حول العالم

ما الذي يحدث في حال اصطدام مذنب بكوكب الأرض

ما الذي يحدث في حال اصطدام مذنب بكوكب الأرض

مع استمرار الزخات النيزكية لنيزك Delta Aquarid حاليًا وزخات نيزك الجماهير المفضل Perseid فإن الأسابيع القليلة القادمة ستكون الأنسب لمشاهدة بعض النجوم التي تضيء السماء ليلًا.

يتنقل غبار المذنبات عبر غلافنا الجوي مقدِمًا عرضًا رائعًا ولكن اصطدام الأرض بأحد هذه المذنبات يمكن أن يؤدي الى عواقب وخيمة.

هذا لا يدعو للقلق بالطبع لأن ناسا ترصد أي أجسام كونية في مسارٍ محاذٍ لكوكبنا وقد استنتجوا من خلال هذا الرصد أن هنالك احتمالات منخفضة جدًا لاصطدامنا بأي كويكب أو مذنب في المدى الزمني القريب.

ومع ذلك فمن المثير للتفكير ماذا يحدث لو اصطدمت أحد هذه الشظايا السماوية القديمة من الجليد، والغبار، أو الصخور بكوكبنا؟

لنأخذ مذنب Swift-Tuttle كمثال (إحدى مخلفات مذنب Persaid metero)، يبلغ عرض هذا المذنب 16 ميلًا وهو عبارة عن شظية تطير في الفضاء بسرعة 36 ميلًا في الثانية أي أكثر من 150 مرة من سرعة الصوت.

في حالة اصطدام مذنب بهذا الحجم بالأرض فإن طاقة الاصطدام ستعادل حوالي 300 ضعف طاقة اصطدام الكويكب الذي يعتقد العلماء أنه قضى على الديناصورات وفقًا لما قاله دونالد يومانس كبير الباحثين في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا لـ LiveScience .

حجم المذنب أو الكويكب ليس الشيء الوحيد الواجب مراعاته عند الاصطدامات الكونية، ففي حين أن التصادم المباشر سيكون مدمرًا للغاية فإن الخطر الأكبر يأتي من الغازات المنبعثة في الغلاف الجوي للأرض إثر التصادم.

كتب موقع LiveScience: «يجعل ثاني أكسيد الكبريت الغلاف الجوي باردًا جدًا في البداية ثم يؤدي ثاني أكسيد الكربون بعد ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل».«حادث مثل هذا من المحتمل أن يغير مناخ الكوكب بشكلٍ جذري مما قد يؤدي إلى انقراضاتٍ جماعية في جميع أنحاء العالم».

ومع ذلك فإن اصطدام مذنبٌ بالأرض لا يعني بالضرورة انقراضًا كليًا ونهاية للحضارة البشرية.

سقوط المذنبات في المحيط يمكن أن يؤدي إلى حدوث زلازل وأمواج تسونامي إلا أن المحيطات ستخفف تأثيراتها الجوية(الإنبعاثات الغازية). بالنظر إلى أن 70% من الأرض مغطاة بالمحيطات فإن توقعاتنا ليست عالية، لكن دعونا نأمل ألا نضطر لحساب الاحتمالات في وقت قريب.

اقرأ : ما الفرق بين الكويكبات، والمذنبات، والشهب؟

يوجد في نظامنا الشمسي المليارات وربما تريليونات، الأجسام العابرة التي تدور حول الشمس، منها يكون أصغر من أن يطلق عليها اسم الكواكب فتعطى أسماء المذنبات، والكويكبات، والنيازك الفضائية، وإذا وصلت إلى الأرض تسمى الشهب أو النيازك. ومع وجود العديد من التصنيفات فإنه من الصعب التمييز بينها.

لنبدأ بتعريف موجز لكل منها.

الكويكبات: هي البقايا الصخرية والخالية من الهواء تكون من كواكب في نظامنا الشمسي. يدور معظمها حول شمسنا في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري ويتراوح حجمها من حجم السيارات إلى الكواكب القزمة.

المذنبات: هي عبارة عن كرات ثلجية متسخة في الفضاء تتكون في الغالب من الجليد والغبار والتي تشكلت في أثناء ولادة النظام الشمسي قبل 4.6 مليار سنة. تمتلك معظم المذنبات مدارات مستقرة في الامتدادات الخارجية للنظام الشمسي بعد كوكب نبتون.

النيازك الفضائية والشهب والنيازك: النيازك الفضائية هي كويكبات صغيرة أو فتات المذنبات وأحيانًا كواكب. يتراوح حجمها من حبة رمل إلى صخور بعرض 3 أقدام (1 متر). عندما تصطدم النيازك الفضائية مع الغلاف الجوي للكوكب، تتحول إلى شهب. إذا نجت تلك النيازك من الغلاف الجوي وضربت سطح الكوكب، فإن بقاياها تسمى النيازك.

الكويكبات

تبدو الكويكبات للوهلة الأولى وكأنها صخور فضائية عادية، لكن بقايا النظام الشمسي القديم تأتي في جميع الأشكال والأحجام والأنواع.

على الرغم من ارتفاعها الصغير (كتلة جميع الكويكبات مجتمعة أقل من كتلة قمر الأرض)، إلا أن الكويكبات تسمى أيضًا بالكواكب الصغيرة أو «الكويكبات السيارة». يتراوح حجمها من أصغر الصخور التي يبلغ عرضها 3 أقدام (1 متر)، إلى أكبر كويكب، سيريس، الذي يبلغ حجمه ربع حجم قمر الأرض تقريبًا (يبلغ قطره حوالي 590 ميلًا، أو 950 كيلومترًا). الكويكب سيريس كبير جدًا، وترقى وصفه إلى صفة الكوكب القزم في عام 2006، وهو نفس التمييز المثير للجدل الممنوح لبلوتو.

