الكلب البري الأفريقي: حقائق ومعلومات
إنَّها ليست من “الأنواع الخمسة الكبار في أفريقيا”، لكنَّ رؤية الكلاب البرية الأفريقية هي مشاهد مذهلة لرحلة سفاري أفريقية، فالألوان المسكية والآذان الكبيرة التي تشبه الخفافيش والذيول الكثيفة هي شيء، والصداقة الحميمة والطبيعة الاجتماعية بينها شيء آخر.
مع بقاء نحو 5000 أو نحو ذلك من الكلاب البالغة في البرية، يصبح الكلب البري معرضاً للخطر، ونادراً ما يُشاهد، فقد انخفضت الأرقام انخفاضاً جذرياً بسبب فقدان الموائل والصيد الجائر والتهديدات من الحيوانات المفترسة الأخرى، وفي هذا المقال بعض المعلومات والحقائق عن الكلاب البرية الأفريقية وما يجعلها نوعاً فريداً من نوعه، فتابعوا معنا.
حقائق سريعة عن الكلب البري الأفريقي:
الاسم: الكلب البري الأفريقي.
الاسم العلمي: (Lycaon pictus).
الأسماء الشائعة: كلب صيد، السِّمعُ، الكلب البري، كلب الضبع، كلب الصيد الملون، الذئب الملون، الذئب المزخرف.
حالة الحفظ: مهدد بالانقراض.
النوع: الثدييات.
الغذاء: آكل لحوم.
الموطن: أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
متوسط العمر الافتراضي: نحو 11 عاماً.
من هو الكلب البري الأفريقي؟
الكلب البري الأفريقي هو حيوان مفترس شرس يوجد في الأراضي العشبية والغابات الكثيفة والصحارى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والاسم اللاتيني له هو (Lycaon pictus) ويعني “الذئب الملون” إشارةً مباشرةً إلى لون الكراميل المرقش والفراء البني.
نظراً لأنَّ الكلب البري ينتمي إلى جنس (Lycaon) “السِّمعُ: نوع من صنف الكلبيات”، فهو أقرب إلى الذئاب من الكلاب، إضافة إلى ذلك فإنَّ تطورهم النشوئي للسلوك يجعلهم “ذئاباً”، ومن المضحك أنَّ الذئاب الملونة غالباً ما يتم الخلط بينها وبين الضباع.
تعيش الكلاب البرية الأفريقية في مجموعات، وهي اجتماعية للغاية ومعروفة بمساعدة القطيع عندما تكون ضعيفةً أو مريضةً، وينطبق الشيء نفسه على الصيد؛ إذ يعمل ما يصل إلى 20 كلباً معاً لإسقاط فرائسهم، فالكلاب البرية الأفريقية أيقونة خالصة في الحركة والتنسيق عند الصيد.
هي أكثر الحيوانات المفترسة فاعليةً في أفريقيا – 80% من صيدها ينتهي بنجاحٍ مقارنةً بالأسود بنسبة 30% – ففي دراسة نُشرت في (Proceedings of the Royal Society B) وجد الباحثون أنَّ الكلاب البرية تعطس للتصويت على الصيد وقرارات المجموعة.
بخلاف معظم أنواع الكلاب، فإنَّ الكلاب البرية ليست حيواناتٍ تسيطر على مقاطعات؛ إذ تظهر علامات البول العرضية في الذكور والإناث في مجموعات ألفا، ولكنَّها لا تتعلق بهذه العلامات، وهي تتنقل دائماً وتوجد في السافانا والأراضي العشبية والأراضي الحراجية المفتوحة عبر السهول الأفريقية، ويشمل موطنها أيضاً المناطق شبه الصحراوية والجبلية في جنوب وشرق أفريقيا
بعض الأماكن لمشاهدة الكلاب البرية الأفريقية:
لايكيبيا، كينيا؛ وادي لوانغوا، زامبيا؛ حديقة كروجر الوطنية جنوب إفريقيا، حديقة هوانج الوطنية، زيمبابوي، دلتا أوكافانغو، بوتسوانا، سهول ليوا، زامبيا ومحمية ماديكوي جايم جنوب أفريقيا.
