مفاجأة علمية.. الماموث عاصر قدماء المصريين
تمكن فريق بحثي أميركي كندي مشترك من الكشف عن أسرار الحياة القديمة بمنطقة “كلوندايك” (Klondike) الواقعة وسط مقاطعة “يوكون” (Yukon) الكندية، في أقصى شمال غرب البلاد.
وبسبب هذا الكشف تم إعادة كتابة تاريخ بعض الحيوانات مثل الماموث الصوفي وحصان أميركا الشمالية.
ملاعق كاشفة
ووفق الدراسة -التي نشرت بدورية “نيتشر كوميونيكيشنز” (Nature Communications) في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري- فقد استخدم هذا الفريق ما مقداره عدة ملاعق من التربة الصقيعية الكندية، التي احتوت على تشكيلة من الحمض النووي للحيوانات والنباتات التي عاشت في تلك البيئة خلال 30 ألف سنة مضت.
واستخدم الفريق تقنيات تخصيب الحمض النووي التي تم تطويرها في “جامعة ماكماستر” (McMaster University) الكندية التي أوردت في بيان صحفي رسمي أنه تم عزل الحمض النووي ودراسته؛ مما مكّن الباحثين من إعادة بناء المجتمعات الحيوانية والنباتية خلال تلك الفترة من تاريخ الأرض.
وبشكل خاص، ركز الباحثون على نقاط زمنية مختلفة أثناء الانتقال من العصر الحديث الأقرب “البليستوسين” (Pleistocene) إلى العصر “الهولوسيني” (Holocene)، وهي فترة كانت غير مستقرة مناخيا منذ ما بين 11 و14 ألف سنة اعتقد العلماء باختفاء أنواع كثيرة خلالها؛ مثل الماموث والماستودون (وهو حيوان ضخم الجثة يشبه الفيل) والسنور سيفي الأنياب.
نتائج جديدة
لكن دراسة هذا الحمض النووي كشفت عن بعض المفاجآت، حيث أظهرت الدراسة دلائل تفيد بأن كلا من الماموث الصوفيّ وحصان أميركا الشمالية وُجدا حتى حوالي 5 آلاف عام فقط قبل انقراضهما، على عكس اعتقاد العلماء السابق.
يعني ذلك أن الماموث الصوفي قد عاصر الحضارة المصرية القديمة، لكن المواميث لم تنتشر في أفريقيا؛ بل عاشت شمالي العالم في مناطق مثل سيبيريا وأجزاء عديدة من قارة أوروبا وصولا إلى النصف الشمالي من قارة أميركا الشمالية.
انقراض آخر
والماموث حيوان من فصيلة الفيلة، بلغ ارتفاعه نحو 4 إلى 5 أمتار حتى منكبيه، وقد عاصر إنسان ما قبل التاريخ واستفاد الأخير منه أيّما استفادة، فقد كانت عظام الماموث مفيدة في البناء، واستُخدم عاجه لنحت التماثيل الصغيرة. ويقترح الباحثون في هذا النطاق أن التغيرات المناخية لم تكن فقط السبب في انقراض الماموث، بل أيضا ذلك النشاط الإنساني.
ويدفعنا ذلك لتأمل ما يحدث حاليا في الكوكب، فنحن في مواجهة مباشرة مع الاحترار العالمي، وبالفعل نُرهق البيئة الأرضية بإسرافنا في استنزاف مواردها، ما دفع بعض الباحثين للقول إن الأرض تمر بانقراض هائل تختفي خلاله الحيوانات بمعدلات غير مسبوقة.
المصدر : الجزيرة