قائد ميليشيا إيرانية يمهد لمرحلة جديدة في حلب.. ما هي أبرز تحركاته؟

بدأت الميليشيات والتنظيمات والقوى المدعومة من إيران في حلب تحركات غير مسبوقة على صعيد عمليات إعادة الانتشار ورفد قطاعاتها بقيادات ووجوه جديدة، وعلى صعيد آخر تكثيف الاجتماعات العسكرية واللقاءات بالقوى الفاعلة المحلية بمختلف تخصصاتها، التجارية والصناعية والثقافية، والدينية والحزبية والعشائرية.

وبحسب موقع “تلفزيون سوريا”، شكل رحيل قائد “الحرس الثوري الإيراني” في سوريا، جواد غفاري الذي انتهت مهمته في سوريا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نقطة بداية لمرحلة جديدة قد بدأ الموالون لإيران في حلب التأسيس لها بالفعل.

زعيم المرحلة

قال موقع “تلفزيون سوريا”، يقود القائد الجديد لميليشيا “فيلق المدافعين عن حلب” المدعومة من إيران، الحاج صابر رامين، حملة التغيير وعمليات إعادة انتشار الميليشيات في حلب وريفها، ويتولى تنظيم الاجتماعات واللقاءات بين قادة القطاعات العسكرية، والتقى بمديري الجمعيات الدينية والثقافية الإيرانية في حلب، كما التقى رامين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عدداً كبيراً من الشخصيات الدينية والتجارية والثقافية ومن “حزب البعث”.

وأضاف موقع “تلفزيون سوريا”، تولى رامين منصب زعامة ميليشيا “فيلق المدافعين عن حلب” خلفاً للحاج محسن، وذلك بعيد انتهاء مهمة الجنرال غفاري، وزار الحاج رامين في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، رنا اليوسف عضو اللجنة المركزية في “حزب البعث” فرع حلب، وقال مسؤولون في الفيلق رافقوا الحاج رامين في تليغرام ” تمت مباحثة العلاقة التاريخية والقوية بين سوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية وكيفية النهوض بالواقع الثقافي والتربوي والاجتماعي وتداعيات ما بعد الحرب والتأكيد على العلاقة الأخوية والمواقف الثابتة والمحورية المحلية والإقليمية”.

وفي الأسبوع الأخير من تشرين الثاني/نوفمبر التقى قائد الفيلق الحاج رامين أحمد منصور أمين “فرع البعث” في حلب، وتركز الاجتماع حول دعم ميليشيا “كتائب البعث” في حلب، وإمكانية تكفل الفيلق بدفع رواتب ومبالغ مالية تعويضية لأسر قتلى الكتائب.

وزار الحاج رامين كنيسة القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس في حلب، والتقى راعي الكنيسة الخور أسقف شكري توما أمين سر مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في حلب، وقال مسؤولون رافقوا الحاج رامين “كانت زيارة أخوية تملؤها روح المحبة والتعاون المشترك نصرة لمحور المقاومة”، وتبادل رامين والأسقف شكري الهدايا التذكارية

ورعى قائد الفيلق الحاج رامين أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر حفل تكريم للمخرج حسام حمود وفريق عمل الفيلم القصير “أبناء المستحيل”، وحضر الحفل القنصل الإيراني العام الحاج سلمان، وهذا هو الظهور الأول للقنصل الإيراني الذي وقف إلى جانب قائد الفيلق الحاج رامين في أثناء حفل التكريم الذي أقيم في مسرح نقابة الفنانين في حلب.

ونظمت القنصلية الإيرانية في حلب بالشراكة مع قيادة “فيلق المدافعين عن حلب”، احتفالاً مركزياً للأندية الطفلية بمناسبة عيد المولد النبوي، وتخلل الحفل فقرات إنشاد ديني وفقرات فنية استعراضية للأطفال وسط حضور غفير من أهالي الأطفال وعائلات قادة وعناصر الميليشيات الإيرانية في حلب. والأندية الطفلية التابعة للفيلق في حلب تشبه إلى حد كبير فرق الكشافة التابعة لحزب الله اللبناني. وتحصل عائلات الأطفال المنتسبين للنوادي الطفلية في حلب على ميزات عديدة، أهمها حصص إغاثية شهرية ومبالغ مالية توزع في فترات متقطعة على الأسر المحتاجة.

