لا تلغوا أولادكم:
“ثمة طرق عديدة لنساعد الآخرين”
في مطعم ما، اقتربت نادلة من طاولة يجلس عليها رجل وطفل صغير.
كانت هذه النادلة معروفة بخبرتها الكبيرة وشدة ملاحظتها.
فور اقترابها من الطاولة، رأت طفلاً خجولاً بالقرب من رجل في الأربعين من عمره.
التفتت النادلة نحو الطفل الصغير وسألته وهي تبتسم:” ما الذي ترغب بتناوله يا صغيري؟”.
بدت علامات الذهول على الطفل وتردد لهنيهة قبل أن يجيبها بصوت خافت ومتردد:” أريد الهوت دوغ”.
تفاجأ الأب ونظر إلى ابنه بانزعاج:”تعلم جيداً أنك ما زلت صغيراً جداً لتطلب الطعام بمفردك.”
ثم التفت نحو النادلة وراح يقول:”انسي الهوت دوغ، احضري له حساء الخضار، البيض، والبطاطس.”
ولكن النادلة تجاهلت الرجل الكبير وسألت الطفل وهي تبتسم بلطف: “ماذا تريد مع الهوت دوغ؟”
أعطى اصرار النادلة دفعة من الشجاعة للطفل الذي أجابها قائلاً:”الكاتشاب والبطاطس المقلية”.
أكدت النادلة على طلب الطفل بكلمة:”حالاً”. وهي تبتعد عن الطاولة، تركت وراءها أباً قد أصابته الدهشة، وطفلاً يشعر بالفخر من ذاته بعد أن طلب وجبته بنفسه لأول مرة.
“من المستحيل أن نجد الاكتفاء والفرح الدائم دون أن نبحث قليلاً في ما وراء الواقع الموجود أمام أعيننا.”
المغزى من القصة: أدركت النادلة أنه بالإضافة إلى عملها اليومي الذي يقتصر على إطعام وتغذية أجساد الآخرين، كان من واجبها أن تغذي شخصية صبي صغير ما زال في طور نشأته.
نستطيع جميعنا، مثلها تماماً، أن نرتقي إلى ما وراء الظروف المختلفة ونكتشف الواقع المدفون داخل من يحيطنا كي نستطيع مساعدتهم.