تزاوج الكلاب البرية الأفريقية مع الكلاب المحلية:
على الرغم من أنَّها أعضاء في عائلة الكلبيات، فإنَّ الكلاب البرية الأفريقية ليست كلاباً ولا ذئاباً، وبدلاً من ذلك هي نوع متميز في سلالة تطورية فريدة من نوعها، فالكلاب البرية ليست من جنس الكلب الذي ينتمي إليه الكلب الداجن، ومن ثمَّ لا يمكنها التزاوج أو التكاثر مع الكلاب المحلية أو أي عضو آخر من أعضاء جنس الكلب.
اختلاف الكلاب البرية الأفريقية عن غيرها من الكلاب:
معظم الكلاب لديها “مخلب أثاري” ويُعرف أيضاً باسم إصبع القدم “الإبهام” الخامس على كل قدم، بينما يفتقر إليه الكلب البري الأفريقي، فلديه أربعة أصابع فقط، كما تمتلك الكلاب البرية الأفريقية 40 سناً فقط، في حين أنَّ الكلاب الأخرى لديها 42 سناً، والضواحك متكيفة بشكل خاص ومختلفة عن أعضاء الكلاب الأخرى، لتمكين التمزيق السريع للجثة، وغالباً عندما تكون الفريسة على قيد الحياة، وإنَّ فروها المميز إلى جانب آذانها الكبيرة هي ميزة فريدة أخرى.
مدة بقاء الكلاب البرية الأفريقية مع أمهاتها:
تلد إناث ألفا الحامل صغاراً بعد فترة حمل تقارب شهرين ونصف، وعادةً ما تولد الجراء “متوسط عدد الجراء التي تلدها هي 9 جراء” داخل الوكر، وتتم رعاية الجراء حصرياً من قِبل الأم خلال الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة الأولى من الحياة.
بحلول 4-5 أسابيع، تبدأ بتناول الطعام الصلب وتبدأ بالفطام في وقت مبكر يصل إلى 5 أو 6 أسابيع، وفي الأسبوع السابع تبدأ الجراء بتناول الطعام المُتقيأ، ونحو 10-12 أسبوعاً تغادر منطقة الوكر وتضع علامةً مع القطيع في أثناء الصيد.
تكاثر الكلاب البرية الأفريقية:
الكلاب البرية الأفريقية هي أحادية الزواج وهي مربية متعاونة تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 12 إلى 18 شهراً، على الرغم من أنَّها عادةً لا تتزاوج إلا بعد ذلك بكثير؛ إذ تحتوي كل مجموعة من الكلاب البرية الأفريقية على زوج تربية مهيمن يسمى زوج (Alpha) مع الإناث التابعة للمساعدة على رعاية الجراء وإرضاعها، فإذا كان لدى أيَّة أنثى أخرى صغار، فإنَّ أنثى ألفا إما تقبل بهم بين جرائها أو تقتلهم.
مثل الكلاب الأخرى، الكلاب البرية الأفريقية أحادية الشبق، ومن المثير للاهتمام أنَّ الكلاب البرية هي الكلاب الوحيدة التي لا تتحمل “ربطة التزاوج”؛ إذ يلتزم الزوج المتكاثر بعد التزاوج من أجل زيادة فرص الإخصاب.
هي عموماً متكاثرات موسمية؛ إذ يعتمد موسم التكاثر على الموقع الجغرافي، على سبيل المثال، في جنوب أفريقيا تولد الجراء في الغالب في أواخر شهر أيار/ مايو إلى أوائل شهر حزيران/ يونيو، ويستغرق الحمل ما يقرب من 70 إلى 73 يوماً، ويولد الجراء في وكر، وعادةً هذا الوكر يكون محفوراً من قِبل الخنازير أو الضباع.
يمكن أن تختلف أعداد الجراء في البطن الواحد من 2 إلى 20 جرواً، وخلال الأسابيع 3-4 الأولى من الإنجاب تتغذى الأمهات عادةً عن طريق التغذي على الطعام المتقيأ من قِبل أفراد القطيع، وفي نحو 6 أشهر سيكون الجراء أكبر سناً بما يكفي للانضمام إلى أمهاتهم وجماعاتهم في الصيد.
