سوري من ادلب يجتاح الملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعي باختراعه الطريف.. فيديو
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي, صور لاختراع جديد وطريف من قبل مواطن سوري من محافظ ادلب.الاختراع هو عبارة عن مكيف للسيارة يعطي هواء طبيعي, مكون من أنانبيب تأخذ الهواء من الخارج عند تحرك السيارة.
هذا الاختراع الطريف حظي برواج كبير على مواقع التواصل الاجتماعي, وانطلقات تعليقات كثيرة على صور المكيف الجديد.وواجه المخترع الادلبي مشكلة في عدم استطاعته اغلاق نافذة السيارة, نترككم مع الفيديو الذي يشرح عن الاختراع.
بعدها مصر بـ47، ثم الإمارات22 براءة، وحصلت المغرب على 12 براءة، بينما الجزائر 11 براءة والأردن 6 براءات. ورغم أن سورية عضو دائم في اللجنة التنفيذية للاتحاد العالمي للمخترعين المؤلّف من أحد عشر عضواً، إلاّ أن مؤشّر الحاجة إلى الاختراع الوطني مازال ضعيفاً، إذ منحت سورية خلال الخمس عشرة سنة الماضية 1241 براءة اختراع، في حين أعطت اليابان في عام 2002 نصف مليون براءة.
الحاجة أم الاختراع
فوائد كثيرة يقدّمها الاختراع سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد عمل الشركة أو على صعيد الاقتصاد الكلي، فكثرة حصول الأعطال في السيارات بسبب خلط المحروقات بالماء، دفعت بالمخترع أحمد عمر تباب للعمل جاهداً حتى تكلّلت جهوده بالنجاح في اختراع جهاز يمنع حصول مثل هذه الأعطال، ويؤمّن مروراً سلساً للبنزين أو المازوت، وميزة هذا الاختراع هو بقاؤه مع السيارة طوال عمرها، وحصل الجهاز على جائزة المنظمة العالمية للملكية الفكرية خلال مشاركته في معرض الباسل للإبداع والاختراع الثالث عشر 2006، بينما يجد المخترعان عدنان وعماد المحمود أن موقع سورية في المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج الفستق الحلبي ووفرة إنتاجه، كانا الدافع لهما اختراع آلة تكسير الفستق الحلبي التي تكسّر 12 كغ من الفستق الحلبي في الساعة ما يسهم في زيادة استثمار وتصدير الفستق الحلبي. ونظراً لأهمية توفير الطاقة الكهربائية استطاع المخترع محمد سهيل السحار أن يخترع جهازاً يخفض استهلاك الكهرباء من 720 كيلو واط ساعي إلى 192 كيلو واط ساعي شهرياً، عن طريق سحب الهواء البارد وتمريره ضمن معادن تعمل على تسخينه، ويمكن أن تصل حرارته إلى 80 درجة مئوية.
رغم أن هذه الاختراعات ليست مجرّد تصميمات ونماذج للعرض، بل هي ذات قيمة وجدوى على صعيد الاقتصاد المحلي في حال تم الاستفادة منها واستثمارها بالشكل الصحيح، إلا أن القليل منها يلاقي رواجاً في عالم الصناعة والتسويق، ولا تزال السوق السورية مترددة في استقبال الاختراعات التي بعضها حصل على براءات من الدول الغربية مثل اختراع نظام وزن الحقائب للمخترع عرفان محمد راشد كركي الذي حصل على براءة اختراع من هولندا في 2003، وهو عبارة عن جهاز يقوم بانتقاء الحقيبة المناسبة للشخص من خلال معرفة وزنه وذلك لأغراض صحية، ويستعمل للأطفال بشكل خاص. والمخترع محمد نضال مزيك الذي اخترع إشارة مرور ضوئية إلكترونية استثمرت في الولايات المتحدة الأميركية.
مال وصناعة
يبقى الاختراع السوري خارج حسابات الاستثمار على مستوى الجمهورية ولا يدخل في الناتج المحلي الإجمالي، وذلك لعدة أسباب منها أن معظم الاختراعات السورية تُصنع وتباع على يد مخترعيها، في حين أن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه المخترع السوري، الذي يفضل إنتاج اختراعه بنفسه وبإمكانياته المادية المحدودة، لا تسمح له القيام بإنتاج ضخم لاختراعه يوازي باقي الصناعات السورية كالأغذية مثلاً، وبالتالي عدم التزاوج بين المال والصناعة وبقاء الإنتاج ضعيفاً.
يعتبر بعض المخترعين السوريين أن إنتاج الاختراع بأنفسهم مصدر دخل بالنسبة لهم، ويؤمّن فرص عمل لا تعوض عندما تشتري أي شركة أو مؤسسة براءة الاختراع،. ويفضّل المخترع منجد هبرة أن ينتج اختراعه “جهاز الطاقة الشمسية” ويصنعه بنفسه دون أن يبيع حق استثماره للآخرين، ويؤيده في الرأي المخترعان جرجس لحدو وكبرئيل شمعون “مخترعا البذارة الحافظة”، ويقولان: يحتاج كل اختراع لنحو سنتين ليخرج من حقل التجارب إلى سوق العمل النهائي، ومن غير المعقول أن ندع شخصاً آخر يستفيد منه ونحن نبقى دون مصدر دخل إلى حين إبداع اختراع جديد، لذلك نحن نخترع ونصنع ونبيع، حيث استطعنا حتى الآن بيع 8 أجهزة ونعمل على تصدير عدد منها إلى العراق.
بينما يرى البعض الآخر أنه ليس لديه مشكلة في استثمار اختراعه، ولكن المستثمر لا يعطى المخترع حقه ويريد استغلاله من أجل تحقيق أرباح له فقط، و يرى المخترع مأمون البني أن السبب المادي جعله يعتمد على نفسه في صناعة اختراعه. بينما يؤكد المخترع محمد السحار أن عدم دفع المبلغ المطلوب الذي يستحقه المخترع هو السبب في عدم وجود استثمار للاختراعات، وبالنسبة لاختراعي “جهاز التدفئة الموفر للطاقة الكهربائية” بعد وضع دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع الذي وصلت كلفته التقديرية إلى 8 ملايين ليرة سورية، وجدت أنه من الصعب أن أقوم باستثماره بنفسي دون مساعدة مستثمر، وعندما عرضته للاستثمار لم أحصل على المبلغ الذي استحقه.
حق مادي
يرى أصحاب الفعاليات الاقتصادية والمستثمرين أن أسباب عدم دخولهم في مجال استثمار الاختراعات متعددة وتحول دون قيام إنتاج حقيقي للاختراع السوري، ويركز هؤلاء على طلب المخترع مبالغ كبيرة مقابل بيعه لبراءة الاختراع، ويقدّرون هذه المبالغ بأنها تصل أحياناً إلى ملايين الليرات السورية، وهذا غير ممكن لأنه لا توجد شركات ضخمة لإنتاج هذه الاختراعات، إلى جانب عدم وجود منافسة في هذا المجال. يقول صاحب مجموعة البراق الصناعية المستثمر مصطفى خليل: إن المخترع همّه أن يحقق فكرته ويحصل على براءة اختراعه وهذا حقه وبالنسبة للمستثمر يهمه تسويق المنتج وضمان رواجه في السوق في النهاية، ويضيف خليل: إن العلاقة مادية بين الطرفين وليس من طرف المخترع فقط، إلى جانب ذلك على المخترع أن يهتم بتطوير اختراعه بين فترة وأخرى، فنحن في عالم متغير باستمرار، واحتمال وجود منتج متطوّر عن الاختراع في السوق وارد بشدة، لذلك على المخترع التعاون مع المصنع وتطوير اختراعه، وليس مهمته أن يخترع ويأخذ حقه المادي فقط، لأن هذا يحول دون استفادة المستثمر.
دون مستفيد
في خطوة تشجيعية قام المصرف الصناعي بتوفير قروض متوسطة وطويلة الأجل للمخترعين تصل قيمتها إلى 3 ملايين ليرة سورية لتأسيس المشروع، 60% منها للبناء و40% للأرض المقام عليها البناء، بالإضافة لقروض قصيرة الأجل يمنحها المصرف للمخترعين عند الانطلاق للعمل والمباشرة بالإنتاج، هذه القروض تقدم مقابل ضمانات شخصية وصناعية وتجارية مناسبة ودعماً للمخترعين.
يقول مدير التسليف والتمويل في المصرف الصناعي معمر عبد الواحد: إن المصرف يقبل ضمان مهندس أو طبيب أو صيدلي، وتحدد الضمانات وفق قيمة القرض، ويكون الضمان شخصياً إذا كانت قيمة القرض 300 ألف ليرة، في حين القرض الذي يتراوح بين 300 ألف و500 ألف ليرة يحتاج ضماناً تجارياً، والقرض الذي تصل قيمته إلى 3 ملايين ليرة يحتاج لـ 40 % كضمان عقاري ولـ60% كضمان شخصي. وأمام هذه الشروط تساءلت الاقتصادي عن عدد المخترعين الذين استفادوا من قروض المصرف الصناعي والتسهيلات التي يقدمها لهم، فأكد عبد الواحد: حتى الآن لم يقترض أي مخترع من المصرف الصناعي.
ويعزو المخترع عدنان البني السبب إلى أن المصرف يطلب ضمانات وكفلاء وهذه الشروط صعبة بالنسبة للمخترع السوري. ويرى المخترع محمد فائز عجيب أنه لو كان للمخترع ضمانات عقارية ووضعه المادي جيد فما استدعى منه أن يطلب قروضاً، وخاصةً أن قيمة القرض غالباً لا تغطّي إلا جزءاً بسيطاً من تكاليف الإنتاج.
ويعتبر المستثمر مصطفى خليل أن فوائد قروض البنوك التي تبلغ 9.5% تصل عملياً مع عمولة الارتباط والضرائب وغيرها إلى 11% أو 12%، وهي نسبة مرتفعة جداً بالنسبة للأرباح التي يتوخاها المنتج، بينما يؤكد مدير فرع دمشق للمصرف الصناعي والباحث في العلوم المالية والمصرفية حبيب ضاهر أن المشكلة ليست في الضمانة، لأن القرض لا يعني ضمانة فقط وإعطاء أي قرض يجب أن تتوافر عدة شروط أحدها الضمانة والأخرى وهي الأهم مصدر السداد. ويقترح حبيب أن يتبنى المشروع هيئة بحث علمية متخصصة لدراسة المشروع وإمكانية تمويله واستثماره، وإن أمكن تشغيله مع الاحتفاظ بحق براءة الاختراع للمخترع.
من جهة أخرى استطاع مئة عضو من جمعية المخترعين السوريين الحصول على حسم 100% لأجنحتهم المشاركة في معرض الباسل للإبداع والاختراع الأخير. بينما هناك تسهيلات أخرى لا تستثمر إلا في حالات قليلة منها تسهيلات إعلامية كنشر إعلانات مجانية للاختراع الوطني في جميع الوسائل الإعلامية، أو اجتماعية مثل توجيه كتاب لمشفى أو جهة حكومية من أجل تخفيضات معينة لصالح المخترع، إضافة إلى السماح لهم بالمبيت في الاستراحات التموينية لوزارة الاقتصاد والتجارة.
معرض الاختراع
من أجل خلق فرصة لالتقاء المخترعين السوريين والعرب والأجانب مع أصحاب الفعاليات الاقتصادية ورجال الأعمال لتحفيز الاختراع السوري، تقوم وزارة الاقتصاد والتجارة بتنظيم معرض الباسل للاختراع والإبداع كل ثلاث سنوات مرة، وأقيمت الدورة الرابعة عشرة هذا العام ما بين 15 – 20 تموز (يوليو) الماضي، حيث اعتبره رئيس جمعية المخترعين السوريين محمد وردة أنجح معرض حتى الآن لتزامنه مع معرض دمشق الدولي 56، بالإضافة إلى مشاركة 12 دولة عربية و8 أجنبية وبلغ إجمالي عدد المشاركات 500 مشاركة.كما أقام الاتحاد العالمي للمخترعين مؤتمراً حول الاختراعات، وقدمت أربع جوائز من قبل رئيس مجلس الوزراء قيمة كل واحدة 50 ألف ليرة وثلاث ميداليات من قبل المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية، إضافة إلى 75 ألف ليرة تقدّمها شركة سابا للمخترعين الثلاثة الأوائل و1500 دولار تمنحها مؤسسة طلال أبو غزالة للملكية الفكرية .
وعن الدعم الذي تتلقاه جمعية المخترعين السوريين، أكد وردة أن الجمعية تعتمد على اشتراكات أعضائها الذين لا يتجاوز عددهم 360 عضواً وأحياناً بدافع الموانة نطلب من بعض المخترعين المقتدرين مبالغ كي تستمر الجمعية، علماً أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كانت تقدم 25 ألف ليرة سنوياً للجمعية ولكنها أوقفت مساعدتها المالية منذ أربع سنوات.
شاهد.. سوري من محافظة إدلب يخترع مكيف سيارة طريف – FOLLOW UP
تقديم: دالين مهرات
إعداد: محمود فايز#أورينت #سوريا #FOLLOW_UP pic.twitter.com/ghj1ibldEU— Orient أورينت (@OrientNews) July 16, 2019