تقاريرصحافةعلوم وتكنولوجيامنوعات

دراسة جديدة: أحداث الانقراض الجماعي لم تكن نتيجة أحجام النيازك

بحسب دراسة جديدة نشرتها دورية “جورنال أوف جيولوجيكال سوسيتي Journal of the Geological Society في لندن، فإن تكوين الصخور التي يضربها النيزك عند وصوله إلى الأرض يحدد مدى فتك تأثيره، وليس حجمه فقط.

فبعد أن قام الباحثون من جامعة ليفربول وزملاؤهم من المعهد التكنولوجي والطاقة المتجددة الإسباني Spain’s Technological and Renewable Energy Institute، بتحليل تأثير النيازك التي ضربت الأرض على مدى الـ 600 مليون سنة الماضية، وجدوا أن تلك النيازك التي تصطدم بالصخور الغنية بالفلسبار البوتاسي potassium feldspar، تؤدي دائما إلى الانقراض الجماعي بغض النظر عن حجم النيزك نفسه.

النيازك سبب الانقراضات الجماعية

يشير تاريخ السجل الجيولوجي للأرض أنه ومنذ نحو 66 مليون سنة تعرضت الأرض إلى حدث يعرف بالانقراض الجماعي mass extinction، والذي اعتبر انقراض واسع النطاق للأنواع الحيوانية والنباتية في فترة زمنية قصيرة من الناحية الجيولوجية ونهاية تواجد أنواع متعددة من الكائنات الحية من على كوكب الأرض.
إضافة إلى ذلك فقد حدثت في الأرض انقراضات جماعية خمس أخرى، والتي تعرف بالانقراضات الصغيرة.

وبحسب بيان صحفي لجامعة ليفربول University of Liverpool فقد تعرضت الأرض لقصف النيازك طوال تاريخها الطويل والبالغ نحو 4.5 مليار سنة، مما أدى إلى توليد الغبار في الغلاف الجوي وتغطية السطح بالحطام، وهو ما يعتبره العلماء سببا رئيسيا لأحداث الانقراضات الجماعية التي شهدتها الأرض، إضافة لأسباب كونية ومناخية أخرى.

وكما جاء في تقرير موقع ساينس ألرت Science Alert فإنه عادة ما تُعزى حالات الانقراض الجماعي هذه إلى تأثير فصول الشتاء، حيث تخمد كميات هائلة من الأرض المتفجرة ضوء الشمس وتجوع النباتات والطحالب ويغرق الكوكب في البرودة.

أما بالنسبة لتأثيرات النيازك في أحداث الانقراض الجماعي فقد كان ذلك يحدث بنسب مختلفة، بل ان بعض النيازك التي ضربت الأرض لم تحدث انقراضا. ولهذا فقد أراد الفريق في هذه الدراسة معرفة سبب تأثير بعض النيازك المؤدي لانقراض جماعي مثل ذلك الذي قتل الديناصورات، بينما كان البعض الآخر أقل فتكا، وهذا ما كان من الأمور التي حيرت العلماء.

يقول الدكتور كريس ستيفنسون من كلية علوم الأرض والمحيط وعلوم البيئة في جامعة ليفربول، المؤلف الرئيسي للدراسة “لعقود من الزمن، كان العلماء في حيرة من أمرهم بشأن تسبب بعض النيازك في انقراضات جماعية، والبعض الآخر، حتى النيازك الكبيرة، لا يفعل ذلك”.

تقييم المحتوى المعدني للغبار عند الاصطدام

وفقا لما جاء في البيان الصحفي من جامعة ليفربول فقد سعى الفريق البحثي من ذوي الخبرات في علم الحفريات وطبقات الكويكبات وعلم المعادن والفيزياء الدقيقة للسحب ونمذجة المناخ، إلى استكشاف ما تسببه بعض النيازك في انقراضات جماعية، منها على سبيل المثال تأثير كويكب تشيكسولوب Chicxulub، الذي قتل الديناصورات، وذلك باستخدام طريقة جديدة تدعى تقييم المحتوى المعدني للغبار المقذوف في الغلاف الجوي عند الاصطدام.

ويوضح الدكتور ستيفنسون “إنه لأمر مدهش عندما نجمع البيانات معا، فقد استمرت الحياة كالمعتاد خلال أكبر اصطدام رابع لنيزك على الأرض والتي أدت إلى حدوث حفرة بقطر يبلغ 48 كم (30 ميلا).

لقد حلل الفريق العلمي لجامعة ليفربول وزملاؤهم من المعهد التكنولوجي والطاقة المتجددة الإسباني، الغبار الناتج من 44 أثر نيزكي على مدى 600 مليون سنة، وذلك من أجل البحث عن تأثيرات النيازك التي ضربت الأرض وتحديدا تأثيرها على المعادن في تربة الأرض وما تخلفه من غبار معدني.

يقول الدكتور ستيفنسون “أن استخدام طريقة تقييم المحتوى المعدني، نظهر أنه في كل مرة يضرب فيها نيزك، كبيرا كان أم صغيرا، صخورا غنية بالفلسبار البوتاسي، يرتبط ذلك بحدث انقراض جماعي، بغض النظر عن حجم النيزك نفسه”.

نتائج التقييم

يعتبر الفلسبار البوتاسي معدن شائع وغير ضار إلى حد ما، وهو يشكل حوالي 60 في المائة من قشرة الأرض، كما أنه شائع ومنتشر في التربة. وعلى عكس المواد الأخرى التي تحطمت في غلافنا الجوي خلال تأثيرات النيازك، مثل المطر الحمضي الذي يسبب الهيدروكربونات، فهو يعمل بمثابة هباء نوى جليدي قوي يؤثر بشدة على ديناميكيات السحب، ما يجعلها تسمح بمرور المزيد من الإشعاع الشمسي. وهذا بدوره يسخن الكوكب ويغير المناخ، ويصبح الغلاف الجوي أيضا أكثر حساسية للاحترار من انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل الانفجارات البركانية الكبيرة.

وقد أوضح الدكتور ستيفنسون أن هذه الدراسة تفتح طريقا جديدا تماما للبحث حول الأسباب التي أدت إلى حدوث الانقراض الجماعي وإلى قتل بعض أشكال الحياة على الأرض، إضافة إلى تأثير النيازك في تغير نظام الهباء الجوي للمناخ. وأضاف ستيفنسون “مع ذلك، تمثل الأنشطة البشرية الحالية آلية مماثلة مع زيادة انبعاثات الهباء الجوي المعدني في الغلاف الجوي”.

المصدر : ساينس ألرت + مواقع إلكترونية + الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى