تربية

حيرت علماء النفس.. هل يستطيع أولاد الأهل المطلقين أن يحبوا عندما يكبرون؟

كيف يتعامل أولاد الأهل المطلّقين مع الحب؟

عندما تتعلمون في سن مبكرة أن الحب نفسه الذي يخلق السعادة قد يكون أيضاً أكبر مصدر للألم، يصبح من الصعب جداً عليكم أن تحافظوا على توازنكم في العلاقة.

تعلّم أطفال الأهل المطلّقين في سنّ مبكرة جداً أن الحب قادر على تدمير حياتهم.

ويمكن لهذا أن يشوّه فكرتهم عن الحب وقد يصبح من الصعب عليهم أن يحبوا وأن يتلقوا الحب في المستقبل إلا أن ذلك ليس مستحيلاً.

فأطفال الأهل المطلقين يتكيّفون مع الحب بطرق مختلفة، لكن هذا لا يعني أنهم يحبون بنسبة أقل.

يصعب التعامل معهم في الحب، لكن لديهم الكثير من الحب لمنحه

يعرف أطفال الأهل المطلقين أنّ التعامل معهم ليس بالأمر السهل على صعيد الحب.

ويعرفون أنهم بحاجة إلى الكثير من الطمأنة، ويعرفون أنهم يفكرون بطريقة تتجاوز المنطق، ويعرفون أن ذلك يعود إلى مشاكل الثقة لديهم وأنهم غير مسؤولين عن أهلهم. لكنهم يعرفون أيضاً أن لديهم الكثير من الحب لمنحه.

إنهم يريدون التأكد من أن الطرف الآخر سعيد ويبذلون جهوداً كبيرة للتأكد من أنهم لن يفقدوا أي شخص أبداً.

سوف يبذلون الكثير من الجهد لكسر نمط والديهم والتخلص من تأثير الماضي، لكنهم يتوقون إلى التعلم من أخطائهم ليبنوا مستقبلاً أفضل مع شخص يحبونه.

يخشون الخسارة كثيراً

بغض النظر عن مدى سير الأمور بشكل جيد، غالباً ما يتملّك أطفال الأهل المطلقين شعور بأن كل شيء جميل سينتهي في وقت ما. غالباً ما يبكون على خسارة شيء ما قبل أن يخسروه.

ويتصرفون أحياناً بشكل يائس حيال ذلك، محاولين توخي الحذر والتأكد من أنه لن يختفي، من دون أن يدركوا أنهم بهذا يقوّضون العلاقة بأنفسهم

. يحاولون منح شريك حياتهم الكثير من الأشياء في وقت واحد، على أمل أن يظهر لهم بالمقابل مدى حبه لهم وأنه لا يريد أبداً التخلي عنهم أو الرحيل، لكن غالباً ما تجعل هذه الطريقة شريك حياتهم يشعر بأنه يتعرض للكثير من الضغط وبأنه عاجز عن معرفة كيفية تلقي كل هذا الكم من الحب المفرط.

يحتاجون إلى الطمأنة باستمرار لأنهم يتصرفون بشكل عام بدافع الخوف وليس بدافع الثقة.

كما أنهم يتراجعون في بعض الأحيان وينطوون على أنفسهم ويحمون أنفسهم لأنهم أقنعوا ذاتهم بأنهم لا يستطيعون أن يفقدوا شيئاً يُفترض أنه يهمّهم أكثر من أي شيء آخر.

لا يعرفون متى عليهم الرحيل

من الصعب على أطفال الأهل المطلقين رسم خط فاصل بين البدايات والنهايات.

لطالما حاولوا أن يطمئنوا أنفسهم إلى أن والديهم ما زالا يحبان بعضهما البعض بعمق حتى لو حزم أحدهما حقائبه وغادر وقرر عدم العودة نهائياً إلى المنزل.

يعيش هؤلاء الأطفال غالباً على أمل أن يجتمع والداهم مجدداً وأن تنتهي حياتهم المقسّمة بين بيتين.

حين يصبح هؤلاء الأطفال راشدين، لا يعرفون متى عليهم الرحيل. لا يستطيعون اتخاذ قرار انفصال لأنهم يشعرون بأن حياتهم كلها ستتغير مجدداً.

يرغبون باستمرار العلاقة حتى بعد انتهاء صلاحيتها بهدف أن تكون علاقاتهم أنجح من والديهم.

قد يبدون متطلبين أو متسلطين في حين أنّ كل ما يريدونه في الحقيقة هو أن يمنحوا شريك حياتهم نوعاً من الرابط الأزلي غير القابل للكسر على عكس والديهم.

كسر الأنماط

تذكروا جيداً أننا في النهاية لسنا نسخة عن أهلنا. يجب ألا نكون مقيّدين بخياراتهم أو أن نشعر بأثر قراراتهم على بقية حياتنا.

في أي علاقة، ركزوا دائماً على ما تشعرون به واسألوا أنفسكم: هل هذا الشخص يجعلكم تحبون أنفسكم أكثر؟ هل تتمنون أن تكبروا معه؟ يجب أن يكون هذا هو المؤشر لمعرفة ما إذا كان عليكم الاستمرار في هذه العلاقة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى