بين التراث والحداثة.. صور من قطار الشرق الأسطوري فمتى يعود؟

بين التراث والحداثة.. صور من قطار الشرق الأسطوري فمتى يعود؟

قطار الشرق السريع، الذي لطالما ركبه العديد من أثرياء العالم، منذ أول رحلة له عام 1883، وحتى آخر رحلة له فى 1977.. متى يعود؟

هذا القطار الفاخر كان وسيلة مواصلات النخبة فى بداية ظهوره وعندما تشاهد هذا القطار من الداخل تشعر وكأنك دخلت آلة الزمن.

بعد إعادتها إلى السكة إثر العثور عليها على الحدود البيلاروسية، يُتوقع تجديد عربات “قطار الشرق السريع” الفخمة المصنوعة وفق نمط الفن الزخرفي، بالكامل قبل استئناف رحلاتها عبر أنحاء القارة الأوروبية عام 2025.

وتتولى مجموعة فنادق “أكور” المسؤولية عن هذا المشروع. وقد تسلمت أخيراً السيطرة الكاملة على شركة “أورينت إكسبرس” المسؤولة عن استثمار تراث هذا القطار الأسطوري الفاخر الذي كان ينقل المسافرين الميسورين إلى القسطنطينية (إسطنبول) خلال الحقبة الجميلة.

ويقول رئيس الشركة جيوم دو سان لاجيه بحماسة “لقد عادت الأسطورة”.

وهو يعمل بداية على تجديد “17 عربة تاريخية من قطار الشرق السريع، في نسخة متخيلة تستند بالكامل إلى ما كان عليه هذا القطار، بالاعتماد على أسلوبي الفن المعاصر والزخرفي على السواء”.

وعندما اختفى قطار الشرق السريع الذي كان يربط تاريخيا باريس وإسطنبول عام 1977، أراد منظم الرحلات السياحية السويسري ألبرت جلات مواصلة المغامرة من خلال نسخة من القطار عُرفت باسم Nostalgie-Istanbul-Orient-Express، لكن المغامرة انتهت إثر محاولة إطالة مسار الرحلة لتصل إلى طوكيو عن طريق سكة الحديد العابرة لسيبيريا.

وسقط هذا القطار في النسيان، إلى أن حدد موقعه المؤرخ آرثر ميتيتال عام 2015 في بولندا، على الحدود البيلاروسية.


– حديقة شتوية

وكانت عرباته الـ13 من طراز الفن الزخرفي (آرت ديكو) في حالة جيدة بشكل لافت.

وقال ميتيتال لوكالة فرانس برس في عام 2019 “لا توجد أي علامات تعريف، والأضرار عليه طفيفة للغاية. حصلت سرقات لمواد نحاسية، لكن ألواح زجاج اللاليك التي يمكن إزالتها بسهولة، كانت سليمة”.

وكانت الهيئة الوطنية للسكك الحديد في فرنسا، تملك آنذاك قطارات “أورينت إكسبرس” التي اشترت علامتها التجارية من الشركة الدولية لعربات النوم عام 1977. وبعد مفاوضات طويلة، انتهى الأمر بشرائها “قطار غلات”.

في غضون ذلك، باعت الشركة 50% من “أورينت إكسبرس” لشركة “أكور” في عام 2017. وقد باعت ما تبقى من أسهم الشركة أخيراً لمجموعة الفنادق الشهيرة.

وجرى استكمال “قطار غلات” مع عربات أصلية أخرى من فترة ما بين الحربين العالميتين، ما سيسمح لسان لاجيه بتجميع 12 “عربة أجنحة”، بما يشمل جناحا رئاسيا مع حوض استحمام، وعربة للأطعمة وأخرى للمشروبات، وعربة وُصفت بأنها “حديقة شتوية”، إضافة إلى عربتين للخدمة.

– التراث والحداثة

وقد حان الوقت لتجديد هذه العربات. وأكثر من ذلك، يرغب سان لاجيه في أن “يصنع ديكوراً من المستحيل تحديده زمنياً، ليكون نقطة تلاقٍ بين الفن الزخرفي والأسلوب المعاصر”.

وكُلف المهندس المعماري ماكسيم دانجاك بالمشروع الذي سيتعين عليه من خلاله التوفيق بين الطابع التراثي للقطار والخدمات الحديثة بما يشمل الإنترنت اللاسلكي (واي فاي).

ويشدد دانجاك على أن “الراكب يجب أن يتساءل، عند ركوب القطار، ما إذا كانت المركبة مصنوعة عام 1930 أم اليوم”، مضيفا “سيتم إخفاء كل التقنيات، ولن يكون لديك شاشة تلفزيون في غرفتك!”.


ويشير إلى أنه سيتم الكشف عن أولى العربات، الموكلة لحرفيين فرنسيين، على هامش دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024.

أما على صعيد إطلاق القطار تجارياً، فيتوقع سان لاجيه حصول ذلك “أوائل عام 2025″، قائلا “ما هو مؤكد أن الانطلاق سيكون في باريس. وستكون اسطنبول جزءا من الرحلة!”

تابع القراءة : بعد 70 عاما من توقفه.. القطار الملكي يعود للحياة في مصر


أعلنت وزارة النقل المصرية، الأحد، الانتهاء من تطوير قطار الملك فاروق، بعد 70 عامًا ظل خلالها خارج الخدمة.

ونوهت الوزارة، بحسب وسائل إعلام محلية، إلى إجراء صيانة للقطار الملكي وتجديد محتوياته، مع الحفاظ على طابعه الأثري القديم، قبل أن ينقله العاملون من القاهرة إلى الإسكندرية، حيث متحف الجراج الخاص به في حديقة المنتزه.

عن القطار

وتعود فكرة تصنيع القطار الملكي إلى الملك فاروق الأول، عندما كلف معاونيه في منتصف القرن الماضي، بالبحث عن شركة يمكنها تصنيع قطار سريع يستطيع التنقل بسلاسة، مع توفير أقصى سبل الراحة أثناء رحلاته.

وبالفعل، استجابت شركة “فيات” الإيطالية للرغبة الملكية، وبدأت في تصنيع قطارها المكوّن من عربتين اثنين في عام 1949، وهو ما أطلقت عليه عقب فروغها منه اسم “الديزل السريع”.

وحسب وسائل إعلام محلية، كانت العربة الأولى من القطار مخصصة للملك والملكة، وهي تشتمل على غرفة نوم، وأجهزة راديو، وسريرين، وغرفة استقبال، وجهاز لتشغيل الإسطوانات، أما العربة الثانية فكانت خاصة بالوزراء.

بشكل عام، تضمن هذا القطار الفخم على جهاز لاسلكي للإرسال والاستقبال، بجانب مطبخ في كل عربة، و10 أجهزة تليفون، فيما صممت اعتمدت أنظمة الإنارة على أضواء الفلورسنت، إضافة إلى جهاز تكييف.

كما حظي هذا القطار على قدر عال من الأمان، إذ يعتمد تشغيله وتسييره على جهاز خاص، يفرض على السائق الضغط عليه بشكل دائم، وحال رفع القائد إصبعه لأي ظرف كان، يبدأ القطار في التوقف من نفسه.

هذا، ويتسع القطار لـ40 شخصًا، وتبلغ سرعته 120 كيلومترًا في الساعة، وبلغت تكلفة تصنيعه 154 ألف حنيه مصري.


ما بعد ثورة يوليو

بعد عامين سار فيهما على قضبان السكك الحديدية، ظل موقف القطار مبهمًا عقب قيام ثورة 23 يوليو 1952، وتولي الضباط الأحرار لمقاليد الأمور من بعد رحيل الملك فاروق الأول عن مصر عقب تنازله عن العرش.

ورفض الرئيس المصري الراحل محمد نجيب استقلال هذا القطار، مكتفيًا بركوب عربة مكشوفة ضمن قطار عادي، وهو ما واظب عليه كذلك من بعده الرئيس جمال عبدالناصر.


خارج نطاق الخدمة

ومنذ هذه الفترة، غاب القطار الملكي عن المشهد، ودخل في عداد الخردوات، في حال دام دون تغيير يُذكر حتى عام 2019.

وفي هذه السنة، شكلت وزارة النقل المصرية لجنة خاصة بالتخريد، وانتهت إلى عدم إدراج هذا القطار ضمن الخردوات، لتبدأ عمليات صيانته في العام الماضي، في أعمال تكللت بالنجاح مؤخرًا.

المصدر: مواقع إلكترونية

Exit mobile version