حول العالم

عقارب سامة تصطاد البشر.. لماذا يهاجم هذا النوع من العقارب القرى الصحراوية العربية

تنتشر العقارب في الجنوب الليبي في هذا الوقت من كل عام، أسراب الحشرة القاتلة لا تتردد في حصد الأرواح.

المواطنون في رقعة واسعة من الجنوب الغربي في ليبيا يشتكون بشكل يومي من انتشار العقارب السامة، وسط انعدام تام للأمصال المضادة والمبيدات الحشرية التي تقلل من خطر انتشار هذا المخلوق الضار.

صائد العقارب الجزائري.. مهنة بطعم “السم”

وفي مدينتي سبها وبراك الشاطي لم يختلف الحال كثيرا، حيث سجلت المراكز الطبية فيها حالات وفاة متكررة وحالات أخرى مستعصية جلهم من الأطفال.

حليمة الماهري الناطقة الرسمية باسم مركز سبها الطبي، قالت إن الحالات المصابة بلسعة العقارب في تزايد من شهر يونيو/حزيران الماضي.

وأضافت الماهري في تصريح خاص لـ”العين الإخبارية” أن أغلب الحالات التي تصل إلى المركز من الأطفال، وهم من خارج الحدود الإدارية لمدينة سبها من مناطق وادي الحياة ووادي عتبة جنوب غربي المدينة بقرابة 200 كيلومتر.

وأكدت الماهري أن حالات الوفاة نتيجة لدغة العقرب تجاوز 10 حالات في مدينة سبها فقط، مختتمة بأن الإمداد الطبي تمكن من تزويد المركز بأمصال العقارب وأنها متوافرة في أغلب الأوقات.

وتعد العقارب من المخلوقات المستوطنة في جل المناطق في ليبيا، وفي وقت سابق تعاقدت الدولة الليبية مع شركة معروفة أجرت أبحاثا على العقارب في ليبيا وأنتجت على أثرها أمصالا مضادة ذات فعالية لإنقاذ حياة من يتعرض للدغة العقرب.

ولم تكتف أسراب العقارب بمهاجمة القرى الصحراوية بل امتدت غربا تجاه بلدة أبوقدقود الواقعة ٦٠ كيلومترا غربي براك الشاطي، حيث سجل مستشفى برقن ٩ حالات متتالية خلال الأسبوع المنصرم.

يقول إبراهيم الهمالي ممرض سابق وأحد مواطني المنطقة، إن العقارب في المنطقة لا تعترض المارين على الطرقات أو في المسارات والطرق الزراعية، بل أصبحنا نجدها حتى في أسرة أطفالنا.

وأضاف لـ”العين الإخبارية” أن المجلس البلدي رفقة مكتب الإصحاح البيئي لم يحركوا ساكنا رغم تزويدهم بالسيارات المخصصة برش المبيدات وبعض المستلزمات التي قد تخفف خطرها.

وأشار إلى أن “عقرب السبط” هي الأخطر ونسبة النجاة منها من سن ١٠ وأقل تكاد تكون معدومة لعدم قدرة الأمصال على إيقاف وطرد سمها من الجسد.

أما الخبيرة في مجال البيئة سليمة محمد فإنها ترى أن أفضل الطرق لمجابهة خطر العقارب هيا رش مبيدات غير سامة في مداخل المنازل والحدائق والمؤسسات الخدمية.

وأضافت لـ”العين الإخبارية”: “توجد بعض الزيوت التي تطرد العقارب مثل زيت النعناع ذي الرائحة القوية واللافندر والقرفة، حيث إن رائحتها القوية تخدر الحشرات وتبعد خطرها”.

وأكدت الخبيرة البيئية أن العقارب تبقى مختبئة طوال فترة النّهار وتظهر في الليل للبحث عن الماء والغذاء فتصادف المارة أو تقتحم منازلهم.

وطالبت أجهزة الإصحاح البيئي في المدن والقرى الصحراوية بالمداومة على رش المبيدات الحشرية، مع مراعاة ألا تكون سامة حتى لا تشكل خطرا إضافيا على حياة المواطنين.

اقرأ : الثعابين والعقارب تهدد أرواح السودانيين

لاحظ باحثون سودانيون زيادة في أعداد الثعابين والعقارب بعد موسم الأمطار هذا العام، مما يهدد حياة السكان الذين يعيشون على ضفاف النيل.

