أجرت الرحالة ومُعلمة الكونغ فو ماريا بيبنكو العديد من المحاولات لإزالة الأفكار السيئة التي تتبادر إلى الأذهان عندما نفكر في الصين والشعب الصيني، حيث أنها أقامت فترة في الصين واندمجت مع الشعب الصيني وتعرفت على معتقداتهم وأخلاقهم عن قرب، ولقد قمنا بنقل هذه المعلومات إليكم حتى تتعرفوا أكثر عن الشعب الصيني والصين التي تغزو حياتنا بمنتجاتها من أقل شيء إلى أكبر شيء والتي أصبح لا غنى عن منتجاتها في حياتنا. وسوف ننقل إليكم خبرة ماريا في الصين على لسانها.
دعونا نواجه الأمر: الصين منبوذة قليلاً من العالم، من الممكن أن يرجع هذا إلى السياح الصينيين ممن يعطون انطباعاً غير جيد أو نتيجة للانطباعات السطحية التي تتكون لدى الغربيين المقيمين هناك، فأنا شخصياً أعشق كل ما هو صيني، ويؤسفني جداً عندما يتكوّن لدى أحدهم انطباع سيء ويفتقر للمعلومات عن الشعب الصيني والذي يؤدي إلى سوء الفهم، لذلك قررت إظهار الطبيعة الجيدة للشعب الصيني حتى تتخلصوا من الفكرة السيئة التي تتبادر إلى الأذهان دون علم أو وعي.
1- يوجد معتقد خاطئ أن الصينيين غير مؤدبين ولكن هذا يعتمد على تعريف ما هي الآداب بالنسبة لنا؟ لدى الشخص الصيني ذو السلوك الحسن مجموعة كاملة من الآداب والتي غالباً ما يفتقر لها الشخص الغربي، حيث يتجنب الشخص الصيني المؤدب إظهار امتعاضه من الأفعال الوقحة مثل نفخ أنفك في المنديل أو السماح لصديقك بدفع ثمن طعامك حتى لا يحرجك وذلك لأنهم دائماً يُفكرون في شعور الآخرين أولاً.
2- الصينيون يأكلون الكلاب والقطط: لن أُجادل أي شخص عن كيفية تناوله للحوم الأبقار أو أي لحوم أخرى ولكنني سأكتفي فقط بأن اقتبس من أحد طلابي الصينيين حيث قال “كيف يمكننا أن نأكل الكلاب؟ إنهم أصدقائنا!” أعترف بأنه يوجد صينيون يأكلون لحم الكلاب ولكنهم ليسوا جميع الشعب!
3- لا تستطيع تفرقة الصينيون عن بعضهم البعض: بالطبع تستطيع التفرقة بين الصينيين الماليزيين والصينيين السنغافوريين كما أنك تستطيع التفرقة بين صينيين القارة الشمالية والقارة الجنوبية، ولكن هذا فقط يعتمد على تعودك على رؤيتهم دائماً في محيطك حتى تستطيع التفرقة بينهم. على سبيل المثال كثير من الناس لا يستطيعون التفرقة بين التوأمين المصريين حسام حسن وإبراهيم حسن، ولكن فقط متابعي كرة القدم الذين اعتادوا على رؤيتهم هم من يستطيعون أن يميزوهم بكل سهولة.
4- جميع الصينيون قصيروا القامة: قُصر القامة لديهم له علاقة بنظامهم الغذائي المتبع ولكن لقد تحسنت هذه المشكلة في العشرين سنة الماضية وهم الآن أطول عن ذي قبل.
5- البضائع الصينية رديئة الجودة: أوافقك الرأي أن مُعظم المنتجات الصينية رخيصة وهذه بالطبع حماقة، ولكن إذا نظرتم لبطاقات المنتج الموضوعة تقريباً على كل العلامات التجارية الشهيرة، سترى نفس الجملة وهي صنع في الصين، حيث يتم تعريف الجودة من قِبل طرف طالب المنتج وليس من قِبل الشركة المُصنعة.
6- الصين دولة سعر منتجاتها رخيصة: توجد فجوة هائلة من حيث التكلفة ما بين المدن الكبرى والأقاليم حيث تستطيع استئجار شقة كبيرة بحوالي 200 دولار في وسط الصين، بينما ستجد صعوبة كبيرة في العثور على شقة حتى لو كانت صغيرة في حدود 500 دولار في شنغهاي، ولكن الجدير بالذكر أن الشيء الوحيد الرخيص حقاً هنا هو تناول الطعام في الخارج مقارنةً عن تناول الطعام في الخارج في الغرب.
7- يأكل الصينيون الأرز فقط: هذه بالطبع معلومة خاطئة لأن المطبخ الصيني هو واحد من أكثر المطابخ تنوعاً في العالم وأيضاً يتمتع بالتنوع الكبير للخضروات ناهيك عن طرق الطهي أو مجموعة التوابل المتنوعة، وتعتبر قائمة المطبخ الصيني مليئة بالخيارات والتي تعتمد على الموسم والمنطقة على حد سواء.
8- لكل عائلة واحدة – طفل واحد: أنا لم أسال حتى أصدقائي إذا كان لديهم أشقاء أم لا، قبل أن اكتشف أن لديهم بالفعل أشقاء، بل وليس واحداً فقط! حيث يتم تطبيق قانون الطفل الواحد في المدن الكبيرة فقط، ولكن يُسمح في الأقاليم بدفع غرامة عند تسجيل الطفل الثاني (أو الثالث) أو يُمكنهم أيضاً تركهم دون تسجيل فهذا الأمر لا يزعجهم. وبالمناسبة، سُمح للصينيين بأن يكون لهم طفلين ابتداءً من 1 يناير 2016.
لقد قُمت بتقديم هذه المقالة آملة بأن أساعد الآخرين عن معرفة الصين والشعب الصيني عن قرب وأن نتبنى مفهوم أننا جميعنا بشر واحد قبل كل شيء ومن المهم أن نحاول فهم تصرفات الناس ذوي الثقافات الأخرى قبل الحكم عليهم.
المصدر: عرب ميز