“المنقلة”.. تعرف على اللعبة التي يحبها كبار السن وتنظم لها بطولات في الأردن

“المنقلة”.. تعرف على اللعبة التي يحبها كبار السن وتنظم لها بطولات في الأردن

أقيمت اليوم في مدينة السلط فعاليات البطولة الشعبية التراثية السنوية ال20 للعبة المنقلة في ساحة العين في الوسط التراثي لمدينة السلط وهي البطولة التي تفذها الجمعية الأردنية للمحفاظة على التراث.

وفي الحفل الذي رعاه رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري القى رئيس الجمعية احمد الوشاح كلمة أكد فيها على أهمية الحفاظ على التراث بشكل عام في مدينة السلط وعلى وجه الخصوص الاهتمام بالألعاب والموروثات الشعبية وعلى راسها لعبة المنقلة وهي اللعبة القديمة التي تحمل اسما عربيا ويرجع تاريخها الى القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

وبين الوشاح ان هذه اللعبة غالبا ما تكون مختصة بكبار السن الذين يمثلون لوحة تراثية من خلال اجتماعهم حولها.

وأشار الوشاح الى ان لعبة المنقلة تعتبر من الأنشطة التي تهتم بها الجمعية من خلال اعطاء دورات تدريبية في هذا المجال .

رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري اثنى على الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية للمحافظة على هذا الموروث التاريخي لنقل اللعبة من الآباء الى الابناء لضمان استمراريتها الى الاجيال القادمة كأحد الموروثات الشعبية.

واشتمل الحفل الذي رئس عرافته الناشط أمين هاشم عربيات على مشاركة لفرقة أصالة وتراث للهجيني والسامر

المنقلة من أقدم ألعاب الطاولة العربية

تعود لعبة المنقلة للقرن السادس الميلادي، فقد وجد علماء الآثار العديد من الدلائل على وجودها كلعبة معروفة في تلك الفترة في الكثير من الدول الأفريقية التي اعتمد سكانها على الزراعة. اسم اللعبة جاء من اللغة العربية، بمعنى النقل أو النقلة، لأنها تعتمد على نقل الحجارة من حفرة إلى أخرى.

عدد اللاعبين: 2 ومكونات اللعبة: 48 حجر لعب أو حصاة

لوح لعب مكون من 14 حفرة مرتبة بهذا الترتيب: ستة حفر من كل جهة (سداسية لكل لاعب)، وحفرة كبيرة في كل طرف تدعى حفرة الهدف.

استعداد للعب: يتم توزيع 4 حجارة في كل حفرة من الـ12 حفرة، وتبقى حفر الهدف فارغة، ويتم اختيار اللاعب الأول بقرعة.

سير اللعب: يختار اللاعب الأول احدى الحفر الستة التي من جهته، يفرغ منها كافة الحجارة ويبدأ بتوزيعها – حجر في كل حفرة، بعكس اتجاه الساعة. ان كان قد مر على احدى حفر الهدف، فيضع فيها كذلك حجرًا ويستمرّ بعكس اتجاه الساعة الى حفر اللاعب الثاني.

في دوره، يفرغ اللاعب الثاني إحدى الحفر التي من طرفه، ويبدأ بتوزيع الحجارة الى اليمين، كذلك بعكس اتجاه الساعة.

في اللعبة قانونان، اذا كان مكان آخر حجر بيد اللاعب في حفرة الهدف، يحصل اللاعب على دور اضافي.

مثلاً: في دوره، يمكن للاعب الثاني أن يأخذ الحجارة الخمسة التي في حفرة ب، ويوزعها على باقي الحفر – ج ، د ، هـ ، و ، ز. بما أنّ آخر حجر وقع في حفرة الهدف ز، فهو يحصل على دور إضافي.

اذا كان مكان اخر حجر بيد اللاعب في حفرة فارغة من حفره، فهو يأخذ هذا الحجر وكل الحجارة في الحفرة المقابلة لهذه الحفرة إلى حفرة الهدف التي من يمينه.

مثلاً: في دوره، يمكن للاعب الثاني أن يأخذ الحجرين اللذين في حفرة ب، ويضع الأول في حفرة ج والثاني في حفرة د. بما أنّ آخر حجر وقع في حفرة فارغة من حفره، فهو يأخذ هذا الحجر والأربعة حجارة التي في حفرة ي، ويضعها في حفرة الهدف الخاصة به، حفرة ز.

تستمر اللعبة بهذه الصورة، حتى تنتهي كل الحجارة في حُفر أحد الأطراف، فيأخذ كل الحجارة الباقية في حفر اللاعب المنافس، وينقلها إلى حفرة الهدف الخاصة به.

الفوز: اللاعب الفائز، هو اللاعب الذي يحصل على أكبر عدد من الحجارة في حفرة الطرف التي على يمينه.

امكانيات تحضير اللعبة في البيت، طبعاً هناك امكانية شراء اللعبة بعلب خشبية خاصة ومزخرفة، ولكنها لعبة بسيطة جداً ويمكن تحضيرها في البيت بأدوات بسيطة. مثلاً يمكن جمع 48 حصاة صغيرة أو بنانير، لتكون هي حجارة اللعب. ولتحضير لوح اللعب، يمكن أخذ علبة بيض تحتوي على 12 بيضة، ووعاءين في الأطراف لتكون حفر الهدف.

امكانية أخرى هي مجرد فصل غطاء علبة البيض والصاقه على الطرفين ليكوّن بنفسه حفر الهدف.

اقرأ : “المنقلة”.. لعبة تاريخية تركية تتناقلها الأجيال (تقرير)

طريقة اللعب:
تتكون من 48 حصاة مقسمة على شخصين، وهناك 6 تجويفات متتالية وخزنة أخرى منفصلة لكل منهما. ويسعى كل شخص إلى ملء التجاويف بالحصوات، ومن يملأ حصوات أكثر في التجويفات الخاصة به يفوز.

