تترتب على المشاريع الإنشائية الكبيرةِ مخاطرُ كبيرةٌ أيضاً، قد تفوق هذه المخاطر أحياناً الفائدةَ المرجوّةَ من المشروع، وبالتالي ينتهي المطاف بتلك المشاريع والمباني المُدهشة مهجورةً منسية بالكامل، وقد تُهجر في بعض الأحيان حتى قبل الانتهاء من إنجازها.
توجد العديد من الأسباب التي تدفع المستثمرين للتخلي عن فكرةٍ هندسيةٍ أو معماريةٍ طموحةٍ وتركها فريسة لعوامل الطبيعة، ونحن هنا سنلقي نظرة على بعض منها ونروي لكم قصصها.
1. رادار Duga الروسي
تُعرف مجموعة الهوائيات الضخمة هذه والموجودة في إحدى مقاطعات أوكرانيا باسم رادارات Duga، فيما تُعرف هذه الهوائيات في وسط الراديو والرادار باسم نقار الخشب الروسي بسبب الصوت المميز الصادر عنها في السنوات التي كانت فيها قيد التشغيل والذي يشبه صوت النقر، وقد كان قوياً لدرجةٍ جعلته مسموعاً في نطاق يُغطي نصف العالم.
بنيت هذه المنشأة في سبعينيات القرن الماضي كجزءٍ من شبكة الإنذار المبكر السوفيتية لاكتشاف أي هجومٍ محتملٍ بالصواريخ البالستية. هناك عاش أكثر من 1000 عامل بالقرب من دوغا في مدينةٍ غايةٍ في السرية وما يزال بعضهم يسكن هناك بالرغم من كونها خارج الخدمة منذ عام 1987.
برزت العديد من المشاكل الاستراتيجية لقرب محطة رادار دوغا من منطقة تشرنوبل بعد وقتٍ قصيرٍ من وقوع كارثة انفجار المفاعل النووي، واتُخذ القرار في النهاية بنقل بعض التجهيزات والمعدات من الموقع.
ما يزال المكان منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا مجرد هيكل معدنيٍّ صدئ بارتفاع 150 متر وعرض 90 متر. من المتوقع أن يتم هدم تلك المنشأةِ بهدف استثمار موادها في عملية صناعة العنفات الهوائية، إلا أنه لا أحد يعلم حتى الآن متى سيحصل هذا.
2. محطة الحافلات رقم 7 في كييف
يبدو الكراج عند النظر إليه من الأعلى كصحنٍ طائرٍ من أفلام الخيال العلمي حط اضطرارياً في وسط منطقةٍ مأهولةٍ في كييف، أما من الداخل فلن تجد أي شيءٍ غريبٍ عن كوكب الأرض.
يعكس الحجم الضخم وغير المتوقع لمحطة الحافلات هذه، والتي وُضعت في الخدمة عام 1973 بعد 8 سنوات من البدء ببنائها، الدورَ الحيوي لها كنقطة انطلاقٍ واستقبالٍ لمئات الحافلات يومياً، ومركزاً مهماً لوصل طرق مدينة كييف الدولية والمحلية وطرق المدينة ببعضها.
بالرغم من إغلاق المحطة، إلا أن الحافلات ما زالت متواجدة في الداخل، لكن وبفعل حاجتها للإصلاح وعدم توفر الخدمات الميكانيكية اللازمة لإصلاحها منذ الاستغناء عن المحطة وإغلاقها بالكامل عام 2015، لفت تلك الحافلات حالةٍ سيئةٍ جداً من التلف والعطب، وهي الآن بعيدةٌ كل البعد عما كانت تبدو عليه عندما كانت المحطة حديثة العهد في الفترة التي افتُتحت فيها.
تُعرف محطة الحافلات لدى سكان كييف المحليين بالسيرك، وذلك لأن السقف الذي شبهناه سابقاً بالقرص الفضائي الطائر يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ أيضاً قبة خيمة السيرك. هذا البناء غير المألوف من أعمال المصمم الروسي المغمور V. Zinkevic، ولم يُرَ في فترة الاتحاد السوفييتي أي تصميمٍ شبيهٍ به.
