يبلغ سعر الكيلو الواحد 25 الف.. تعرف على النبات الثمين الذي ينبت في بلاد الشام وهوه مصدر رزق رئيسي لبعض العوائل (فيديو).. ما سر ارتفاع سعره؟.. إليك القصة
نبات بري له نوع واحد، وطريقة خاصة لاقتلاعه من الأرض، ينمو بين الزرع ويباع بثمن غالٍ، ويطبخ بثلاث طرائق، عندما يكبر تنمو في وسطه “البيضة”.
مدونة وطن “eSyria” التقت “سالم مراد” من مدينة “شهبا” بتاريخ 30 نيسان 2015، الذي تحدث عن أماكن وجود “العكوب” وتكاثره ويقول: «يوجد عادة في المناطق الوعرة، وينمو بين الصخور بحثاً عن الماء والرطوبة أو في السهول بين النباتات، وأهم الأماكن التي ينبت فيها منطقة “اللجاة” وحواف التلال والوديان،
وفي الربيع يخرج بين الزرع النابت في السهول، ويعد “العكوب” الذي ينمو بين القمح والشعير من أطيب الأنواع، فيكون طرياً كثيراً بسبب الأرض المفلوحة،
وهو نوع واحد على عكس غيره من النباتات البرية متعددة الأصناف، ولكن يتغير شكله كلما كبر جذره وتفرعت سيقانه، حتى يخرج من وسطه ما يطلق عليه “البيضة”، وهنا يصبح النبات أطيب وأكثر طلباً وأغلى ثمناً».
أنا كبائع لهذا النبات أعرف الوقت والمكان الأنسب لقطفه من الأرض، فأجلب لزبائني “العكوب” طازجاً وأبيع في نفس اليوم، وهو غالي الثمن ويدر عليّ أموالاً جيدة تعينني على صعوبة الحياة، ومنهم من يوصيني على كمية كبيرة لإرسالها إلى أحد أبنائه المغتربين في الخارج
بائع النباتات الموسمية “منصور أبو لطيف” يتحدث عن طريقة قلعه بالقول: «يطلق على “العكوب” في مناطق أخرى من “سورية” باسم “السلبين”،
ويتكاثر هذا النبات عن طريق الجذر فقط، لذلك يجب على الفلاحين عند قطفه من الأرض المحافظة على الجذر حتى ينبت من جديد، ويستخدم الجبليون لذلك قطعة حديدية يطلقون عليها “العبْوة” تكون أكثر سماكةً من السكين وطولها يقارب 20سم،
وتتصل بها عصا حديدية طولها حوالي المتر، ويتفنن الناس في صناعتها والاهتمام بها، فمنهم من يضع لها موطئ قدم بين “العبوة” والعصا لسهولة قلع النبات، ولكن يفضل أن يتم استخدام السكين الكبير في ذلك حفاظاً على الجذر أو “الصمخ” في اللغة المحكية».
يتابع “أبو لطيف”: «أنا كبائع لهذا النبات أعرف الوقت والمكان الأنسب لقطفه من الأرض، فأجلب لزبائني “العكوب” طازجاً وأبيع في نفس اليوم، وهو غالي الثمن ويدر عليّ أموالاً جيدة تعينني على صعوبة الحياة، ومنهم من يوصيني على كمية كبيرة لإرسالها إلى أحد أبنائه المغتربين في الخارج».
تتفنن ربة المنزل بطبخه، وله ثلاث طرائق توردها “نهى أبو زهرى” القاطنة في قرية “حوط” وتقول: «أهم الأكلات التي يطلبها جميع أفراد العائلة هي “عجة العكوب”، حيث نقوم بتحضير خلطة خاصة مكونة من البيض والقرفة والفلفل الأسود والطحين والثوم، وعندما ننتهي من التخلص من أشواك “العكوب” نقوم بوضعه في الخلطة حتى يتشرب البيض جيداً، ثم نضعه في الزيت الحار حتى ينضج تماماً، ويؤكل مع العيران.
أما الطبخة الثانية فيطلق عليها “مقلّى العكوب” حيث نقوم بسلقه أولاً ثم نقطع البصل ونضعه مع الزيت وعندما تنضج البصلة نضيف “العكوب” المسلوق مع وضع البهارات المناسبة، وعندما ينضج جيداً نقوم بوضع الكمية التي نريدها من الثوم والليمون الحامض.
والطريقة الثالثة المعروفة في “جبل العرب” هي “العكوب باللبن” حيث يسلق على نار هادئة ويضاف إليه اللبن الطازج مع الزيت والنعنع والثوم، وهو نبات مغذٍّ وخفيف على المعدة، وبإمكان ربة المنزل أن تخزنه كأي نبات آخر في “البراد” لاستهلاكه في أي وقت».