إنجاز غير مسبوق.. مركبة تابعة لـ ناسا “تلامس” الغلاف الجوي للشمس
أصبحت مركبة Parker Solar Probe التابعة لناسا أول مركبة فضائية تطير عبر الغلاف الجوي للشمس، حيث حللت الجسيمات والمجالات المغناطيسية.
وجاء إعلان علماء وباحثي وكالة الفضاء الأميركية خلال اجتماع للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي عقد، أمس الثلاثاء، إذ أوضحوا أن المسبار، باركر، كان قد حلق عبر الهالة الشمسية في أبريل، خلال الاقتراب له من نجم الشمس، لافتين إلى أن الأمر استغرق بضعة أشهر لاستعادة البيانات ثم أشهر أخرى للتأكيد.
إنجاز جديد لناسا
ودخلت المركبة إلى هالة الشمس، أو الغلاف الجوي الشمسي العلوي، في 28 أبريل/نيسان، على الرغم من أن تلقي البيانات والتحقق منها استغرق شهورًا.
وأفاد المسؤولون في ناسا الذين قارنوا الحدث بالهبوط على القمر: “ستساعدنا الرحلة على فهم تاريخ الشمس وتأثيرها في النظام الشمسي على نحو أفضل”.
كما أوضحت مركبة Parker Solar قليلًا للعلماء مفهوم “الارتداد”، وهي هياكل متعرجة مغناطيسية غامضة وجدت المركبة أنها تنشأ على سطح الشمس.
وأكد العالم نور الروافي أن هالة الشمس بدت أكثر غبارًا مما كان متوقعًا، بحسب وكالة Associated Press.
وبحسب الروافي فإن الهالة الشمسية بدت غبارية أكثر مما كان متوقعا، لافتة إلى أن الرحلات المستقبلية للمسبارات سوف العلماء على فهم أصل الرياح الشمسية بشكل أفضل، وكيف يتم تسخينها وتسريعها في الفضاء.
وقال المسؤول في إدارة المهمات العلمية في وكالة ناسا، توماس زوربوتشن، إن قيام “مسبار باركر “بلمس الشمس” هو لحظة هائلة لعلوم الطاقة ومبعث فخر رائع.
صورة أوضح للشمس
يصعب على المركبات الفضائية الاقتراب بسبب المجال المغناطيسي القوي للشمس ودرجة حرارة سطحها البالغة 9941 درجة.
وتم إطلاق Parker Solar في عام 2018، بهدف إعطاء ناسا صورة أوضح للشمس وتبلغ سرعة المركبة 430 ألف ميل في الساعة، ومن المتوقع أن تقترب من سطح الشمس على مسافة 4 ملايين ميل. وفي السابق، سجلت مركبة Helios 2 الرقم القياسي لأقرب صورة للشمس، حيث اقتربت منها على مسافة 26.55 مليون ميل في عام 1976.
وبينما حملت المركبتان الفضائيتان Pioneer 10 و11 لوحة من الألومنيوم منقوشة بتحية من الإنسانية، تحمل Parker Solar بطاقة ذاكرة تحتوي على 1.1 مليون اسم من أسماء الجماهير.
يوجين باركر
تحمل المركبة اسم عالم الفيزياء الفلكية يوجين باركر، الذي وضع نظرية لوجود الرياح الشمسية. كما تعد مركبة باركر أول مهمة لناسا تحمل اسم شخص حي.
ومن المتوقع أن يوصل المسبار غوصه في الهالة الشمسية حتى العام 2025 بغية إرسال مزيد من البيانات والمعلومات، وهنا تجدر الإشارة إلى أن باركر كان قد جرى إطلاقه في العام 2018 في أول مهمة من نوعها لاستكشاف الشمس.
وكان المسبار باركر قد حقق رقمين قياسيين جديدين خلال تحليقه العاشر فوق الشمس، وفقا لما أعلنت ناسا في الشهر الماضي، إذ وصل مسافة 5.3 مليون ميل (8.5 مليون كيلومتر) من سطح الشمس، وهو أقرب ما تحقق على الإطلاق حتى الآن.
كما حقق هذا التحليق العاشر رقما قياسيا في السرعة، إذ تحرك المسبار بسرعة 586864 كيلومتر في الساعة.
المصدر: شهبا برس