في إطار مبادرة قوية لخفض الانبعاثات في قطاع التعدين، أعلنت مدغشقر بناء محطة للطاقة المتجددة لتزويد أحد مناجم الإلمنيت بالكهرباء النظيفة، فيما وصفته بتنفيذ مفهوم “المنجم المستدام”.
ووضعت شركة ريو تينتو متعددة الجنسيات وشريكتها كورس باوندري (سي بي إي)، أمس الجمعة، حجر الأساس لمشروع محطة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوفير الكهرباء لعمليات منجم “كيو إم إم” المنتج لمعدن الإلمنيت، الواقع في فورت دوفين جنوب مدغشقر.
وقالت ريو تينتو -ثاني أكبر شركة معادن وتعدين في العالم- إن مشروع الطاقة المتجددة يؤدي دورًا رئيسًا في تنفيذ مفهوم “المنجم المستدام ” في منجم “كيو إم إم”، وتمكين عمليات ريو تينتو في مدغشقر من الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2023.
ويُعد منجم “كيو إم إم” مشروعًا مشتركًا بين شركة ريو تينتو بنسبة 80% وحكومة مدغشقر بنسبة 20%.
ويقع بالقرب من فورت دوفين في منطقة أنوسي في جنوب شرق مدغشقر، وينتج أساسًا الإلمنيت -الذي يُعد مصدرًا رئيسًا لثاني أكسيد التيتانيوم- ويستخدم في الغالب بوصفه صبغة بيضاء في منتجات مثل الدهانات والورق.
نظام لتخزين الكهرباء
ستتولى شركة “سي بي إي” -وهي منتج مستقل معترف به للطاقة- بناء محطة الطاقة المتجددة وتشغيلها بعد توقيعها اتفاقية شراء الطاقة لتزويد منجم “كيو إم إم” بالكهرباء النظيفة لمدة 20 عامًا، وفقًا للبيان الصادر عن شركة ريو تينتو.
وسيبدأ تشغيل الوحدة الأولى، وهي منشأة للطاقة شمسية بقدرة 8 ميغاواط، في عام 2022، في حين ستنتهي أعمال البناء في محطة طاقة الرياح التي تبلغ قدرتها 12 ميغاواط في عام 2023.
كما يتضمن المشروع نظامًا لتخزين الكهرباء ببطارية ليثيوم أيون بسعة 8.25 ميغاواط، حسب موقع كيتكو.
تزويد المدينة بالكهرباء
“هناك نحو 18 ألف لوح شمسي، و4 توربينات رياح، ستوفر جميع احتياجات منجم (كيو إم إم) من الكهرباء خلال أوقات الذروة، وما يصل إلى 60% من استهلاكه السنوي للكهرباء، فضلًا عن خفض الانبعاثات السنوية لثاني أكسيد الكربون بنحو 26 ألف طن”، وفقًا لبيان الشركة.
كما ستعمل إمدادات الطاقة المتجددة على تقليل مشتريات المنجم من زيت الوقود الثقيل بما يصل إلى 8 آلاف و500 طن سنويًا.
وستوفر هذه المحطة -أيضًا- معظم الكهرباء اللازمة لمدينة فور-دوفين وأفراد مجتمعها البالغ عددهم 80 ألف نسمة.
تحقيق الحياد الكربوني
تهدف “ريو تينتو”، من خلال هذا المشروع، إلى تحقيق الحياد الكربوني في منجمها بحلول عام 2023، وذلك في إطار مبادرة أوسع لخفض الانبعاثات، وإدارة النفايات والمياه.
وتسعى المبادرة -كذلك- إلى الترميم البيئي (دراسة تجديد النظم البيئية المتدهورة)، وإعادة بناء المصادر الطبيعية والنظم البيئية، والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وأوضح رئيس منجم “كيو إم إم”، ني فانجا راكوتامالالا، أن المشروع يُعدّ مثالًا قويًا على التزامهم مع حكومة مدغشقر، بتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
وأكد أن الاتفاقية تمثل خطوة كبيرة للأمام في رحلة الشركة نحو منجم مستدام، يحمي ويعزز البيئة المتفردة في مدغشقر، ويمدّ المجتمع بكهرباء نظيفة.
بينما أبرز الأمين العام لوزارة الطاقة والمحروقات في مدغشقر، آندريتونغاريفو توجونيرينا آندريسونا، أن مشروع “كيو إم إم” للطاقة المتجددة يتماشى مع التزام الحكومة بالتحول للطاقة النظيفة، كما جاء في مبادرة رئيسها.
وأضاف أن المشروع يجعل بلاده مرجعية عالمية لاستخدام الطاقة المتجددة، وتوفير طاقة نظيفة للمجتمع، ولقطاع التعدين والصناعات الأخرى.
الطاقة