أهم المعابر البرية في الوطن العربي والعالم و “شريان حياة” يصل أوربا بدول القارة الأفريقية.. ماذا تعرف عن معبر كركرات ؟
مر أكثر من عام على حدث تأمين المغرب معبر الكركرات في نوفمبر/تشرين الثاني 2020. موقع استراتيجي هام يمثل شرياناً تجارياً رئيسياً بالنسبة للمغرب وبوابة دولية تربط ما بين أوروبا والعديد من دول غرب القارة الإفريقية.
فضلاً على كونه المعبر الحدودي النشط الوحيد الذي يصل المغرب بجيرانه في ظل غلق الجزائر حدودها البرية. وإن كانت أهمية تأمينه من طرف المغرب لا تقتصر على التبعات المباشرة لحركة الأفراد والبضائع عبره.
بطريقة سلسلة واعتيادية تعبر الشاحنات التجارية من معبر كركرات على الحدود المغربية الموريتانية في الاتجاهين.
ويعتبر ممر “كركرات” معبرا وطريقا تجاريا مهما لرواج التبادل التجاري بين المغرب والقارة الأفريقية، من خلال تصدير السلع المغربية، وحتى نسبة من السلع الأوروبية نحو دول جنوب الصحراء.
معبر إستراتيجي وأهمية اقتصادية
تمر يوميا عشرات الشاحنات من عدة أصناف، أهمها شاحنات النقل الدولي عبر معبر كركرات، وغالبا ما تحمل الخضار والفواكه والمواد الغذائية، والبيض ومنتجات البلاستيك والأنابيب والأجهزة الكهربائية والمواد الطبية والأدوية.
ووصف رئيس الحكومة المغربي، سعد الدين العثماني، المعبر بالقول إن “هذا الخط إستراتيجي ومهم جدا لحركة المدنيين والحركة التجارية”.
ويكتسب المعبر الحدودي كركرات أهمية اقتصادية مطردة ووزنا إستراتيجيا في المنطقة.
وحسب معطيات تقرير إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بالمغرب، ارتفعت حركة السير على الطرق التي تمر عبر هذا المعبر، بشكل كبير سنة 2019 لتصل إلى 66 مليار و677 مليون طن، مقارنة بما قدره 20 مليار و803 ملايين طن سنة 2018، وهو ما يعني -حسب المصدر ذاته- اكتتاب 3234 تصريحا إضافيا للسلع.
ويعتبر المغرب منصة بين أوروبا ومختلف الدول الأفريقية جنوب الصحراء، ناهيك عن توجه المغرب الإستراتيجي نحو التعامل جنوبا، والذي تترجمه استثماراته على مستوى أفريقيا.
تدفق تجاري نحو أفريقيا جنوب الصحراء
تمر المنتجات الفلاحية والمواد المصنعة بالمغرب، وحتى القادمة أحيانا من أوروبا في إطار ما تسمح به الاتفاقيات المغربية الأوروبية في المجال، عبر ممر كركرات إلى السنغال ومالي وغامبيا وساحل العاج والنيجر وتشاد وعدد من الدول الأفريقية الأخرى.
وأوضح مصطفى شعون، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للنقل واللوجستيك (نقابة مهنية)، في حديث للجزيرة نت في وقت سابق من العام 2020، أن الشاحنات، التي علقت بالمعبر لأكثر من 21 يوما هي شاحنات النقل الدولي من المغرب وموريتانيا ودول جنوب الصحراء.
أضاف، الشاحنات كانت محملة بالمواد الاستهلاكية والغذائية والأدوية والمواد الطبية من المغرب وأوروبا نحو موريتانيا ودول جنوب الصحراء ومن دول أفريقية نحو المغرب.
وأكد شعون -ويشغل أيضا رئيس الاتحاد الأفريقي لمنظمات النقل واللوجستيك- أن المعبر يؤمن نقل البضائع بنسبة كبيرة، ويسمح بحرية تنقل الأفراد، وفق اتفاقية فيينا.
وارتفع حجم المبادلات التجارية بين المغرب وباقي بلدان أفريقيا بنسبة 20% خلال السنوات 15 الماضية، بزيادة بلغت 14.458 مليار درهم (1.6 مليار دولار)، و بلغت قيمة هذه المبادلات حوالي 40.5 مليار درهم (4.4 مليارات دولار) سنة 2018. (الدولار يعادل 9.13 دراهم مغربية)
ممر رسمي
لطالما نعتت المنطقة العازلة في كركرات بقندهار، وظلت تشكل نقطة للتهريب والاتجار غير المشروع، وقد قامت المديرية الجهوية لإدارة الجمارك للجنوب بمطابقة العمليات التجارية المنجزة في المنطقة للتشريعات والقوانين المعمول بها، وبلغ حجم الرسوم والمكوس المحصلة سنة 2019 حوالي 54 مليون درهم (5.93 ملايين دولار).
وبلغت القيمة التقديرية لمحجوزات السلع المهربة -باستثناء المخدرات- 17 مليون درهم (1.87 مليون دولار) سنة 2019. وسجلت زيادة الملحوظة في محجوزات السجائر المهربة، التي بلغت نسبتها 270% مقارنة بسنة 2018، حيث ناهز العدد المحجوز 6.2 ملايين سيجارة.
وفي العام 2020، أكد المغرب أنه أعاد الوضع في معبر كركرات إلى طبيعته، وقال رئيس الوزراء حينها، سعد الدين العثماني، إن بلاده انتهت من بناء الجدار الرملي في المنطقة العازلة بين المعبر المغربي ومعبر النقطة 55 الموريتاني.
وصرح العثماني في مقابلة مع وكالة “رويترز” (Reuters) أمس، الثلاثاء، أن الهدف من الجدار، الذي يمتد الآن حتى الحدود الموريتانية، هو “التأمين النهائي لحركة مرور المدنيين والتجارة في طريق كركرات الواصل بين المغرب وموريتانيا”
وكان العثماني قد أكد في وقت سابق أن إنشاء القوات المسلحة المغربية حزاما أمنيا لتأمين الطريق الرابط مع موريتانيا؛ هو تحول إستراتيجي على الأرض له إيجابيات عديدة، مشيرا إلى أن ذلك سيمنع جبهة البول..يساريو من قطع هذا الطريق مستقبلا.
أهمية المعبر للمغرب
يعتبر معبر الكركرات ذات قيمة وأهمية استراتيجية للمغرب، باعتباره البوابة الوحيدة التي تربطه بأفريقيا، خاصة بعد غلق الحدود البرية بين المغرب والجزائر سنة 1994 والتي لا تزال مغلقة إلى حد الساعة.
ولعل الجانب الاقتصادي للمعبر يشكل الأهمية الكبيرة للمغرب باعتباره شريان الحياة للتبادل التجاري بين المغرب وباقي القارة الأفريقية، لأن المغرب يعتمد على السوق الأفريقي بشكل كبير لتصدير منتجاته الزراعية والصناعية.
ويأتي على رأس المواد التي يصدرها المغرب إلى أفريقيا عبر معبر الكركرات.
– مواد البناء.
– المنتجات الفلاحية، الخضروات والفواكه.
ـ المنتجات البحرية، الأسماك وغيرها.
ـ ومواد صناعية أخرى
المصادر : مواقع إلكترونية عربية ومغاربية- الجزيرة