أكبر احتياطي عالمي في الأراضي التركية.. كيف يشكل خام “البورون” مستقبل الطاقة بالعالم؟

أكبر احتياطي عالمي في تركيا.. كيف يشكل خام “البورون” مستقبل الطاقة بالعالم؟

تعمل تركيا على تعزيز صادراتها من البورون بشكل كبير، حيث تجد العديد من الشركات العاملة في الصناعات وقطاعات الدفاع والطاقة النظيفة طرقاً مبتكرة لاستخدام “العنصر النادر الحرج”، كما قال الخبراء لـTRT World.

في العام الماضي، صدّرت تركيا، أكبر منتج للبورون في العالم والتي تملك 70 في المئة من حصة سوق البورون العالمية، ما قيمته مليار دولار من المنتجات المشتقة من البورون، بما في ذلك المركبات التي تُستخدم كوقود في الصواريخ أو لصنع دروع لا يمكن اختراقها للدبابات.

يبلغ حجم السوق العالمية المرتبطة بالبورون نحو 50 مليار دولار. “أعتقد أن تركيا لديها القدرة على الحصول على نصفها على الأقل في أقل من 10 سنوات”، كما يقول الدكتور سلجوك أكار، مدير شركة PAVTEC، وهي شركة تركية تطوّر العديد من المنتجات المتقدّمة مثل بورات تريليثيوم، التي تدخل في صناعة البطاريات. وتشارك شركة PAVTEC في ندوة البورون الدولية والتي تُعقد في جامعة إسطنبول التقنية على مدار ثلاثة أيام.

لعقود من الزمان، كانت مركبات البورون ضرورية لإنتاج المنسوجات والصابون والزجاج. ولكن يجري الآن استكشاف تطبيقاتها الواسعة عبر مجموعة واسعة من القطاعات. كما يُلاحظ أكار: “عادة لا ترى البورون في الحياة اليومية، ولكن في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وفي تطبيقات الرعاية الصحية الأخرى، يتوفر الكثير من استخدامات البورون الآن”. ويضيف: “وإذا أضفته إلى العدد الكبير من السيارات التي تُنتَج كلّ عام، يمكنك القول إن أطناناً من البورون عالي الجودة تُنتَج وتُستهلك سنوياً”.

“في السنوات الأخيرة، وجد العلماء تطبيقات جديدة للبورون”، والتي يقول نصوح أريك من وكالة الأبحاث التركية للطاقة النووية والمعدنية عنها “إنّ لها خصائص فريدة مختلفة”.

دعم الطاقة النظيفة

مع احتلال أزمة المناخ صدارة جدول الأعمال العالمي المشترك، يأمل العلماء في أن يساهم الهيدروجين الأخضر الذي يجري الحصول عليه من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح في تقليل استخدام الوقود الأحفوري في المستقبل.

ولكن صناعة الهيدروجين لا تزال تكافح لإيجاد طرق فعالة واقتصادية لتخزين ونقل العنصر. هنا ووفقاً للعلماء، يمكن للمادة المصنوعة من البورون أن تقدّم حلاً.

يقول الدكتور تاكاهيرو كوندو من جامعة تسوكوبا في اليابان: “يمكن استخدام مادتنا التي أُنشئت حديثاً والتي تُسمّى بوريد الهيدروجين كمادة لتخزين الهيدروجين، يمكنك تخزين الهيدروجين باستخدام هذه المادة بكفاءة عالية جداً”.

ويشير الدكتور كوندو إلى أن فريقه “يتعاون مع شركات السيارات الكبرى في اليابان” لمحاولة التحقق من خصائص بورميد الهيدروجين خلال العامين المقبلين.

تحاول تركيا، التي بدأت إنتاج مسحوق البورميد الأساسي، الارتقاء تدريجياً في سلسلة القيمة بمركبات البورميد الأكثر تعقيداً.

أحد التطبيقات التي يُنظر إليها على أنها ذات إمكانيات هائلة هو استخدام مركّب البورميد لإنتاج الكهرباء عبر خاصية تفاعل الإدماج.

تعتمد محطات الطاقة النووية التقليدية على تفاعلات الانشطار لإنتاج الحرارة. إلى جانب كونها مكلفة، تولد العملية الكثير من المواد المشعة وتتطلب توربينات لإنتاج الكهرباء.

تُجري شركة أسترالية، تُعرّف باسم HB11، تجربة بالليزر لإنتاج تفاعل إدماجي يمدّ الشبكة بالطاقة مباشرة.

ويوضح جان كيرشوف، المدير المالي لشركة HB11 Energy: “هدف الشركة هو إيجاد مسار تجاري لتوليد طاقة الإدماج من تفاعل يحتوي على الهيدروجين العادي وبورون 11”.

“الأمر كلّه يتعلق بالحجم. بالطبع لكلّ طلقة ليزر واحدة، نستخدم ملليغرام من هذا الوقود، لكن تخيل أنك إذا شغلت العالم كلّه، فسترتفع الكميات فوراً”.

كما يؤكد الدكتور كوندو أن “البورون مادة أساسية ودور تركيا مهم جداً”. وعلى الرغم من أن تركيا ستستفيد بشكل كبير إذا اعتُمدت تقنية إدماج بورميد الهيدروجين على نطاق واسع، فإن الكوكب بأسره سيستفيد كذلك، كما يقول كيرشوف، موضحاً أنه “يمكننا تزويد العالم بالطاقة لآلاف السنين باحتياطيات البورون في تركيا”.

TRT عربي

Exit mobile version