عدد مرات ولادة الكلاب البرية الأفريقية:
يمكن للإناث ألفا أن تلد كل 11 إلى 12 شهراً، ومع ذلك يلاحظ أنَّ نافذة الإنجاب تتأثر بالفترة الضوئية (طول النهار) ودرجة الحرارة وحالة الجسم والوارد الغذائي، خاصةً في الحيوانات التي تعيش في المناطق الشمالية من القارة، وفي الواقع يمكن أن يكون الوقت بين الولادات أقصر من 6 أشهر إذا مات جميع الجراء السابقين.
عدد الجراء الذين تمتلكهم الكلاب البرية الأفريقية:
يختلف عدد المواليد لكن في المتوسط هناك 10-11 جرواً، وقد تشمل بعض البطون ما يصل إلى 22 جرواً، وكانت أكبر مجموعة من الكلاب البرية التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن في “بوتسوانا” تتكون من 27 جرواً مع ثلاث أمهات مرضعات.
وفقاً للباحثين، فإنَّ عدد الجراء في البطن الواحد هو المحرك الأكثر تأثيراً لحركات الجماعات ونطاقات الموطن، وكقاعدة عامة كلما زاد عدد الجراء في البطن الواحد كانت المسافات اليومية المقطوعة أقصر ونطاقات المنزل أصغر.
حجم الكلاب البرية الأفريقية عند ولادتها:
عند مقارنته بأعضاء جنس الكلب الآخر فإنَّ الكلب البري الأفريقي نحيف وطويل وأكبر حجماً؛ إذ تزن الجراء نحو 8 إلى 10 أونصات عندما تولد وبطول نحو 5-6 بوصات.
تزن الكلاب البرية المزروعة بالكامل ما بين 44 إلى 55 رطلاً في شرق أفريقيا و54 إلى 72 رطلاً في جنوب أفريقيا، كما يبلغ طول الكلاب البرية نحو 25-30 بوصةً، ويبلغ طول جسمها 28-45 بوصةً وذيلها 11-18 بوصةً، وإناث الكلاب البرية أصغر قليلاً من الذكور.
أسماء خاصة لجراء الكلاب البرية الأفريقية:
صغار الكلاب البرية تسمى الجراء، ومصطلح “شبل” مقبول أيضاً، وعادةً ما يكون في البطن الواحد عشرة إلى اثني عشر جرواً، وغالباً ما يطلق عليهم رفقاء البطن.
مدى سرعة ركض الكلاب البرية الأفريقية:
الكلاب البرية الأفريقية معروفة بقدرة تحمل لا تُصدَّق، ويمكن أن تصل سرعتها القصوى إلى 68-72 كم/ ساعة، ومع الجسم الانسيابي والأرجل الطويلة القوية تصطاد في مجموعات بمطاردة متوسطة تستغرق نحو 2 كم، وعندما تنهار الفريسة تبدأ على الفور بالتغذي عليها حتى قبل أن يموت الحيوان بسبب النزف.
بعض الحقائق المثيرة للاهتمام
تقوم الكلاب البرية الأفريقية بإصدار أصوات صرير وزقزقة وتغريد وأصوات تشبه الجرس للتواصل مع أعضاء المجموعة، كما تقوم بإجراء نداءات صاخبة في أثناء تحديد أعضاء المجموعة، وخاصةً في أثناء عمليات الصيد، كما أنَّها قد تعطي صوتاً قصيراً عند مواجهتها من قِبل مفترسين أو بشر آخرين، ومع ذلك فهي لا تنبح أو تعوي مثل الذئاب أو الكلاب الأليفة.
كلاب الصيد الأفريقية غير إقليمية، ومن ثمَّ فهي تفتقر إلى نطاقات ومقاطعات حصرية، كما يمكن أن تختلف مساحات منازلها في الحجم، وعادةً ما تتراوح بين 200 إلى 2000 كيلومتر مربع.
