معركة وادي المخازن.. عندما أسقط المغاربة امبراطورية البرتغال وصنعوا هيبة مرعبة دامت 3 قرون.. ما سر المعركة الشهيرة؟.. هذه قصتها
في مثل هذه الأيام من غشت سنة 1578م، كان المغاربة ينتشون بانتصارهم الساحق في معركة مصيرية غيّرت الكثير من مجريات التاريخ ومن موازين القوى في العالم، ويتعلق الأمر بمعركة وادي المخازن أو التي تُعرف بلقب معركة “الملوك الثلاثة”.
ففي 4 غشت 1578م التقى الجيش المغربي بقيادة السلطان السعدي عبد المالك المؤازر من طرف أخيه أحمد المنصور، بالجيش البرتغالي الذي يقوده الملك سيباستيان المؤزر من المتوكل الذي كان ينازع السلطان عبدالملك على حكم المغرب، وكان اللقاء في وادي المخازن الذي يوجد على مقربة من مدينة القصر الكبير في شمال المغرب.
وتعود أسباب المعركة إلى قيام المتوكل بطلب المساعدة من البرتغاليين لإستعادة سلطته على المغرب بعدما فقدها على إثر وفاة أبيه واستفراد عمه المتوكل بالحكم بدعم من عمه الآخر أحمد المنصور، فانتهز البرتغاليون هذه الفرصة على أمل وضع حد لطموحات السعديين والعثمانيين من جهة، والسيطرة على سواحل شمال المغرب لمنع أي محاولة جديدة للمسلمين للعودة إلى الأندلس من جهة أخرى.
وكان العالم يترقب مصير هذه المعركة بشدة، لأنها كانت تتجه لتغيير الكثير من ميزان القوى، خاصة أن المعركة كانت تعرف مشاركة فرق عسكرية من مختلف مناطق العالم، حيث كان السعديون المغاربة مؤزرين بفرق من الجيش العثماني، وكان البرتغاليون مدعمون بجيوش من إسبانيا وأوروبا بأمر من الفاتيكان، إضافة إلى جيش المتوكل والجيش البابوي.
نتيجة المعركة كانت انتصارا ساحقا لا غبار عليه للجيش المغربي، بعدما نجح السعديون بذكاء في استدراج البرتغاليين إلى وادي المخازن ومحاصرتهم في هذه المنطقة، وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح، وقد قُتل في المعركة ملك البرتغال سيباستيان وجميع قادة جيوشه وجل رجال الامبراطورية البرتغالية.
كما قُتل في المعركة المتوكل الذي لُقب فيما بعد بالـ”مسلوخ” حيث تم سلخ جلده وعرضه أمام الملأ كعبرة لكل من يستنجد بالنصارى ضد إخوانه المسلمين، وتوفي خلال مجريات المعركة أيضا السلطان عبد المالك بسبب إصابته بمرض أنهى حياته، ليبايع المغاربة على إثر ذلك أخيه أحمد المنصور الذي سيقود الدولة السعدية فيما بعد إلى واحدة من أزهى فترات التاريخ المغربي.
وفق العديد من المؤرخين، فإن هذه المعركة أنهت الإمبراطورية البرتغالية بشكل نهائي، ولم تقم للبرتغال قائمة قوية بعد ذلك مثلما كان مجدها في السابق، وفي نفس الوقت أعطت المعركة صورة مرعبة رهيبة عن المغاربة كان من نتائج هذه الصورة أن ظل المغرب محصنا من محاولات القوى الأخرى لدخوله أو احتلال أراضيه.