اكتشافات أثرية لا تقدر بثمن.. يزيد عمرها عن 400 ألف عام.. ما قصة الكنوز التي وجدتها السعودية؟.. فما السر؟
شهدت المملكة العربية السعودية مجموعة من الاكتشافات التاريخية والأثرية المذهلة، التي ساهمت في التعرف على أنماط الحياة القديمة.
وكشفت هيئة التراث السعودية عن بلوغ عدد المواقع الأثرية التي تم تسجيلها في المملكة 8429، من ضمنها 680 موقعاً في منطقة مكة المكرمة، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وتعد النقوش الكتابية التي تم اكتشافها بالمواقع الأثرية واحدة من أهم المصادر التاريخية التي يتم الاستناد إليها في التعرف على الأحداث السياسية والدينية والاجتماعية، بحسب صحيفة عكاظ.
ويلجأ الأثريون إلى هذه النقوش لمعرفة التطور الزمني للخط العربي القديم بشكل خاص، وبالتالي التعرف على تطور الأوضاع الحضارية بشكل عام.
وتتم معرفة تواريخ النقوش وقراءتها عن طريق تتبع تطور الخط عموماً من حيث طريقة رسم الحروف، وأسماء الشخصيات الموجودة في النصوص المنقوشة، وغشاء طبقة العتق.
وأكدت الهيئة أن ناب الفيل المنقرض هو أغرب الاكتشافات التي عثر عليها في صحراء النفود، وتعد العظمة التي تم اكتشافها في تيماء شمال غرب المملكة، ويعود تاريخها إلى 85 ألف سنة من أهم تلك الاكتشافات.
وتم أيضاً اكتشاف نقش للملك رمسيس الثالث أحد ملوك مصر القديمة، وتم التوقيع عليه باسمه وكُتب بالخط الهيروغليفي، وأخيراً اكتشاف أدوات و فؤوس حجرية، وبحيرات جافة، وعظام حيوانية متحجرة.
وفي نفود حائل وتبوك تم اكتشاف خطوات لأقدام بشرية وحيوانية، وفي شعيب الأدغم بالقصيم، وفي صفاقة بالدوادمي بالرياض، يعود تاريخها لحوالي 400 ألف سنة من وقتنا الحاضر.
وعن الكيفية التي يتم بها تسجيل النقوش، أوضحت الهيئة أن ذلك يتم بواسطة مجموعة من الإجراءات تبدأ بمعاينة الموقع الأثري من قبل مجموعة من الأثريين المتخصصين، ثم يقومون بإعداد التقارير الفنية عنه، ويتم مراجعة هذه التقارير واعتمادها بعد التأكد من أثرية الموقع وفق نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني.
ويقوم الأثريون بتطبيق إحداثية الموقع على الخارطة الأثرية في نظام سجل الآثار الوطني للتأكد من عدم تسجيله مسبقاً في النظام، وبعد ذلك يتم إعداد قرار التسجيل وفق ما نص عليه نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، وتتم مراجعة قرار التسجيل من الإدارة القانونية التي تقوم باعتماده.
وكشفت الهيئة عن نيتها في تنظيم الكثير من المعارض داخل المملكة وخارجها لعرض الآثار التي تم اكتشافها، لإقامة العروض والمشاركة في المناسبات الوطنية في المملكة.
تابع القراءة: دادان ولحيان.. علماء آثار ينقبون عن “ممالك منسية” في السعودية
يعمل علماء آثار على استخراج آثار مملكتي دادان ولحيان القديمتين اللتين طواهما النسيان منذ أمد بعيد في السعودية.
يجري البحث وسط جبال العلا وصحرائها القاحلة في شمال غرب السعودية. وتشتهر العلا، التي أصبحت منذ افتتاحها في 2019 وجهة سياحية رئيسية، بالمقابر الملكية لمدائن صالح التي حفرها الأنباط في الصخور منذ 2000 عام.
والأنباط هم الذين بنوا مدينة البتراء في الأردن قبل ظهور الإسلام.
ويركز فريق من خبراء الآثار الفرنسيين والسعوديين الآن على الحفر في خمسة مواقع قريبة مرتبطة بالحضارتين الدادانية واللحيانية اللتين كانت تمثلان قوى إقليمية مهمة ازدهرت قبل 2000 عام.
غموض
وقال عبد الرحمن الصحيباني الذي يشارك في إدارة بعثة الآثار الخاصة بدادان إن المشروع يحاول فك ما يحيط بهاتين الحضارتين من غموض.
ومملكة دادان مذكورة في العهد القديم أما مملكة لحيان فقد كانت من أكبر الممالك في زمانها وامتدت من يثرب في الجنوب إلى العقبة في الشمال في الأردن حاليا، وفقا لما تقوله الهيئة الملكية القائمة على المشروع.
ظلت المملكتان قائمتين على مدار قرابة 900 عام حتى العام 100 في التقويم الميلادي، وكانتا تسيطران على طرق التجارة الحيوية لكن المعلومات عنهما شحيحة لا تذكر. ويأمل الفريق معرفة المزيد عن طقوس العبادة والحياة الاجتماعية والاقتصاد في المملكتين.
وقال جيروم رومر الباحث لدى المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي إن أعمال الحفر اقتصرت فيما سبق على منطقة المحمية الرئيسية.
وأضاف “نود فقط تكوين فكرة شاملة عن التسلسل التاريخي للموقع وخريطته وثقافته المادية واقتصاده”.
وتابع “هو مشروع شامل نحاول فيه في الأساس الإجابة عن كل هذه الأسئلة”.
اكتسبت العلا مكانة بارزة في مسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإحداث تغيير كبير في شكل الاقتصاد والمجتمع السعوديين. وتعول المملكة على السياحة في إطار محاولاتها للانفتاح على العالم وتنويع مواردها الاقتصادية بدلا من الاعتماد على النفط.
ويمثل مشروع تطوير العلا خطوة ترمي لصيانة المواقع التراثية لما قبل ظهور الإسلام من أجل جذب السياح غير المسلمين وتعزيز الهوية الوطنية.
المصدر: مواقع إلكترونية