ما لا تعرفه عن قصة الإمبراطور “قمبيز الثانى” الذى تزوج أختيه وقتل أخيه سراً وحكم مصر وقتل نفسة بالخطأ
كان قمبيز الثانى الإبن الأكبر للإمبراطور قورش العظيم وزوجته كاساندان ولدية شقيق أصغر يدعى سميرديس ذكرت بعض النقوش القديمة أن قمبيز قد قتل شقيقة سميرديس خلال سنوات حكمة الأولى .
يصور لنا المؤرخ اليونانى ” هيرودوت ” قمبيز الثانى على أنه ملك مجنون ارتكب العديد من أعمال التنكيل أثناء إقامته فى مصر بما فى ذلك حرق جثة الفرعون أحمس الثانى و ذبح العجل المقدس فى مدينة أبيس الذى كان يُعبَد إلاهاً فى الديانة المصرية القديمة ، لكن يبدو أن هذا التأريخ مستمد فى معظمة من التقاليد الشفاهية المصرية وبالتالى قد يكون متحيزاً بعض الشئ فى حكمة خاصة أن ” هيرودوت ” كان يحاول من خلال سرده أن يجيش اليونانيين على الإتحاد لمواجهة هذه الإمبراطورية والسطو على ممتلكاتها الضخمة .
بالإضافة إلى ذلك يفسر هيرودوت قتل قمبيز لأخيه سميرديس وزواجة من أختية كعلامات على جنونة كما اتهمه بإرتكاب الكثير من الفظائع فى مصر .
الإمبراطور قمبيز الثانى الذى حقق حلم والدة قورش العظيم
يعرف قورش العظيم بإعتبارة أكبر أباطرة الفرس فى التاريخ تقريباً فهو الإمبراطور الذى قضى على إمبراطورية بابل وامبراطورية ليديا وضم أيضاً أملاك الفينيقيين إلى إمبراطوريته فأصبحت فارس ( الإمبراطورية الإخمينية حينها ) قطب العالم الأكبر فى ذلك الوقت لكن حلمة لم يكتمل فى حياته بأن يضم الدولة المصرية إلى حكمة .
لكن ابنه قمبيز الثانى الذى حكم سنين أقل بكثير من سنين حكم أبيه استطاع أن يغزو مصر ويخضعها لحكمة وسلطانة ، لكن هذا الإنتصار وغيره من الإنتصارات التى حققها قمبيز الثانى فى 8 سنوات فقط قضت على حلم أبيه فى بناء إمبراطورية ضخمة وموحدة يرثها أولادة وأحفادة من بعده .
فى وقت مبكر من عام 539 قبل الميلاد عندما قام قورش بغزو بابل وضمها لحكمه شغل قمبيز منصب ولى العهد ، حيث وصفته الوثائق البابلية بأنة ” ملك بابل ” وكان لقب أبيه قورش ” ملك الأراضى ” ، وعين قمبيز حينها بالفعل ملكاً لبابل استعداداً لخلافة العرش الفارسي .
بدأ عهد قمبيز ملكاً لبابل من خلال مشاركته فى حفل رأس السنة البابلية فى 27 آذار 538 قبل الميلاد ، وكان الدور الأكثر أهمية لحفل رأس السنة البابلية هو نقل الشرعية الإلاهية إلى الملك البشرى الحاكم .
عندما توفى قورش فى شهر ديسمبر عام 530 قبل الميلاد خلفه ابنه ووريثه قمبيز الثانى وكانت السنوات الأولى لحكم قمبيز هادئة نسبياً .
على الرغم من المجاعة التى حدثت فى بابل بين عامى 528 و 526 قبل الميلاد قد تكون أدت إلى شائعات بأن الآلهة لا يوافقون على الملك الجديد .
تذكر بعض النقوش القديمة سلسلة من الأحداث التى عقبت وفاة الملك قورش ومنها أن قمبيز قد قتل شقيقة الأصغر سميرديس خلال السنوات الأولى من حكمة ولم يكن معروف بين الناس وقتها أن سميرديس قد قتل .
