شهدت المملكة العربية السعودية بعض التغييرات والإصلاحات الهائلة، فهي تعمل الآن على تعزيز اقتصادها السياحي والترفيهي بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد متنوع ومنفتح.
وحتى الآن، تم الإعلان عن مشاريع تصل قيمتها إلى تريليون دولار، ولكن لا يبدو أي من هذه المشاريع مجنونًا مثل مشروع The Line “المدينة الخطية” الذي أعلن عنه ولي العهد محمد بن سلمان رسميًا في 10 يناير 2021.
حيث ستكون هذه المدينة جزءًا من مشروع أكبر بقيمة 500 مليار دولار يسمى “نيوم”، والذي من المقرر أن يحول شمال غرب المملكة العربية السعودية إلى دبي التالية.
والآن يكمن السؤال .. ما هي المدينة الخطية؟
إنها في الأساس مدينة تمتد على طول خط طوله 170 كيلومتراً والتي ستكون خالية تماماً من السيارات والشوارع، أي أنها ستكون مدينة صديقة للبيئة.
من ماذا تتكون المدينة الخطية؟
تتكون المدينة من ثلاث طبقات، حيث ستحتوي الطبقة العليا على حدائق وملاعب ومرافق ترفيهية خارجية لتشجيع الناس على الخروج والاستمتاع بالطبيعة، كما لن تكون هناك سيارات على الإطلاق في الطبقة العليا، أي أنها ستكون مخصصة للمشاة بالكامل.
وعلى الرغم من أن هذه الطبقة ستكون قليلة التكلفة، إلا أنها ستلعب دورًا مهمًا في جعل المدينة أكثر ملاءمة للعيش.
أما الطبقة الوسطى، التي تقع تحت الأرض، ستكون مخصصة للخدمات، حيث سيكون هذا هو المكان الذي سيتمكن فيه السكان من الذهاب إلى متاجر مختلفة والعمل وتقديم الخدمات للمقيمين الآخرين أيضًا، كما ستكون هذه المنطقة مخصصة لجميع المدارس والمستشفيات والمباني الحكومية والمكاتب.
في حين ستكون الطبقة السفلية هي “العمود الفقري” للمدينة، حيث ستحتوي على خط مترو أنفاق فائق السرعة بطول 170 كيلومترًا، وسيكون هناك أيضًا مساحة لنظام نقل يعمل بالذكاء الاصطناعي.
وبشكل عام، ستُصمم المدينة الخطية بطريقة تضمن عدم وجود أي شيء على بعد أكثر من 5 دقائق سيرًا على الأقدام لجميع سكان المدينة.
أين سيتم إنشاء مشروع “نيوم”؟
من المقرر إنشاءه في منطقة إستراتيجية للغاية بجوار شبه جزيرة سيناء، وهي نقطة مركزية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.
ما هي التحديات التي قد تقف في وجه نجاح هذا المشروع؟
على الرغم من أن المدينة قد تبدو رائعة جدًا إلا أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه هذا المشروع قبل أن يتحول إلى حقيقة، والتحدي الأكبر هو التكلفة التي تقدر بـ 150 مليار دولار على الأقل، فعلى الرغم من أن الحكومة السعودية لديها الكثير من الأموال، إلا أنها لن تنفق 150 مليار دولار على التجربة، لهذا السبب تراهن الحكومة على إيجاد عدد كافٍ من المستثمرين لتمويل المشروع، ومن الصعب حقًا العثور على مستثمرين لمشروع لم يتم اختباره من قبل.
وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية استأجرت شركات علاقات عامة بملايين الدولارات للترويج لهذا المشروع في جميع أنحاء العالم، إلا أنه لم يلفت انتباه المستثمرين الحقيقيين، وهذا أمر مقلق جداً بالنسبة لمستقبل هذه المدينة، فمن الصعب إقناع الشركات والأفراد باستثمار الأموال في مشروع قد لا يكون ناجحاً.
ولكن من وجهة النظر السعودية، هذا ليس شيئاً يدعو للقلق وذلك لأن مشروع “المدينة الخطية” أو مشروع “نيوم” ككل له هدف أكبر بكثير من جني الأموال، فالغرض منه هو وضع المملكة العربية السعودية على خريطة المستقبل.
ما هي الآراء حول هذا المشروع؟
تباينت ردود الأفعال على الصعيدين الدولي والمحلي، حيث أشادت فئة الشباب في السعودية بالإصلاحات الليبرالية الجديدة، في حين عارض السعوديون الأكبر سناً والأكثر تقليدية، انفتاح المملكة الدينية على هذا النطاق الهائل.
وعلى الصعيد الدولي، يشكك العديد من الخبراء في استخدام المملكة لمشاريع وعوامل جذب مثل هذه “لتبييض” صورتها من انتهاكات حقوق الإنسان، التي لا تزال تمثل مشكلة كبيرة في المملكة العربية السعودية.
ولكن وعلى الرغم من ذلك، فقد أشاد الكثير في المجتمع الدولي بالمملكة العربية السعودية التي منحت مواطنيها المزيد من الحريات الشخصية.