وتتبع لإدارة الأندية الطفلية في حلب مدارس ورياض أطفال ومراكز ترفيه موزعة على عدة قطاعات عسكرية تابعة للفيلق داخل المدينة وفي ريفها، ويرأس إدارة الأندية محمد سلطان، وهو من مدينة نبل شمالي حلب، وأحد القادة السابقين في ميليشيا نبل والزهراء المدعومة من إيران.

والتقى زعيم الفيلق الحاج رامين بمحمد الخطيب مدير مركز بروميديا الإعلامي في حلب، وقدم الخطيب درعاً تكريمياً للحاج رامين والذي قدم بدوره للخطيب هدية تذكارية عبارة عن سيف نحاسي، وقال مسؤولون رافقوا زعيم الفيلق في تليغرام، أن اللقاء تمحور حول أهمية الإعلام وتأثيره في الرأي العام، وبحث الرجلان سبل وآليات تطوير ودعم الإعلام في حلب.

ومن المفترض أن يخضع الناشطون والإعلاميون التابعون للميليشيات الإيرانية بحلب لدورات تدريبية في التصوير والتحرير الصحفي في مركز بروميديا الإعلامي الذي يديره محمد الخطيب

وبحسب موقع “تلفزيون سوريا، إن الخطيب شخصية بارزة وموالية لنظام الأسد، وهو مغترب التحق بالميليشيات قبل أعوام قليلة، وعمل على دعمها إعلامياً وبالمال، وأسس مركز التدريب الإعلامي، ولديه علاقات واسعة مع غرفة تجارة حلب وفرع “حزب البعث” ومجلس المحافظة، ومسؤولي الفروع الأمنية، السياسية والدولة والمخابرات، ويحاول الحاج رامين الاستفادة من علاقاته ومن مركزه بهدف تطوير الكوادر الإعلامية التابعة للميليشيات والتنظيمات والجمعيات التي تدعمها إيران في حلب وسوريا عموماً.

أصل عائلة رامين

لا توجد في حلب عائلة باسم رامين، ما يعني أن الحاج صابر رامين زعيم الفيلق إيراني الجنسية ويتحدث العربية، ولديه كاريزما ظهور خاصة بخلاف الحاج محسن الزعيم السابق للفيلق والذي كان متخفياً، وقل ما شوهد في مناسبات دينية وعسكرية في حلب خلال السنوات الماضية، ويبدو أن الظهور العلني الجديد يعبر عن المرحلة الجديدة من النفوذ الإيراني في حلب بعد رحيل الجنرال غفاري قائد الحرس والأب الروحي وملهم الميليشيات الإيرانية المحلية والعشائرية في حلب، ويبدو أن الحاج رامين هو من سيكون الرجل الإيراني الأول في حلب بعد رحيل “غفاري”.

إعادة انتشار

أجرى قائد ميليشيا “فيلق المدافعين عن حلب” الحاج صابر رامين جولة على مواقع انتشار الميليشيات الإيرانية في حلب وريفها، وزار قيادات القطاعات التابعة للفيلق في الحاضر جنوبي حلب والسفيرة في الريف الشرقي، والتقى خلال جولته عدداً من قادة ميليشيا حزب الله اللبناني في نبل شمال حلب، ومع قادة في “الحرس الثوري” في منطقة جبل عزان في ريف حلب الجنوبي، وتزامنت جولة “رامين” مع عمليات إعادة انتشار نفذتها الميليشيات داخل المدينة وفي طرقها القريبة.

استبدال مواقع عسكرية

قالت مصادر محلية متطابقة لموقع تلفزيون سوريا: “تضمنت عمليات إعادة الانتشار والتغييرات العسكرية، استبدال مواقع عسكرية بأخرى، ونقل معسكرات تدريب من مقارها المؤقتة إلى مقار دائمة جرى إنشاؤها مؤخراً في الريفين الجنوبي والشمالي، وتوسعة وتحصين منطقة مستودعات الأسلحة في منطقة الحاضر وفي محيط منطقة معامل الدفاع بريف حلب، وشملت العمليات إجراء تغييرات في قيادات الصف الأول للقطاعات وفي معسكرات التدريب”.