بقواعدها البسيطة، تجذب لعبة الذكاء والاستراتيجية التركية التقليدية “المنقلة”، اهتمام جميع الفئات ومختلف الأعمار كونها مسلية وسهلة التعلم، تتناقلها الأجيال عبر السنين.

وأُدرجت “المنقلة” على قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، فيما يعمل الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية (غير حكومي) على عقد دورات تدريبية سعيا لزيادة الوعي باللعبة التي تنتشر في مساحة جغرافية واسعة في تركيا وذات تاريخ يمتد لآلاف السنين.

وقررت اللجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لـ”يونسكو” في اجتماعها الخامس عشر في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي إدراج اللعبة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.

ومن خلال دورات تدريبية ينظمها لمختلف الفئات العمرية، يهدف مركز الرياضات والألعاب التقليدية في تركيا، التابع للاتحاد العالمي للرياضات التقليدية، إلى المحافظة على

اللعبة التي تُعد تراثا مشتركا للإنسانية، ونقلها إلى الأجيال القادمة.

تاريخ عتيق وقواعد بسيطة

في حديث للأناضول، تقول المدربة بمركز الرياضات والألعاب التقليدية مريم أوزدمير، إن نماذج لتجاويف لعبة “المنقلة” عثر عليها في جدران موقع “غوبكلي تبه” الأثري بمدينة شانلي أورفا (جنوب)، ما يدل أن تاريخها يعود إلى ما قبل أكثر من 10 آلاف عام.

وأضافت أن “المنقلة” تتميز بسهولة قواعدها وسرعة تعلمها، ما يجعلها تجد إقبالاً من مختلف الفئات العمرية.

وعن أصل اسم اللعبة، أوضحت أوزدمير أنه توجد روايات كثيرة حول أصل كلمة “منقلة”، ومنها إنه قديما كانت تطلق كلمة “مانغا” على المجموعات المكونة من 10 أفراد بالوحدات العسكرية.

وتابعت أن للمجموعات قائد مهمته إطلاع جنوده بخطة الحرب، الذي يرسم الخطة لهم، وتتضمن تجاويف وبداخلها حصوات. حيث الحصوات هي الجنود والتجاويف هي الجبهة.

وهكذا أعجب الجنود بهذه الطريقة وحولوها إلى لعبة باسم “منقلة”، عابرة من الماضي إلى يومنا هذا.

وعن طريقة اللعب، قالت أوزدمير إن عدد الحركات في اللعبة مرتفع، واحتمال الفوز يزداد وفقًا لهذه الحركات.

وأضافت: يتنافس فيها شخصان، وهناك 6 تجويفات متتالية وخزنة أخرى منفصلة لكل منهما. ويسعى كل شخص إلى ملء التجاويف بالحصوات، ومن يملأ حصوات أكثر في التجويفات الخاصة به يفوز.

ولفتت إلى أن اللعبة تتكون من 48 حصاة مقسمة على اللاعبين بواقع 24 لكل منهما، أي 4 في كل تجويف من الستة التي تخص كل لاعب.

اللعب للجميع

وذكرت أوزدمير أن الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية، ينظم مهرجانًا سنويا مدته 5 أيام بمدينة إسطنبول، و”المنقلة” عادة ما تكون موجودة من بين الألعاب.

ويبذل الاتحاد، وفق أوزدمير، جهوداً للتعريف باللعبة وتعليمها للأطفال بالمدارس، وشرح قصتها وتاريخها وطريقة لعبها، كما يقدم اللعبة كهدية لمن يشارك في المهرجان، تشجيعا لهم على مواصلة ممارستها.

وأشارت المدربة التركية إلى أن “المنقلة” تُعد لعبة بدون عوائق يمكن للجميع لعبها، حتى أنه تم كتابة أبجدية للمكفوفين على لوحة اللعبة ليستطيعوا لعبها، كما نظمت بطولات عديدة موجهة لهم لتمكينهم من ممارستها.

وتابعت المدربة أنه انطلاقًا من مبدأ “اللعب للجميع”، فإنهم يعملون على تقديم تعليم لعبة المنقلة للطفل وعائلته وأقرانه، لنشرها ونقلها عبر الأجيال.

المنقلة في كل منزل

وأوضحت أوزدمير أن مركز ممارسة الرياضات والألعاب التقليدية يهدف ضمن خططه السنوية إلى تنظيم بطولة كل عام للأطفال والبالغين والعائلات أيضًا في لعبة المنقلة.

وأضافت أنه لا يمكنهم حاليا تنظيم بطولات بسبب انتشار فيروس كورونا، ويكتفون بالتدريب على اللعب للأفراد أو المجموعات الصغيرة فحسب.

وتابعت “نهدف أن تكون المنقلة في كل منزل، وأرى أنه يتعين علي كمدربة أن أُدرب ما لا يقل عن أربعة أو خمسة آلاف شخص سنويا، فهي لعبة ذات جذور تاريخية قديمة”.

وحول إدراج “المنقلة” ضمن قائمة منظمة “يونسكو” للتراث الثقافي غير المادي، قالت أوزدمير إن ذلك سيساهم في إحياء اللعبة مرة أخرى، وسيعمل على زيادة التعريف بها على نطاق عالمي.

وفي 2020، استضافت ولاية أنطاليا التركية (غير حكومي)، النسخة الثالثة من المنتدى الدولي للرياضات التقليدية على مدى يومين (22-23 شباط فبراير)، بمشاركة 200 شخص، بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون وأكاديميون وممثلو اتحادات من 55 دولة.

مواقع عربية

Exit mobile version