3. محطة توليد الطاقة في بودابيست
إن كنت من هواة أفلام الخيال العملي، فعلى الأرجح أنك شاهدت فيلم Blade Runner 2049، وبالتالي سيكون المكان الذي سنتحدث عنه تالياً مألوفاً لديك، لأنه المكان الذي صُور فيه ذلك الفيلم. بالرغم من لفت النظر إليه بعد استخدامه كموقع تصويرٍ لأحد الأفلام، إلا أن شُهرته لن تقيه من عمليات الهدم طويلاً، وعلينا التمتع بروعته طالما نستطيع.
بنيت محطة توليد الكهرباء تلك عام 1950 بالقرب من مدينة بودابيست في هنغاريا، واستمر في انتاج الطاقةِ 50 عاماً بالتمام والكمال، قبل أن تغلق بالكامل عام 2000 بفعل تناقص الطلب على الطاقة، بالإضافة لقوانين حماية البيئة الجديدة.
كانت البنية الضخمة للمنشأةِ بالإضافة إلى شكل الأنابيب والآلات الصدئة المنتشرةِ في جميع أقسام المنشأة ما لفت نظر المنتجين ودفعهم لحسم أمرهم في اختيارها كموقع تصوير للفيلم.
لم يقتصر الإعجاب بتلك المنشأة على المنتجين بل أيضاً على الزوار والمستكشفين، الذين دُهشوا أيضاً من واقع أن الطاقة مازالت تصل إلى غرفة التحكم وكأن العمال سيعودون إليها في اليوم التالي ليكملوا عملهم ويقوموا بمهامهم اليومية لمعتادة.
4. منتجع برورا في ألمانيا
يعد منتجع Prora المتواجد في جزيرة روغن في ألمانيا صرحاً تذكارياً للعصر الذهبي للنازية -الذي لم يأت لحسن الحظ- وحلم سعى إلى تحقيقه (أدولف هتلر). بُني هذا المنتجع في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي ليكون مكاناً مثالياً يقضي فيه العمال الألمان عطلةً مثاليةً بالقرب من الشاطئ.
يتألف المنتجع من ثمان كتلٍ منفصلةٍ ومتطابقةٍ تتمتع بتصميمٍ ساحرٍ تمتد على طول 4.5 كيلومتراً بشكلٍ موازي لشاطئ جزيرة روغن. يتسع المنتجع لأكثر من 10000 نزيل في وقتٍ واحدٍ ولكل غرفةٍ من الغرف إطلالةٌ خاصةٌ على الشاطئ.
وبالرغم من أن المنتجع لم يكن فخماً جداً، إلا أنه كان يتناسب مع فلسفة (هتلر) التي تقول إنه يحق لكل عاملٍ ألمانيٍّ جادٍ عطلةً يقضيها على الشاطئ كمكافئةٍ له.
أدى اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى توقف هذا المشروع والقضاء على واحدٍ من أحلام القائد النازي، والذي كان من المخطط له أن يكون المنشأة الأولى من عدةِ منشآت لنفس الغرض. استُخدمت الغُرف المحدودة بعد الحرب العالمية الثانية كملاجئ وأماكن سكنٍ للأفراد والأُسر اللاجئين من الحرب وأماكن لرعاية العجزة.
بدأت في منتصف تسعينيات القرن الماضي حركةُ إخلاءٍ كبيرةٍ للمنشأة، واستمر الحال هكذا حتى بضعة أعوامٍ خلت، حيث كُتب لهذا المشروع الحياة من جديد بعد استثماره وإعادةِ تأهيله لتحويلة إلى سلسلةِ شققٍ فخمة.
5. مشروع Risa ريزا
مشروعٌ نازيٌّ آخر من مشاريع الفترة الهتلرية والذي لم يبصر النور أيضاً، لكن وعلى عكس منتجع برورا، لا يوجد دليلٌ يؤكد الهدف من إنشائه والأمر متروكٌ للتخمينات والتوقعات فقط. كان المشروع عبارةٌ عن شبكةٍ تحت أرضيةٍ من الأنفاق في منطقة سيليسيا الدنيا، وقد أذن الفوهرر بنفسه بالبدء بتنفيذه.
بدأت أعمال الحفر في نسيان 1943، واستمرت سنتين قبل أن تتوقف الأعمال بالكامل بعد فقدان (هتلر) تفوقه العسكري وانقلاب الحرب ضده عام 1945، فأصبح السبب وراء هذا المشروع طي النسيان على مر الأعوام الطويلة.
حفر العمال خلال سنتين من العمل المتواصل ما يقارب 9 كيلومتراً من الأنفاق تصل بين عدة قواعد تحت أرضيةٍ ضخمة، وعلى الأرجح أن الهدف من الأنفاق كان استخدامها كسبيلٍ للتنقل بين المواقع ونقل القوات الحربيةِ والأسلحةِ والذخيرةٍ بين النقاط والجبهات، وكملجأٍ من قاذفات الحلفاء وغاراتهم الجوية.
بنى النازيون عدة شبكاتٍ مشابهةٍ من الأنفاقٍ، لكن لم تكن أيٌّ منها بامتداد وضخامة أنفاق مشروع ريزا. ومن بين أقسام النفق السبعة التي انتهى بناءها أو قاربت على الانتهاء، لم يُفتح سوى 3 منها أمام الزوار.
6. قصور الأميرة النائمة في تركيا
يعتبر الكثيرون قلعة الأميرة النائمة المتواجدة في كاليفورنيا واحدةً من أبرز المعالم العمرانية لديزني لاند، وإن زرته في يوم من الأيام فمن المؤكد أنك اخذت الكثير من الصور لتتباهى بها أمام عائلتك وأصدقائك. ولكن يبدو أن الإعجاب بالروعة المعمارية لهذا القصر لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يمتد أوسع من ذلك ليشمل الدول أيضاً وتحديداً الحكومة التركية.
في الواقع، أُعجبت الحكومة التركية بتصميم القصر لدرجةٍ أذنت فيها في عام 2014 بالبدء ببناء أكثر من 700 قصر مصغر على شكل قصر الأميرة النائمة في أحد المقاطعات الشمالية الغربية قرب البحر الأسود.
إلا أن الظروف لم تكن في صالح المستثمرين، فبعد بناء ما يقارب 350 وَحدة بدأت المشاكل الاقتصادية بالظهور، وانخفض سعر النفط العالمي وبدأت الاضطراب يضرب الاقتصاد التركي مما دفع الحكومة التركية إلى تعليق جميع أعمال البناء.
تقف الآن تلك القلاع الصغيرةٍ هياكل فارغةً بعد سنواتٍ من انقضاء الموعد المحدد لإنهائها من غير المؤكد بعد إن كانت ستبقى على حالها أو سيستكمل بناءها وتنفيذ باقي الخدمات الأساسية في وقتٍ ما من المستقبل القريب.
فالبنية التحتية غير مكتملة، والأرض المخصصة للحدائق لم تُزرع، ومركز التسوق على الطراز الأمريكي لا يوجد له أي أثر. وبما أن الشركة المستثمرة أعلنت إفلاسها، ستصبح مدينة القصور هذا إحدى أجمل المدن الفريدة والمخيفة في العالم.
7. مترو كييف
كان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية في السنوات الأخيرة من الحرب الباردة يُنفذ العديد من المشاريع الإنشائية الضخمة مع الاخذ بالحسبان إمكانية استخدام بعض المشاريع لأكثر من غاية، وكان واحدٌ من تلك المشاريع الهائلة نفق المترو تحت مدينة كييف الذي شُرع ببنائه عام 1987.
لم تكن الغاية من حفر هذا النفق الهائل تقتصر على استخدامه لتسيير القطارات بين المدن وربطها مع بعضها فقط، بل كان بمثابةِ ملجئٍ محصّنٍ للسكان في حال وقوع هجومٍ نوويٍّ غربي.
استمر العمل لعامين فقط قبل أن تتوقف جميع أعمال الحفر بسبب الأزمة الاقتصادية التي عانى منها الاتحاد السوفييتي في سنواته الأخيرة، إلا أن كمية الجهد المنجز خلال عامين كانت مذهلة. أما الآن، فالنفق الرئيسي والأنفاق الفرعية مهجورةٌ منذ 30 عاماً تقريباً، ويمكن مشاهدة نوازل كلسية فيها بطول مترٍ تتدلى من السقف كما تجمع الصدأ على الأبواب الحديدية السميكة.
ليست جميع أجزاء النفق بحالةٍ سيئة، حيث إن بعضها أفضل حالاً من الأخرى، وبينما ترتفع المياه في بعض الأقسام إلى أكثر من نصف مترٍ بعد تسربها بفعل بعض الأخطاء التصميمية، بقيت أقسامٌ أخرى على حالها لم يمسسها أي ضرر. أما القسم الذي يحتوي على غرفة الاتصالات والتحكم لم يُستكمل أبداً، وما زالت آثاره شاهدةً على فترة الخوف السائد في تلك الفترة.
8. المدرج الألماني
ذكرنا في الفقرات الماضية اثنين من أضخم المشاريع العمرانية النازية المهجورة، وسنتكلم الآن بفكرةٍ ضخمةٍ أخرى أُوقفَ العمل بها بفعل اندلاع الحرب العالمية الثانية بعد وقتٍ قصيرٍ من البدء بإنشائها.
لو استُكمل بناء المدرج الألماني لكان أكبر وأضخم مدرّجٍ موجودةٍ في يومنا هذا بقدرةٍ استيعابيةٍ تبلغ 400 ألف متفرج، مما يجعله أكبر بـ 4 أضعافٍ من مدرج ميشيغان وأكبر بضعفين من مدرج Strahov المغلق حالياً في براغ، بل كان المدرج ليصبح أكبر مدرّجٍ بُني في التاريخ.
لم يكن وزير الحرب والتسلح النازي (البيرت شبير) ينوي استخدام المدرج لاستضافة الفعاليات الرياضيةِ فقط، بل قام بتصوره كمكانٍ يتجمع فيه الألمان الوطنيون لإقامة المسيرات الحزبية النازية.
شرع العمال بتنفيذ المشروع الضخم في تشرين الأول عام 1937، وبحلول بداية عام 1939 كان عِشر العمل المطلوب تقريباً قد أُنجز. كما استخدام معظم الخشب المُستعمل في بناء المدرج لإعادة إعمار القرية المجاورة المتضررة من قذائف الحلفاء، ولم يبقَ حالياً من المدرج سوى الأساسات الاسمنتية فقط.
9. مقبرة السيارات في تشونغتشينغ
ينصب اهتمام الجميع على عدد السيارات الموضوعة في الخدمة والتي تقطع عشرات الملايين منها الشوارع يومياً، لكن القليل فقط يعرفون ما يحل بالسيارات التي تنتهي خدمتها أو التي يتخلى أصحابها عنها لأسبابٍ مختلفة.
وبالرغم من أن نهاية تلك السيارات تختلف من بلدٍ إلى آخر، إلا أن النهاية في الكثير من البلدان هي في مقابر جماعيّة، تقع أضخم وأبرز تلك المقابر في الصين في مدينة تشونغتشينغ Chongqing تحديداً.
كان اقتناء سيارةٍ في الصين أمراً مكلفاً جداً للعائلات متوسطة الدخل قبل فترة الازدهار الاقتصادي الحالية التي تعيشها البلاد، وكان أغلب السكان يستخدمون سيارات الأجرة للتنقل من مكانٍ إلى أخر أو من مدينةٍ إلى أخرى وبالتالي كان عدد سيارات الأجرة كبير.
أما الآن فقد أصبح اقتناء سيارةٍ أكثر سهولةً مما قلل الحاجة لذاك العدد الكبير من سيارات الأجرة، وبدأ الكثير من المالكين بالتخلي عن سياراتهم. وكنتيجةٍ لذلك، جُمعت السيارات غير المرغوب فيها وأرسلت إلى المقبرة الصفراء في تشونغتشينغ.
لا تقتصر غرابة المقبرة تلك على النظر إليها من بعيدٍ فقط، فعند التجول فيها لن تجد سياراتً قديمةً جداً يبلغ عمرها أكثر من 30 عام فقط، بل أيضاً سياراتً جديدةً نسبياً وبحالةٍ جيدةٍ تصلح للقيادة. يثير هذا بعض التساؤلات التي قد تخطر مباشرةً في البال، لما لا يُعيد أصحاب تلك السيارات طلائها لاستخدامها كسياراتٍ شخصية؟
10. مصنع باكارد المهجور
نعيش حالياً في زمن ما بعد الثورة الصناعية التي يعد أحد نتائجها بناء المعامل الضخمة، وبعد عشرات السنين من بنائها أصبح مشهد المصانع المغلقة أو المهجورةِ أمراً مألوفاً في الكثير من البلدان. وبالرغم من وجود الكثير منها، إلا أن مصنع Packard هو الوحيد الذي يمكن القول عنه أضخم مصنعٍ مهجورٍ في العالم.