حسب رواية المؤرخ اليونانى ” كتسياس ” أن قورش قد عين سميرديس فى منصب ” كساتراب ” وهو حاكم المقاطعة فى الدولة الفارسية القديمة وهو منصب مخصص عادة لولى العهد ، وبما ان قمبيز لم يكن له وريث فقد كان سميرديس هو التالى فى خط الخلافة وربما خشي قمبيز ذلك فقتله سراً .
فى عام 525 قبل الميلاد بعث قمبيز الثانى الى أحمس الثانى فرعون مصر حينها يطلب منه تزويجه ابنته لكن أحمس كره تزويج ابنته لقمبيز فصنع خدعة انكشفت لاحقاً وهى أن أحمس أرسل لقمبيز ابنه الفرعون السابق له ” أبريس ” وعندما اكتشف قمبيز الخدعة قرر غزو مصر .
قمبيز يحقق حلم والده ويضم مصر إلى أراضيه ليكتمل له حكم العالم القديم تماماً ، ففى طريقه إلى مصر تلقى نبأ موت فرعون مصر ” أحمس الثانى ” وتولى مكانه ابنه ” بسماتيك الثالث ” وكان قمبيز على الصعيد الآخر قد عقد إتفاقاً مع ملك جزيرة ساموس أن يمده بأسطول بحرى ضخم .
كانت مصر معروفة فى عهد أحمس الثانى بتقدم كبير واستقرار طوال فترة حكمة ومع ذلك كانت هناك بعض نقاط الضعف التى بدا أنها تشكل خطراً واضحاً فى بنية الدولة وهى أن الجيش المصرى كان مكون بشكل رئيسى فى ذلك الوقت من العديد من المرتزقة الأجانب مما جعلهم موضع شك ، وكانت نتيجة هذا أن أحد قادة الجيش قد انضم إلى صفوف جيش قمبيز وأبلغة بخطط ومواقع الجيش المصرى على الطرق الصحراوية .
سار قمبيز مع جيشة على طول ساحل البحر المتوسط يسانده أسطول فينيقى قوى ، حاول بسماتيك الثالث إيقاف الأسطول الفينيقى فقد كان لدية الأمل أن تكون مصر قادرة على الصمود فى وجه التهديد بالهجوم الفارسي من خلال التحالف مع اليونان لكنهم فضلوا الإنضمام للفرس وبقى بسماتيك الثالث وحيداً دون حلفاء .
وصلت قوات قمبيز إلى مدينة بيلوسيوم وهزمت القوات الفارسية القوات المصرية فى المعركة واستمرت فى حصار ممفيس .
بعد سقوط ممفيس واصل قمبيز مسيرته على طول نهر النيل إلى أن تم السيطرة على مصر بالكامل من قبل قمبيز الثانى ، ثم ذهب بعد ذلك إلى العاصمة المصرية صا الحجر لتتويج نفسه فرعون ثم تولى العرش المصرى وشارك فى الإحتفالات المصرية كما فعل والده عند فتح بابل .
تلقى قمبيز الثانى وهو يحكم مصر أنباء جديدة عن الثورات فى بلاد فارس تشير إلى أن شقيقة سميرديس يطالب بالعرش فجمع قمبيز جيشة وعاد إلى بلادة واعترف لقادته أنه قتل سميرديس الحقيقى سراً منذ سنوات وأن هذا الرجل الذى يدعى أنه سميرديس ويطالب بالعرش ما هو إلا كاذب .
يزعم هيرودوت أن قمبيز قد توفى فى بلده سوريا بعد ان انزلق سيفه واخترق فخذه فى نفس المكان الذى كان قد طعن فيه عجل أبيس المقدس عند المصريين القدماء وهذه عدالة السماء لكن هذه القصة غير موثوقة كما ينحاز الرأى الآخر إلى أنه قد انتحر أو أُغتيل من قبل قادته .