لا يوجد كلبان ملونان لهما نفس العلامات، وهذا يجعل من السهل التعرف إليهما وهي فريدة من نوعها مثل البشر؛ إذ تفتقر الجراء حديثة الولادة إلى اللون الأسمر ولكنَّ علاماتها البيضاء واضحة ولا تتغير مع نموها.
في الماضي كانت الكلاب البرية تُعَدُّ آفةً وتم إطلاق النار عليها بأعداد كبيرة في دول مثل زيمبابوي، ومع مرور الوقت تغيرت هذه العقلية ويتم الآن تقييم هذه الحيوانات وحمايتها لتميزها وحالتها المهددة بالانقراض.
الكلاب الملونة من الحيوانات آكلة اللحوم؛ إنَّها تفترس في المقام الأول الثدييات مثل الخنازير والعديد من أنواع الظباء وخاصةً نوع نيالا، كما تأكل القوارض والسحالي والطيور والحشرات.
لا تجلب الكلاب البرية العمود الفقري وقطع اللحم للجراء في الوكر، وبدلاً من ذلك تقوم بتجريف اللحوم وتجريدها من أجل الجراء، وهذا لمنع الرائحة من التراكم من العظام القديمة التي قد تجذب الحيوانات المفترسة الأخرى مثل الأسد أو الضباع إلى منطقة العرين.
في الختام:
لقد تعرفنا معاً إلى الكلب البري الأفريقي وبعض الحقائق المثيرة للاهتمام حوله، من حجمه وغذائه وطرائق عيشه وتكاثره وسرعته وطرائق صيده وغيرها.
اقرأ : 21 حقيقة عن القطب الشمالي قد تثير دهشتك
الحقيقة التي أدهشتنا منذ أيام طفولتنا هي أنَّ القطب الشمالي مكان سحري؛ حيث يعيش بابا نويل، لكنَّ الواقع ليس كذلك، فالقطب الشمالي هو مكان في وسط المحيط المتجمد الشمالي مغطى دائماً تقريباً بجليد البحر المتنقل، والحقائق التي توصلنا إلى معرفتها عن القطب الشمالي أو الجزء الشمالي من كوكبنا مذهلة، فإليك 21 حقيقةً لا تصدق عن القطب الشمالي من أجلك.
الحقيقة 1: أي قطب شمالي تبحث عنه؟
من الناحية الفنية، توجد نقطتان معروفتان بالقطب الشمالي الحقيقي؛ الأولى هي القطب الشمالي المغناطيسي الذي يتغير كل يوم حسب ما يحدث تحت القشرة الأرضية، والثانية هي النقطة الثابتة التي تحدد قمة الأرض؛ القطب الشمالي للأرض.
يقع كلا الموقعين في المحيط المتجمد الشمالي، وتوجد أيضاً واحدة ثالثة يطلق عليها القطب الشمالي المغنطيأرضي (المغناطيسي الأرضي)، فطوال القرن الماضي هاجر هذا القطب الشمالي المغنطيسي الأرضي من “غرينلاند” إلى “كندا”.
الحقيقة 2: الأقمار الصناعية التي تدور حول القطب
(NOAA-20) و(Suomi NPP) هذان القمران الصناعيان في كوكبة نظام الأقمار الصناعية القطبية المشتركة يدوران حول الأرض من القطب إلى القطب 14 مرة في اليوم؛ إذ يدور الكوكب حول محوره، وتجمع الأقمار الصناعية (Suomi NPP) و(NOAA-20) معلوماتٍ قيمةً عن المحيط والغلاف الجوي في أثناء التحليق فوق القطب الشمالي.
الحقيقة 3: لا توجد أرض
ليس للقطب الشمالي أرض ثابتة؛ إنَّه طبقة سميكة من الجليد المتحرك باستمرار ويطفو فوق المحيط المتجمد الشمالي الذي يزيد عمقه عن 4000 متر، ووفقاً لـ (National Geographic) يبلغ سمك الجليد نحو 2 أو 3 أمتار، ويبلغ ارتفاعه نحو قدم فوق مستوى سطح البحر.
