هل سمعت بقصة “الخوارق الثلاثة”.. عندما أبطأت الصين دوران الأرض بمشروعها المخيف!.. فيديو
قد يقول القارئ أن الامر خرافة او ضرب من الخيال ولكن القصة اكبر من ذلك فالمشروع كان ضرب من الجنون وادى إلى تغير في الأرض.
نهر اليانغتسي أو النهر الأحمر أو (الممر المائي الذهبي) كما يسمى، هو أطول أنهار الصين، وثالث أطول نهر في العالم بعد نهر النيل في أفريقيا ونهر الأمازون في أمريكا الجنوبية.
لا يضاهي عظمة نهر اليانغتسي في العطاء إلا جبروته. فكارثيته في نوبات الغضب مدمـ ـرة. على سبيل المثال سلسلة الفيضانات التي حدثت عام 1931 والتي وأودت بحياة ما يتراوح بين مليون إلى أربعة ملايين إنسان.
لذلك أنشأت الصين عليه أضخم سد بالعالم وللاستفادة منه أيضا في توليد الطاقة الكهربائية .
يدعي البعض أنه يمكن رؤية سد الخوانق الثلاثة من الفضاء إلا أن هذا الأمر غير صحيح، ولكن هذا لا ينفي مدى ضخامة هذا المشروع! تم بناء السد الضخم من الفولاذ والخرسانة ويبلغ طوله 7666 قدم وارتفاعه 600 قدم تقريباً.
احتاج المهندسون إلى حوالي 510 ألف طن من الفولاذ لبناء هذا السد الضخم، أي أن هذه الكمية تكفي لبناء ستين برجاً كبرج إيفل!
فكرة البناء
كان وراء فكرة تشييد سن الخوانق الثلاثة الفيلسوف والقائد السياسي والثوري (صن يات سين) في بداية عام 1919.
فبعد أن أطاح بأسرة مانشو الصينية عام 1922 أشعل “صن يات سين” فتيل الثـ ـورة، التي وضعت الأسس لبناء الجمهورية الصينية.
من أجل السيطرة على فيضان نهر اليانغستي، كما أنه سيمثل ”القوة الصينية الجديدة“، وبعد فترة بدأ المشروع بالتنفيذ.
فوائد سد الخوانق الثلاثة
رغم النقاط السلبية والانتقادات التي تعرض لها هذا السد الضخم، يعتبر بناءه أمراً مفيداً وإيجابياً.
فقد تم تشييده لثلاث أغراض رئيسية وهي: التحكم بالفيضانات وتوليد الطاقة الكهرومائية وتحسين الملاحة.
توليد الطاقة
يحتاج السد إلى بنية تحتية هائلة لتوليد الطاقة، وتعادل كمية الطاقة التي ينتجها الطاقة الناتجة عن 34 محطة ضخمة.
أي ما يعادل كمية الطاقة الناتجة عن حرق 25 مليون طن من النفط الخام أو 50 مليون طن من الفحم.
اكتمل مشروع السد في 4 يوليو 2012، عندما بدأ إنتاج آخر التوربينات المائية في المحطة المقامة تحت الأرض. انتهى رفع السفينة بالكامل في ديسمبر 2015.تبلغ قدرة كل توربين مائي رئيسي 700 م.واكتمل جسم السد في 2006. بربط الـ32 توربين الرئيسي للسد مع المولدين الأصغر (قدرة كل منهما 50 م.و) المستخدمين لتشغيل المحطة، تبلغ القدرة الإجمالية لتوليد الكهرباء للسد 22.500 م.و.
أبطأ سد الخوانق الثلاثة حركة دوران الأرض
سبب السد زيادة النشاط الزلزالي للمنطقة التي بنى عليها والمنطقة المحيطة به وحدوث الانهيارات الأرضية.
ساعد سد الممرات وخزانه الكبير الذي يتسع لـ 42 مليار طن من المياه في إبطاء حركة دوران الأرض بمعدل طفيف جداً 0,06 ميكرو ثانية أو 60 نانو ثانية.
وذلك نسبة إلى بعض القوانين الفيزيائية والتي تقول أنه كلما تركزت كـتلة الجسم بالقرب من مركزه زادت سرعة الدوران والعكس تماماً هو الصحيح.
أي كلما ابتعدت كتلة الجسم عن مركزه أو محوره قلت سرعة الدوران.
هذا وقد أبعد السد بعضاً من كتله الأرض بعيداً عن مركزها، عن طريق رفع منسوب مياه نهر اليانجستي 90 متراً أو بسبب رفعه كمية هائلة من الماء لأكثر من 175 متر فوق سطح النهر.
وبعد آلاف السنين أذا استمر وجوده سيصبح مدة اليوم أطول بثانية.
الوقت الذي استغرقه البناء
بعد اقتراح فكرة إنشاء السد سنة 1919 لم يتطرق أحد لمناقشة اقتراحه هذا حتى عام 1944 – 1946
حيث وقعت الجمهورية الصينية عقداً مع مكتب الاستصلاح الأمريكي عام 1946 لتصميم السد، واندلاع الحرب الأهلية الصينية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أوقف العمل.
وكل المحاولات في خمسينيات وستينيات القرن الماضي باءت بالفشل بسبب الاضطرابات الاجتماعية التي كانت تعاني منها الجمهورية الصينية حينها.
بدأ العمل على بناء هذا المشروع بشكل رسمي عام 1994 وانتهى بحلول عام 2009، وتجري التعديلات على السد حتى هذه اللحظة.
تأجيل بناء السد ثلاث مرات
منذ بدء العمل على تنفيذ مشروع سد الخوانق الثلاثة عام 1944 تم تأجيله ثلاث مرات بسبب بعض المشاكل.
حيث كان من المفترض أن يكتمل بناءه في عام 2008 ولكن التكاليف العالية والقلق البيئي والفساد السياسي الصيني وقضايا إعادة التوطين تسببت بتوقف العمل على المشروع عدة مرات الأمر الذي انعكس سلباً على السكان المحليين.
تلوث المياه
تشير التقديرات إلى أن 70% من المياه العذبة في الصين ملوثة وهذا السد يزيد الأمر سوءاً، فهو يقع فوق مرافق النفايات القديمة، كما يتم صرف 265 مليون جالون من مياه الصرف الصحي في نهر اليانغستي كل عام.
الهجرة الجماعية
اضطر 1.2 مليون شخص تقريباً الانتقال من مساكنهم عندما بني السد، ولا تزال الحكومة الصينية تهجر السكان خارج المنطقة.
الأضرار البيئية
تسبب بأضرار كبيرة لنباتات وحيوانات هذه المنطقة، وقد امتد ضرره إلى البيئة التي يعيشون فيها، فسبب تآكل الخزان بحدوث انهيارات أرضية وسبب مصدر خطر لأكبر مصائد السمك في العالم في بحر الصين الشرقي.
كلفة السد مرتفعة للغاية
تتراوح تقديرات التكلفة الإجمالية للسد بين 25و 37 مليار دولار بسبب بعض التهم، وقد لاقى اعتراضاً كبيراً من قبل البرلمان الصيني بسبب كلفته العالية، وأنه سيسبب بدمار 140 بلدة و13 مدينة و1600 مستوطنة ومعالم تاريخية.
المصدر: الدوغري