أظهرت دراسة جديدة، أن الشركات التايوانية العاملة في الصين، تنتقل بشكل متزايد إلى جنوب شرق آسيا، أو إلى تايوان، وهو اتجاه يعكس السياسة الخارجية لرئيسة تايوان، تساي إنغ ون، بحسب تقرير نشره موقع «نيكي آسيا»، السبت.
وأوضحت الدراسة أجراها مركز الأبحاث “CSIS” ومقره الولايات المتحدة، وشملت نحو 500 شركة من الشركات التايوانية العاملة في الصين، أن 25.7٪ منها، قد نقلت بالفعل بعض إنتاجها أو مصادرها خارج الصين، كما أن ثلثها يفكر في الإقدام على نفس الخطوة.
ولفتت نتائج الدراسة إلى أن الغالبية العظمى من الشركات التايوانية التي غادرت الصين، وبالتحديد 63.1٪ منها، اتجهت للعمل إلى دول جنوب شرق آسيا، بينما اتجه بعضها إلى نقل أعمالهم إلى تايوان.
ونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لمؤسسة “Taiwan NextGen Foundation«(مؤسسة مقرها العاصمة التايوانية تايبيه)، تشين كوان تينغ، قوله»ليس هناك شك في أن السياسة الجديد بالتوجه إلى الجنوب جاءت في الوقت المناسب، بسبب قضايا النفقات، والثقة بالنسبة لممارسة الأعمال التجارية في الصين”.
وكانت رئيسة تايوان، قد أطلقت في عام 2016 سياستها الخارجية في آسيا، والتي أطلق عليها اسم السياسة الجنوبية الجديدة، في إشارة إلى وصول تايوان إلى جيرانها وشركائها في جنوب آسيا، والتنويع بعيدا عن السوق الصينية، وتعطي تلك السياسة، الأولوية لعلاقات تايوان، الشعبية والتجارية والاستثمارية، مع دول جنوب شرق، وجنوب آسيا وخارجها.
وأضاف تينغ «إن برنامج السياسة الجنوبية الجديدة يعد تحولا استراتيجيا لتايوان، حيث يسعى المستثمرون التايوانيون إلى دعم التنمية الاقتصادية لدول جنوب شرق آسيا».
في حديثها بمنتدى يوشان، الجمعة، أكدت رئيسة تايوان أن الشركات التايوانية زادت استثماراتها في جنوب شرق آسيا بمعدل هائل”، مشيرة إلى أنه في الفترة من يناير إلى يوليو، تجاوز الاستثمار من تايوان في دول جنوب وجنوب شرق آسيا، (18 دولة)، 2.2 مليار دولار، بنسبة 43.9٪ من إجمالي الاستثمار الخارجي لتايوان.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن الشركات التايوانية تشعر بقلق شديد بشأن اعتمادها المفرط على الاقتصاد الصيني، ومخاطر نشوب صراع عسكري، وقال 76.3٪ من الشركات التي شملها الاستطلاع، إن تايوان بحاجة إلى تقليل اعتمادها الاقتصادي على الصين.
وأوضحت نتائج الدراسة أن هناك دعم كبير لتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية، من خلال الترتيبات الإقليمية، والترتيبات الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الحفاظ على التفوق التكنولوجي لتايوان من خلال زيادة الإنفاق على البحث والتطوير وتوسيع القيود المفروضة على نقل التكنولوجيا إلى الصين”.
ولفت التقرير إلى نقطة هامة، وهي أن الشركات التايوانية لا تكتفي فقط بمغادرة الصين، بل أنها تنتقل إلى خارج تايوان أيضا، فمن بين الذين شملهم الاستطلاع، أوضح 13٪ من الشركات التايوانية العاملة في الصين، أنهم نقلوا بالفعل بعض العمليات التجارية خارج تايوان، كما أن 20.8٪ منهم يفكرون في الإقدام على نفس الخطوة، ومن بين الذين سينتقلون لخارج تايوان، قال 67.8٪ إنهم ذاهبون إلى جنوب شرق آسيا.
تم إجراء الاستطلاع في أواخر شهر يوليو الماضي، قبل زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان. وخلص مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن الصين بحاجة إلى وقف أزمة الثقة هذه، وأنه يجب على تايوان إيجاد توازن بين التنويع بعيدا عن الصين، مع الحفاظ على العلاقات الاقتصادية المستمرة التي تعمل لصالح تايوان.
وأضاف مركز الأبحاث الأمريكي أن تايوان بحاجة إلى تقديم دعم إضافي للبحث والتطوير والتعليم والطاقة والعناصر الأخرى التي تسمح للشركات التايوانية بالبقاء قادرة على المنافسة على الساحة الدولية.
اقرأ : تسلا تزاحم الكبار «المحليين والأجانب» في ألمانيا
حددت شركة تسلا هدفاً جديداً لها، وهذه المرة داخل ألمانيا، من خلال مضاعفة مبيعاتها في الفترة المتبقية من عام 2022، ولتحقيق هذا الهدف، ستحتاج الشركة الأمريكية لتخطي شركة تويوتا في عدد السيارات الكهربائية أو الهجينة المُباعة. وبحسب ما ذكره موقع Automobilwoche، فإن تسلا باعت أكثر من 25 ألف سيارة كهربائية بين يناير وأغسطس من العام الجاري، وهو ما يمثل زيادة بنحو 37% على أساس سنوي، ومع ذلك فإن حصتها السوقية في ألمانيا فقط 1.5%، و16.5% في قطاع السيارات التي تعمل بالبطاريات، فيما تبلغ 6% في الولايات المتحدة من السوق الأمريكية ككل، وتستحوذ على 66% من سوق السيارات الكهربائية.
لتحقيق هدفها، ستحتاج تسلا إلى بيع 50 ألف سيارة، وهكذا يصبح من المرجح أن تتجاوز أرقام مبيعات شركة تويوتا، أما إذا نجحت في الوصول لـ80 ألف سيارة كهربائية مُباعة، فإنها ستبدأ في ملامسة الشركات الأجنبية الأخرى ذات الصيت الواسع في ألمانيا، والحديث هنا عن فورد وهيونداي وغيرهما، وحينها ستكون هذه الخطوة بمثابة زيادة بنسبة 150% من إجمالي مبيعات الوحدات في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام
ما قد يساعد تسلا على تحقيق هدفها هو المصنع العملاق الموجود في برلين، الذي قد يطلق سيارات جديدة بأسعار معقولة تؤدي لزيادة الطلب على المدى الطويل.
ولا يزال الهدف طموحاً ولا تزال تسلا علامة تجارية فاخرة في ألمانيا، حيث تبلغ كُلفة الطراز Y نحو 70 ألف يورو مقارنة بمتوسط سعر السيارة البالغ 38 ألف يورو، وفقاً لشركة Statista.
وتعد السوق الألمانية من أصعب الأسواق في العالم بمجال السيارات، حيث إن ألمانيا هي أكبر اقتصاد أوروبي ويوجد لديها شركات صناعة سيارات عملاقة مثل بي إم دبليو وفولكسفاغن ومرسيدس بنز وأودي، لكن تسلا لا تعتبر نفسها شركة صغيرة في ظل نجاحاتها الباهرة حول العالم في سياراتها الكهربائية، وتتطلع للاستفادة القصوى من مصنعها في العاصمة برلين.