الحقيقة 4: متوسط درجات الحرارة ليست باردةً كما تعتقد
يبلغ متوسط درجات الحرارة حول القطب الشمالي نحو -30 درجةً مئوية خلال فصل الشتاء، بينما في موسم الأعياد، قد تنخفض إلى نحو -40 درجةً مئوية، وتميل درجات الحرارة في الصيف إلى بلوغ متوسط -1.7 درجةً مئويةً.
الحقيقة 5: القطب الشمالي ليس المكان الأكثر برودة
القطب الشمالي ليس الأبرد، إنَّه ثاني أبرد منطقة في العالم؛ إذ يأتي بعد القطب الجنوبي الواقع في “أنتاركتيكا”؛ إذ يمكن أن تصل درجة الحرارة في القطب الشمالي إلى 32 درجة فهرنهايت (أو صفر درجة مئوية) و34 درجة تحت الصفر في المتوسط في الشتاء.
مع ذلك فإنَّ متوسط درجة حرارة القطب الجنوبي تقشعر لها الأبدان -76 درجة فهرنهايت؛ أي -60 درجةً مئويةً، ويقع القطب الشمالي على ارتفاع قدم فقط فوق مستوى سطح البحر، ويمتص الحرارة من المحيط المتجمد الشمالي، بينما يقع القطب الجنوبي على ارتفاع 9000 قدم فوق مستوى سطح البحر.
الحقيقة 6: في غضون عام تشرق الشمس وتغرب مرة واحدة فقط
يحدث الشروق الوحيد للشمس وغروبها مرةً واحدةً فقط في القطب الشمالي بسبب ميل محور الأرض؛ إذ تظل الشمس فوق الأفق بشكل مستمر في الصيف خلال الاعتدال الربيعي لشهر آذار/ مارس وتحت الأفق في الشتاء خلال الاعتدال الخريفي لشهر أيلول/ سبتمبر.
الحقيقة 7: الظلام التام لستة أشهر
تكون الأرض على محور مائل عندما تدور حول الشمس، وتكون دائماً تحت الأفق في الشتاء، لذلك من أوائل شهر تشرين الأول/ أكتوبر إلى أوائل شهر آذار/ مارس يكون الشتاء في القطب الشمالي مظلماً دائماً.
الحقيقة 8: مضاء بالكامل للأشهر الستة الأخرى
من أوائل شهر نيسان/ أبريل إلى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر تكون الشمس دائماً فوق الأفق خلال أشهر الصيف، وخلال هذه الفترة، يكون للقطب الشمالي 24 ساعةً من ضوء النهار وصيف مشمس دائماً.
الحقيقة 9: هو ليس جزءاً من أيَّة أمة
لا يمكن لدولة واحدة المطالبة بمنطقة القطب الشمالي، فعلى مر السنين حاولت العديد من الدول أن تطالب بأخذه؛ إذ تقع “كندا” و”الدنمارك” على حدود القطب الشمالي، وفي عام 2007 في رحلة استكشافية تسمى (Arktika) استخدمت “روسيا” غواصةً صغيرةً لزرع علم روسي من التيتانيوم في قاع البحر تحتها، وفي وقت لاحق رفضت الأمم المتحدة هذه المحاولة للمطالبة بأخذها بالقطب.
يُعَدُّ القطب الشمالي جزءاً من المياه الدولية؛ إذ يُسمح لدول مثل “كندا” و”الدنمارك” (عبر غرينلاند) و”روسيا” و”الولايات المتحدة” (عبر ألاسكا) باستكشاف احتياطيات النفط المخفية والموارد الطبيعية الأخرى حتى 200 ميل بحري من سواحله، ومع ذلك خارج تلك الأميال لديهم حقوق محدودة.
الحقيقة 10: منجم ذهب غير مستغل
من المثير للدهشة أنَّ ما يقرب من 22% من الغاز الطبيعي والنفط غير المستغل في العالم محاصر تحت الجليد وفقاً لدراسة أُجريت عام 2008 من قِبل المسوحات الجيولوجية الأمريكية، وأصبحت الاستفادة من هذه الموارد ممكنةً هذه الأيام بسبب ذوبان الجليد، وستكون هناك حرب باردة جديدة مرتبطة بمنجم الذهب هذا.
