الغاز المغربي يجذب المزيد من الشركات البريطانية للبحث والاستكشاف.. ما سر الكنوز المغربية؟.. إليك القصة الحقيقية
جذبت الإمكانات الواعدة لقطاع الغاز المغربي العديد من الشركات، خاصة البريطانية، لبدء عمليات البحث والاسكتشاف، في ظل التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الحكومة.
وفي هذا الإطار، انضمت شركة إس دي إكس إنرجي البريطانية، إلى نظيراتها، ساوند إنرجي، وبريداتور أويل آند غاز، وشاريوت، في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي المغربية.
وأعلنت الشركة البريطانية، المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز، الشروع في عمليات حفر بئر جديدة للغاز الطبيعي بمنطقة “لالة ميمونة الجنوبية”، في إطار مساعيها لحفر 12 بئرًا استكشافية، في مناطق امتيازها عقب جائحة كورونا، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
مناطق واعدة
تأتي تحركات إس دي إكس إنرجي، التي تنشط في شمال أفريقيا وأوروبا، بعد أن نجحت شركة شاريوت، وساوند إنرجي، وبريداتور أويل آند غاز، في التوصل إلى اكتشافات مهمة في قطاع الغاز المغربي، خلال الأشهر الماضية، مع خطط لبدء الإنتاج في المرحلة المقبلة.
وذكرت الشركة البريطانية، في بيان لها، أن أشغال حفر بئر الاستكشاف الأولية، إس إيه كيه 1 “SAK-1″، تستهدف الوصول إلى عمق قدره 1160 مترًا.
وأكدت أنها تسعى إلى حفر 3 آبار أخرى خلال الأشهر المقبلة، وفق المخطط التقني الذي أعدته عقب جائحة كورونا.
اكتشافات الغاز المغربي
نجحت الشركات البريطانية في التوصل إلى نتائج إيجابية، خلال المدة الأخيرة، إذ تعتزم شركة بريداتور أويل آند غاز، حفر بئر غاز ثانية في غرسيف المغربية، مع مساعٍ لوضعها للاختبار والتقييم بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المقبلين.
وتأتي تحركات بريداتور أويل آند غاز، بعد أن نجحت مطلع العام الجاري، في التوصل لاكتشافات غاز ضخمة في ترخيص حقل غرسيف، الذي تمتلك فيه نسبة 75% والمكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم 25%.
وخلال الشهر الماضي، تمكنت شركة شاريوت البريطانية من زيادة إجمالي الموارد القابلة للاستخراج المتبقية في مشروع حقل الغاز المغربي أنشوا، إلى 1.4 تريليون قدم مكعّبة.
وأكدت شاريوت أن ترقية الموارد جاءت لتدعم جهود الشركة لتطوير موارد الغاز المغربية، من أجل تأمين احتياجات السوق المغربية، وتصدير الفائض إلى الخارج، خاصة أوروبا، التي تسعى لتنويع مصادر الإمدادات بعيدًا عن روسيا.
مناطق استكشاف جديدة
قال المدير التنفيذي لشركة إس دي إكس إنرجي، مارك ريد، إن حفر بئر الاستكشاف يندرج ضمن مشروع حفر الآبار لسنة 2022، بهدف الوصول إلى احتياطيات الغاز المغربية في منطقة “لالة ميمونة الجنوبية”، موضحًا أن البئر ستفتح منطقة استكشاف جديدة.
وتركز شركة “إس دي إكس إنرجي” أعمالها في شمال أفريقيا، خاصة في مصر والمغرب، إذ تعمل في 5 رخص تنقيب في حوض الغرب بالمغرب؛ هي: “سبو” و”لالة ميمونة الشمالية” و”غرب سَنتر” و”لالة ميمونة الجنوبية” و”مولاي بوشتى الغربية”، إذ تمتلك حصة 75% من حقوق الاستغلال في مختلف مناطق الحفر التي حازت على رخصتها، في حين يحتفظ المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بنسبة 25%.
وأوضح مارك ريد أن الهدف من حفر البئر الجديدة هو إضافة احتياطيات جديدة، ما يسمح لشركته بمواصلة إمداد العملاء بالغاز بما يتماشى مع متطلباتهم التعاقدية.
وأشار إلى أن البئر هي الأولى من مخطط الشركة لحفر بئرين في امتيازها المغربي خلال الربع الثالث من عام 2022، مع ما يصل إلى 3 آبار أخرى قيد الدراسة تعتزم تسريعها في الربع الرابع 2022 والربع الأول 2023، اعتمادًا على نتائج حملة الربع الثالث وطلب العملاء.
ووجه مسؤول الشركة البريطانية الشكر إلى المكتب الوطني المغربي للهيدروكاربورات والمعادن على تقديم المساعدة وتمكين الشركة من بدء عمليات الحفر.
اقرأ أيضًا: ساوند إنرجي: الجميع يريد شراء الغاز المغربي.. وهذه تطورات تندرارة
أكد الرئيس التنفيذي لشركة ساوند إنرجي، غراهام ليون، أن الجميع يريد شراء الغاز المغربي، سواء على المستوى المحلي أو في الخارج.
وأوضح -في مقابلة مع منصة “برواكتيف”- أن هذا الاهتمام المتزايد نتج عن الحاجة إلى إمدادات الغاز البديلة في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، ومتطلبات التنمية الخاصة بالمغرب.
وشدد على أن الشركة تحصل على دعم وزاري قوي في المغرب، مشيرًا إلى أن مشروع حقل غاز تندرارة يمضي قدمًا بشكل جيد.
وقال: “أعتقد حقًا أن ما تغير في الأشهر القليلة الماضية هو أننا ندفع بابًا مفتوحًا.. الكل يريد الغاز في المغرب.. الكل يريد الغاز في أوروبا.. وساوند تؤدي دورها لتغذية تحول الطاقة”.
تطوير الغاز المغربي
تحدث ليون عن تطوير الغاز المغربي من خلال امتياز حقل غاز تندرارة؛ إذ بدأ الأمر في نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عندما قطعت الجزائر إمدادات الغاز عبر خط أنابيب المغرب العربي-أوروبا إلى إسبانيا، وكان المغرب أحد المتلقين لذلك الغاز.
وبعد نحو 30 يومًا، وقّع المكتب الوطني للكهرباء والمياه الصالحة للشرب اتفافية مع ساوند إنرجي لشراء 300 مليون متر مكعب من الغاز سنويًا.
وقال: “كل ذلك كان قبل المأساة التي تحدث بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الحالي؛ لذلك كان المغرب دائمًا بحاجة إلى الغاز.. وليس هناك أفضل من توصيل الغاز الخاص بك إلى محطة الكهرباء الخاصة بك”.
وأشار إلى إطلاق مرحلة تطوير حقل غاز تندرارة من خلال الشراكة مع أفريقيا غاز المحلية؛ لشراء كمية أصغر من الغاز عبر نظام الغاز الطبيعي المسال.
وتابع: “العمل الشاق الذي بذلناه على مدار العامين الماضيين بدأ يؤتي ثماره.. الجميع يريد الغاز المغربي الآن”.
وأوضح أن المشروع سيشهد إنشاء خط دفع بطول 120 كيلومترًا للربط بشبكة الغاز المغربية، ويُمكن بعد ذلك زيادة الإنتاج.
تمويل حقل غاز تندرارة
أشاد ليون بالدعم الذي تحظى به ساوند إنرجي من قِبل المصارف المغربية، وتطلعه إلى الحصول على قرار استثمار نهائي بحلول نهاية العام، إن لم يكن قبل ذلك.
وقال: “أعتقد أن ما حدث هو أن المصارف المحلية في المغرب أدركت أنها بحاجة إلى هذا الغاز مثل أي شخص آخر، لتمويل جميع المشروعات التي تُمولها في المناطق الصناعية وفي مناطق الكهرباء. نتعامل مع البنوك المحلية والبنوك الدولية أيضًا”.
وشدد على أنه إذا لم يشترِ المغرب الغاز؛ فإن السوق حريصة جدًا على شراء هذا الغاز، الذي يُمكن أن يصل إلى أوروبا”.
وتابع: “لذا، كما تعلمون، هناك مشترون آخرون وليس المشترون المغاربة فقط هم من يحرصون على شراء هذا الغاز”.
اكتشافات أخرى في المغرب
أشار ليون إلى أنه يمكن تنمية الشركة عن طريق بيع المزيد من الغاز بطرق مختلفة.
لذلك، تحتاج ساوند إنرجي إلى ربط تندرارة بالسوق نظرًا لموقعه البعيد؛ ما دفعها إلى استخدام مشروع الغاز الطبيعي المسال الصغير.
كما تطرق إلى اثنين من اكتشافات الغاز المغربي؛ أحدهما هو حقل “تي إي 4″، الذي يبعد نحو 5 كيلومترات فقط عن موقع منشأة المعالجة للمرحلة الثانية من حقل تندرارة؛ ما يجعله بمثابة فرصة وسيكون رابطًا سهلًا بمنشأة المعالجة الرئيسة.
والاكشاف الآخر هو حقل “إس بي كيه”، الذي سيكون على بُعد نحو 50 كيلومترًا من منشأة المعالجة، ويُمكن أن يدعم مشروع الغاز الطبيعي المسال أو مشروعًا صغيرًا للغاز الطبيعي المضغوط.
الطاقة المتجددة في المغرب
أكد ليون أن الشركة تبحث أيضًا في أنشطة أخرى خارج المحفظة؛ إذ تتطلع إلى استخدام الطاقة المتجددة في المغرب لتزويد مشروعاتها بالوقود.
وقال: “هذا يُعَد مكسبًا لنا، بمعنى أننا نستخدم الطاقة المتجددة، ولكن لدينا أيضًا المزيد من الغاز للبيع. نحن لا نستخدمه للحرق لتزويد مشروعاتنا بالوقود”.
علاوة على ذلك، تبحث الشركة في العمل مع بعض المزارعين، الذين يشترون الكهرباء من الدولة، لكنهم يخضعون الآن لقواعد الاستيراد في الاتحاد الأوروبي، والتي ستضع علاوة على ضرائبهم أو ضريبة بشكل أساسي على منتجاتهم -ضريبة الكربون- إذا لم يستخدموا الطاقة المتجددة.
وتابع: “لذلك؛ إذا تمكنّا من توفير الطاقة المتجددة لهؤلاء المزارعين؛ فهذا مكسب للجانبين. إنهم يحصلون على طاقة أرخص منا، ويتعين عليهم أيضًا تجنب دفع الضرائب الإضافية التي يريدها الاتحاد الأوروبي”.
المصدر: مواقع إلكترونية