بُني مصنع باكارد في مدينة ديترويت في ولاية ميشيغان في عام 1911، وكان أكثر مصانع السيارات تطوراً في وقته. يغطي هذا المصنع الضخم مساحةً هائلةً تزيد عن 900 ألف متر مربع، ويمتد على طول أكثر من 800 متر.
أغلق مصنع باكارد المتطور بعد أقل من نصفٍ قرنٍ من افتتاحه بعد انهيار الشركة عام 1958. ولم يُستخدم منذ ذلك الحين لأي غرضٍ ذي أهميةٍ أو فائدةٍ كبيرة، ما عدى استخدامه كموقعٍ لتصوير بعض البرامج التلفزيونية والأفلام السنيمائية.
واستمر الوضع على هذا الحال حتى عام 2012، حيث انتقلت ملكية المصنع والأرض القائم عليها إلى مليونيرٍ من البيرو يهدف إلى هدمه واستثمار المكان بتحويله إلى منطقةٍ سكنيةٍ وتجاريةٍ.
11. فندق قصر الأشباح في اندونيسيا
يتداول السكان المحليون قصصاً غريباً حول فندق Bedugul Taman في مرتفعات Bali في Butariti في اندونيسيا ويطلقون عليه لقب «فندق قصر الأشباح» مما يجعل من زيارته أمراً مخيفاً لدى بعض السياح، ومشوقاً لبعضهم الآخر.
يوحي موقع الفندق وشكله الخارجي بأنه مهجورٌ منذ خمسينيات القرن الماضي، لكن في الواقع، لم يبنى الفندق والمنتجع المحيط به حتى التسعينيات. كان مخططاّ له أن يكون أفخم أماكن الإقامة في المنطقة، إلا أنه أغلق قبل أيامٍ قليلةٍ فقط من فتح أبوابه أمام أول نزلائه.
تقول القصة الشعبيةٍ أن جميع أفراد الطاقم فُقدوا واختفوا بين ليلةٍ وضحاها، وبقيت أرواحهم تجول في الممرات وتسكن الغرف. أما التفسير المنطقي لقصة اختفاء الطاقم وهجر الفندق هي تورط مالكه (تومي سوهارتو) بأعمالٍ فاسدةٍ لينهي في السجن بعد إدانته بتهمة الأمر بقتل قاض عام 2002.
12. منتجع Villa Epecuen الغارق
كان مُقدّراً لمنتجع Villa Epecuen الواقع في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس Buenos Aires أن يكون واحداً من أهم الأماكن السياحية في المنطقة لولا انقلاب الطبيعة وصب غضبها عليه. افتُتح المنتجع في عام 1920 في موقع رائع قريب من البحيرة ليكون منطقة استجمامٍ وراحةٍ للسياح والناس ومُتنفساً لهم لأخذ قسطٍ من الراحة بعد فترة عمل مرهقة.
كان المنتجع يتسع لخمسة آلاف سائحٍ يقضون وقتهم في الراحة والاستجمام تحت أشعة الشمس على شاطئ البحيرة المالحة التي قيل إن لمائها قدرةً على شفاء الجروح القديمة.
جرى كل شيءٍ على ما يرام حتى عام 1985، حين سببت عاصفةٍ ضخمةٌ غير مسبوقةٍ موجةً كبيرةً في البحيرة دمرت السد المجاور، تدفق الفيضان من السد واتجه مباشرةً نحو القرية التي سرعان ما دفنت تحت 9 أمتار من الماء. بقيت القرية مغمورةٌ بالماء حتى عام 2009، حيث سبب التغير في حركة المد والجذر على مدى 30 عاماً ظهور القريةٍ تدريجياً إلى السطح.
أُجريت أعمال ترميمٍ كبيرةٌ لإعادة المنتجع إلى سابق عهده، لكن وحتى بعد عودة المنتجع إلى رونقه السابق، كيف يمكن للزوار الوثوق بالبحيرةٍ مجدداً؟
المصدر : مواقع إلكترونية