ودمرت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة المنازل والمنشآت في أجزاء كثيرة من السودان في أغسطس/آب، وتفاقمت المخاطر المرتبطة بذلك.

فيضانات السودان.. 112 قتيلا وانهيار 34 ألف منزل


ولوحظ ظهور ثعابين أكبر حجما مثل الكوبرا، مما أدى إلى وفاة شخص واحد على الأقل، وفقا لباحثين في مركز أبحاث الكائنات السامة التابع لكلية العلوم في جامعة الخرطوم.

وقالت منال صيام عضو مركز أبحاث الكائنات السامة والأستاذة المساعدة بكلية العلوم جامعة الخرطوم، إن السبب الرئيسي وراء تلك الزيادة هو التغير المناخي الذي يتسبب في المزيد من الفيضانات والسيول في الخريف وارتفاع درجات الحرارة في الصيف.

وأضافت أن عمليات التعدين والتنقيب والجمع العشوائي للعقارب تجعلها تتصرف بشكل مختلف لشعورها بالخطر.

وأوضحت “زيادة كثافة العقارب سببها ثلاثة أسباب أساسية. السبب الأساسي هو التغيرات المناخية مثل الفيضانات والسيول في الخريف وارتفاع درجة الحرارة العالية في الصيف”.

وأضافت: “بالنسبة للأسباب الأخرى فهي أعمال التعدين في بعض المناطق مثل ولايات نهر النيل والشمالية لأن العقارب دائما تتواجد في المناطق الجبلية الرملية وعمليات التعدين والتنقيب تجعلها تهرب لأماكن أكثر أمانا”.

والسبب الثالث هو زيادة كثافة الجمع العشوائي لأن العقرب يتخذ قرارا بزيادة الإنتاجية عندما يحس بالخطر فإما ينقرض تماما أو يزيد في إنتاجيته”.

وينظم مركز الأبحاث رحلات ميدانية لجمع الثعابين استجابة لطلب المساعدة من المواطنين خاصة في المناطق التي شوهدت فيها أفعى الكوبرا، لكن المشاكل اللوجستية والمالية تشكل عائقا.

وقالت رانيا محمد مديرة مركز أبحاث الكائنات السامه بكلية العلوم جامعة الخرطوم “نحن حاليا كمركز لدينا مشاكل مالية كما المشاكل في السودان في البحث العلمي.. لدينا مشاكل إمكانيات”

وأضافت: “الذي يوصلنا لمكان عندما يكون هناك بلاغ هو متطوع لأننا ليس لدينا إمكانية شراء عربة. معداتنا كلها معدات شخصية وليست هناك جهة رسمية اشترتها لنا. حتى معدات الوقاية غير مكتملة”.

وتابعت: “اليوم عندما أخرج وأكون متوقعة أن أجد كوبرا ليس من المفترض أن أكون لابسة نظارة وحذاء عالي الرقبة، من المفترض أن أكون لابسة (حذاء حماية) كامل كما يفعل بقية العالم”.

ويوجد تحد آخر يتمثل في نقص الأمصال المناسبة وإمكان الحصول عليها. وبحسب منال صيام فإن الأمصال المتوفرة مستوردة من الهند، وبالتالي فهي لا تتطابق مع سم الثعابين والعقارب المحلية في السودان.

وأوضحت “الأمصال التي نستوردها تأتي عبر وزارة الصحة والإمدادات الطبية وهي مصنعة في شركات هندية لعقارب موطنها الأصلي هو الهند وليس السودان وبالتالي البيئة تختلف وبالتالي السمية تختلف لذلك الأمصال ليست بالكفاءة المناسبة لعلاج الحالات. أغلبية الحالات حاليا التي تصاب بلدغات العقارب لا تعيش. المصابون يموتون”.

وقالت الأمم المتحدة، إن أكثر من 150 ألف شخص تضرروا من الفيضانات على مستوى البلاد هذا العام، وهو ضعف العدد مقارنة بالمرحلة نفسها من موسم الأمطار في العام الماضي. ووصف سكان المناطق المتضررة تلك الفيضانات بأنها الأسوأ منذ عقد.

مواقع عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى