تتواجد بشكل عرضي أو موسمي، مشيرا إلى أنه تم رصد من عام 2004 حتى تاريخه 13 نوعا من الحوتيات في سواحل محافظة طرطوس، منها ثلاثة أنواع من الحيتان وعشرة دلافين (من ثلاثة أنواع مختلفة).

وأيضا دعا الشاوي، المواطنين إلى عدم الخوف من تداول صور لحيتان في البحر، مؤكدا أن الحوت من الأنواع الوديعة التي لا تهاجم أحدا ولا تقترب من المياه الضحلة.

وبيّن الشاوي، أنه لم يتم تسجيل أي حالة هجوم لحوت على سبّاحين أو صيادين، وذلك انطلاقا من أنه لا توجد صفة عدائية لدى الحوت، معللا أن الحجم الكبير للحوت يمنحه حالة من الاستقرار، فلا يشعر بالخوف وعليه لا يملك حافزا لمهاجمة أحد.

وكان تقرير نُشر مؤخرا لـ”الحل نت”، أشار إلى أنه تم تسجيل الظهور الأول لسمكة “سباردي” في مدينة بانياس، مبينا أنه لأول مرة يُرى هذا النوع من الأسماك.

ونقل التقرير عن المحاضر في المعهد العالي للبحوث البحرية في جامعة “تشرين”، فراس الشاوي، أن هذه السمكة تظهر لأول مرة في المياه السورية، وهي من نفس فصيلة سمك القجاج المتعارف عليه في المياه السورية.

مضيفا، أنها تشبه القجاج من ناحية الشكل والبقعة الصفراء فوق العين والتقوس عند الفم، لكن الفرق الوحيد هو لون الزعانف، مدللا بأن لون زعانف سمكة القجاج فضية، أما زعانف سـمكة “سباردي” لونها أصفر زاهي.

كما أشار تقرير سابق لـ”الحل نت”، إلى أن صيادي مدينة بانياس تمكنوا من اصطياد 2000 سمكة نوع بلميدا، وتراوح وزن الواحدة ما بين 4 و 7 كيلو غرامات، وتم بيع السمكة الواحدة بـ 15 ألف ليرة سورية.

من الجدير بالذكر أن الحيتان والدلافين لم تكن الأنواع الفريدة من نوعها التي شوهدت بالقرب من السواحل السورية، حيث شهدت مؤخرا ظهور أنواع غريبة من السمك، كسمكة الشيطان، وسـمكة كلب البحر وغيرها.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version