الحقيقة 11: من يعيش هناك؟
يمكن عَدُّ الظروف قاسيةً للغاية بالنسبة إلى معظم البشر في القطب الشمالي بسبب الجليد المتحرك والظروف الجوية القاسية؛ إذ تعيش قبائل الإنويت الأصلية في شمال “كندا” و”ألاسكا”، لكن توجد كائنات بحرية نابضة بالحياة أدناه، بما في ذلك حيتان الأوركاس والحوت الأحدب والحيتان البيضاء وسمك القد في القطب الشمالي، والعديد من أنواع الأسماك وأنواعٌ مختلفة من الروبيان والقشريات الصغيرة وشقائق النعمان البحرية، وتُعَدُّ المناطق الخارجية للدائرة القطبية الشمالية مثاليةً لرؤية الدببة القطبية في البرية تبحث عن الطعام وكذلك الثعلب القطبي الشمالي وحيوان الرنة.
الحقيقة 12: لا يوجد طيور البطريق
حيوان واحد لن تجده في القطب الشمالي وهو البطريق؛ وذلك لأنَّه يعيش في القطب الجنوبي، والسبب هو الجليد المنجرف الذي لا يمكن التنبؤ به، ومع ذلك يمكن رؤية أنواع عدة من الطيور الشبيهة بالبطريق الطائر تسمى (auks) و(Guillemets) و(puffins) في الدائرة القطبية الشمالية.
الحقيقة 13: الحوت المرقط
الحوت المرقط هو حوت صغير يعيش في المياه حول الدائرة القطبية الشمالية، وينمو ناب كل من هذه الحيتان بين ستة وعشرة أقدام، وهذا هو السبب في أنَّ لقبه هو “وحيد قرن البحر”، وفي القرن السادس عشر كان يُعتقد أنَّ قرونه تحتوي على قوى علاجية سحرية، وقد دفعت الملكة “إليزابيث” 10000 جنيه ليأتوها بواحد.
الحقيقة 14: من الصعب دراسة المنطقة
يسافر العلماء إلى القطب الشمالي لدراسة المنطقة، لكن من الصعب عليهم إنشاء محطة دائمة هناك نتيجة تحرك وتكسر الجليد وذوبانه الدائم، ومع ذلك فقد أقاموا محطاتٍ مؤقتةً في المنطقة التي تنجرف مع الجليد العائم أو تسافر بواسطة سفن الأبحاث، وتقوم هذه المحطات بمراقبة درجات الحرارة والغطاء الجليدي والتيارات وأحوال الطقس والحياة البحرية وأعماق البحار، لكن مرةً أخرى لا توجد محطات دائمة حتى اليوم.
الحقيقة 15: أول رحلة استكشافية تم التحقق منها كانت في عام 1909
في عام 1909 ادعى مواطن أمريكي اسمه “روبرت بيري” برفقة أربعة أسكيمو أنَّه أول من وصل إلى القطب الشمالي، ولم يُثبَت ادعائه حتى أجرت “ناشيونال جيوغرافيك” دراساتٍ مستفيضةً لصور “بيري”، واختتمت وجوده على بعد 5 أميال من القطب الشمالي، وقد أيَّد المستكشف البريطاني “توم أفيري” ادعاء “بيري” بعد وصوله إلى القطب الشمالي، ونجح في اتباع طريق “بيري” باستخدام الزلاجات التي تقودها كلاب الهاسكي.
القطب المتجمد الشمالي
الحقيقة 16: هناك ماراثون القطب الشمالي
منذ عام 2002 يشارك الناس في جميع أنحاء العالم في أروع ماراثون في العالم على لوح جليدي عائم عملاق للتنافس في سباق الماراثون البالغ طوله 26.2 ميلاً، فالجليد في هذا الجزء قوي بما يكفي ليحمل وزن الإنسان بوصفه منافساً، وقد أكمل أكثر من 500 شخص المسابقة حتى الآن.
الحقيقة 17: النجمة تحدد موقعه
يضيء النجم الشمالي بشكل بارز على ارتفاع 434 سنةً ضوئيةً فوق القطب الشمالي، فقد جعل الموقع الثابت للنجم منه علامةً ملاحيةً أساسيةً لقرون عدة.