وأضافت المصادر “رافق “رامين” في جولته العميد أحمد عجمي مستشار قائد الفيلق، والعميد أحمد زيون مسؤول التدريب في مطار كويرس، وأمجد بري مسؤول الملف الثقافي في الفيلق، ومحمد سلطان مسؤول الأندية الطفلية، وفيصل حومد قائد قطاع الحاضر في الريف الجنوبي التابع للفيلق، وعدد آخر من قادة القطاعات وقادة من عدة تشكيلات عشائرية ومحلية مسلحة مدعومة من إيران، مثل لواء الباقر ولواء زين العابدين وميليشيا نبل والزهراء”.

وأشارت المصادر إلى أن “الهدف الرئيسي من جولة الزعيم الجديد لفيلق المدافعين عن حلب، صابر رامين، هو التعرف عن قرب إلى مواقع انتشار الميليشيات والتشكيلات المدعومة من إيران، واللقاء بالشخصيات والمسؤولين البارزين في حلب، والتقرب من القوى والفعاليات المدنية والعشائرية، والتأكيد على استمرار الدعم الإيراني والترويج لمرحلة جديدة من النفوذ وتوسعة المصالح الإيرانية في الشمال”.

كان حضور “محسن” القائد السابق للفيلق يوحي بأنه الحاكم العسكري الفعلي في حلب، أو على الأقل قائد الميليشيا الإيرانية الأكبر، وتأسس الفيلق في شباط/فبراير 2017 من مجموعة كتائب مسلحة كانت تتبع لميليشيات “الدفاع الوطني”، وذلك بعد شهور قليلة من سيطرة النظام على أحياء حلب الشرقية نهاية العام 2016.

ويركز الفيلق على الحضور في الحياة الاجتماعية أكثر من جبهات القتال، ويتبع سياسة التقرب من مختلف القطاعات والوجاهات المحلية والعشائرية والدينية في حلب، وللفيلق تمثيل في مجلسي المحافظة والمدينة عبر شخصيات محسوبة عليه، وتتبع له مكاتب مسؤولة عن التعليم والثقافة والخدمات والشؤون الدينية تتابع بشكل مباشر القطاعات الخدمية في مناطق انتشاره، ولدى الفيلق مجموعة متنوعة من الآليات الخدمية (جرافات وسيارات نقل وشاحنات).

وهذه المكاتب شكلت نواة تأسيس القنصلية التي افتتحت منتصف العام الحالي، ويشرف الفيلق على عمل فروع عدة جمعيات إيرانية ومحلية، أهمها، “مجمع مهاد” و”مجمع الصراط الثقافي” و”مجمع الثقلين” و”مؤسسة أوج” و”مركز البصيرة”، ويقدم الفيلق المساعدات والرواتب للأرامل وعائلات القتلى التابعين له ويدعمهم في قطاعي التعليم والصحة.

وأسس الفيلق خلال السنوات الماضية أندية رياضية، ورعى بطولة الأحياء في كرة القدم، وبطولة الطائرة والشطرنج في الأحياء الشرقية، ورعى الفيلق حفلات الإفطار خلال شهر رمضان في أحياء الصاخور وسليمان الحلبي والزبدية والصالحين وغيرها، وأقام على مدى ثلاث سنوات احتفالية “الليالي الساطعة” في الأيام السبعة الأخيرة من شهر رمضان، وذلك بحضور زعيمه محسن وقادة ومسؤولين أمنيين تابعين للنظام.

ومع وصول قائد الميليشيا الجديد للفيلق صابر رامين إلى حلب فإنه من المتوقع أن يتزايد نفوذ الفيلق، وعموم الميليشيات الإيرانية، ويتزايد التنسيق بين مختلف الأذرع والقوى والتنظيمات المدعومة من إيران، وبالتنسيق مع القنصلية الإيرانية بحلب، ومن المفترض أن يتطور ويتوسع نشاط “فيلق المدافعين عن حلب” في قطاعات غير عسكرية تؤسس لمرحلة جديدة يصبح معها التغلغل الإيراني وسط المجتمع المحلي أكثر جدية ويعمر طويلاً.

المصدر : موقع تلفزيون سوريا

Exit mobile version