الحقيقة 18: الجليد في القطب الشمالي آخذ في الانكماش
القطب الشمالي هو كل الجليد الذي يطفو فوق المحيط المتجمد الشمالي، لكن طوال العقود الأربعة الماضية لاحظ العلماء انخفاضاً حاداً في كمية وسمك الجليد البحري في القطب الشمالي بسبب الاحتباس الحراري، فلن يساهم ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الشمالي في ارتفاع مستوى سطح البحر، ولكنَّه قد يؤثر في أنماط الطقس القياسية والمناخ العالمي وفقاً لمؤسسة المحيطات الوطنية.
يعكس الجليد البحري ضوء الشمس والحرارة إلى الغلاف الجوي مثل المرآة، فإذا تقلص الجليد البحري أو اختفى فسوف يمتص المحيط المزيد من الطاقة الشمسية، وبطبيعة الحال سترتفع درجات الحرارة في القطب الشمالي أكثر بسبب الحرارة الإضافية في البحر.
الحقيقة 19: أول غواصة تبحر أسفل القطب الشمالي
أصبحت الغواصة الذرية الأمريكية “نوتيلوس” أول غواصة تبحر تحت القطب الشمالي في عام 1958، وقامت بقياس عمق البحر في القطب الشمالي عند 4087 متراً، وأكملت (Arktika) كاسحة الجليد السوفييتية التي تعمل بالطاقة النووية أول رحلة لسفينة سطحية إلى القطب الشمالي في عام 1977.
الحقيقة 20: قرية بابا نويل
توجد قرية بابا نويل واحدة فقط تقع داخل الدائرة القطبية الشمالية؛ إذ تقع على بعد أميال قليلة شمال “روفانيمي”؛ وهي مدينة تقع في منطقة “لابلاند” الباردة في “فنلندا”، وتعبر الخط الحدودي لدائرة القطب الشمالي عبر المنتزه مباشرةً؛ بل وقد رُسِمَت بخط أبيض لإعلام الضيوف بموقعهم فيما يتعلق بالدائرة، وبخلاف المطاعم وأماكن الجذب الأخرى المتعلقة ببابا نويل وعيد الميلاد، يمكنهم إرسال بطاقات بريدية مختومة بختم بريد بابا نويل الخاص.
الحقيقة 21: يمكنك الذهاب إلى القطب الشمالي لقضاء عطلة
على الرغم من أنَّه ليس وجهةً اقتصاديةً تماماً، إلا أنَّ (Quark Expeditions) تقدم مجموعةً متنوعةً من الرحلات الاستكشافية للسياح العاديين لكن الجريئين، مثل مستكشف (Spitsbergen)، وهي رحلة بحرية لمدة 11 يوماً حول الجزيرة النرويجية، و(Ultimate Arctic Adventure) التي تبحر من “روسيا” إلى بقعة تقع 90 درجةً شمالاً تمثل القطب الشمالي، فقم بزيارة (Franz Josef Land) وهي تتحرك حول المحيط المتجمد الشمالي.
جنباً إلى جنب مع الأدلة المخصصة، يمكنك مشاهدة الدببة القطبية وصيد حصان البحر في بيئته الطبيعية من شهر حزيران/ يونيو إلى منتصف شهر تموز/ يوليو، والزهور والنباتات القطبية الأخرى تزدهر من منتصف شهر تموز/ يوليو إلى منتصف شهر آب/ أغسطس، أو يمكنك الذهاب من منتصف شهر آب/ أغسطس حتى شهر أيلول/ سبتمبر؛ إذ تبدأ الطيور بالهجرة إلى الجنوب.
في الختام:
أرضنا مليئةٌ بالغرائب والعجائب، وما زال هناك الكثير لنكتشفه، فما الذي ينتظرنا في المستقبل؟ كنا معكم في هذا المقال وتعرفنا معاً إلى أروع الحقائق عن القطب الشمالي، على أمل تحقيقه للفائدة المرجوة منه.
مواقع عربية