تبدو معظم الكويكبات مثل البطاطس الفضائية العملاقة، بأشكالها المستطيلة وسطحها المليء بالفوهات العديدة الناتجة عن الاصطدام مع كويكباتٍ أخرى. فقط عددٌ قليل من الكويكبات كبيرةٌ بما يكفي لتشكل جاذبيتها شكلها الكروي، مثل سيريس. وتتراوح تركيبة الكويكبات من كتل صخرية داكنة من الركام الذي يتكون من صخور طينية وسيليكات (مجموعة من المعادن تحتوي على السيليكون، والأكسجين، وواحدة أو أكثر من الفلزات، والهيدروجين) إلى مجموعة مدمجة لامعة وصلبة من المعادن مثل الحديد أو النيكل، وفقًا لوكالة ناسا.

عُثر على جميع الكويكبات تقريبًا في منطقة على شكل دونات بين المريخ والمشتري، تسمى حزام الكويكبات. تشكَّل الحزام بعد فترة وجيزة من ولادة كوكب المشتري عندما حاصرت جاذبية الكوكب الضخم بقايا تشكُّل الكوكب، مما تسبب في الاصطدام بعضها بالبعض الآخر وتشكيل ملايين الكويكبات التي نراها في الحزام اليوم.

المذنبات

كان المذنب يثير الخوف والرهبة قديمًا ومنذ آلاف السنين، فقد اعتقد علماء الفلك القدماء أن المذنبات تتنبأ بموت الأمراء ونتائج الحروب. يعرّف علماء الفلك المعاصرون أن المذنبات هي البقايا المكسوة بالجليد من المواد التي شكلت نظامنا الشمسي منذ مليارات السنين.

كان عالم الفلك فريد ويبل أول من وصف المذنبات بأنها كرات ثلجية قذرة، أو تجمعات جليدية من الغازات المتجمدة والغبار. تشكل كرة الثلج النواة المركزية للمذنب، والتي غالبًا ما يكون عرضها أقل من بضعة أميال ، وفقًا لوكالة ناسا. عندما يقترب مذنب من الشمس، ترتفع درجة حرارة النواة ويبدأ الجليد في التسامي (التصعّد) من الحالة الصلبة إلى الغازية.

ينتج عن هذا الغلاف الجوي المحيط بالمذنب الذي يمكن أن يصل قطره إلى آلاف الأميال، يسمى كوما. يعمل الضغط الإشعاعي الصادر من الشمس على إزالة جزيئات الغبار الموجودة في الكوما لإنتاج ذيل غبار طويل ومشرق. يتشكل الذيل الثاني عندما تقوم جزيئات الطاقة الشمسية عالية الطاقة بتأين الغاز، مما يؤدي إلى تكوين ذيل أيوني منفصل.

كتب بريت شارينجهاوزن، أستاذ علم الفلك في كلية بيلويت في ويسكونسن: «إن الاختلاف بين تكوين الكويكبات والمذنبات يرجع على الأرجح إلى كيفية ومكان ولادتها.

كتب شارينغهاوزن: «بينما تشكلت الكويكبات والمذنبات في نفس الوقت، فإنها لم تتشكل في نفس الظروف تمامًا. تشكل النظام الشمسي من السديم الشمسي أي سحابة من الغاز والغبار. ولدت الشمس في مركز السديم من خلال انهيار الجاذبية. وبسبب هذا الانهيار الذي ينشر الحرارة، كانت المناطق المركزية للسديم أكثر سخونة وأكثر كثافة، بينما كانت المناطق الخارجية أكثر برودة».

تشكلت الكويكبات بالقرب من مركز السديم الساخن حيث بقيت الصخور أو المعادن صلبة تحت درجات الحرارة القصوى. تشكلت المذنبات من خلال ما يسمى بخط الصقيع، حيث كان الجو باردًا بدرجة كافية لتجمد الماء والغازات مثل ثاني أكسيد الكربون. لهذا السبب توجد المذنبات عمومًا فقط في المناطق البعيدة عن النظام الشمسي في منطقتين تدعى حزام كايبر وسحابة أورت.

النيازك الفضائية الشهب والنيازك

النيازك الفضائية هي الصخور الفضائية الحقيقية للنظام الشمسي. لا يزيد حجمها عن متر (3.3 قدم) وأحيانًا حجم حبة الغبار، فهي صغيرة جدًا بحيث لا يمكن اعتبارها كويكبات أو مذنبات، ولكن العديد منها عبارة عن قطع مكسورة لإحداهما. تنشأ بعض النيازك الفضائية من الحطام المقذوف الناجم عن اصطدامات الكواكب أو الأقمار.

إذا وصلت النيازك إلى الغلاف الجوي للكوكب، كالغلاف الجوي للأرض، فإنها تصبح شهبًا. يمكن أن يبدو الوميض الناري المنبعث منها عندما تحترق في الغلاف الجوي أكثر إشراقًا من كوكب الزهرة، ولهذا السبب اكتسبت لقب «النجوم المتساقطة»، وفقًا لوكالة ناسا. يقدر العلماء أن أكثر من 48 طنًا (43500 كيلوجرام) من المواد النيزكية تسقط على الأرض يوميًا. إذا نجا الشهاب من هبوطه عبر الغلاف الجوي وضرب الأرض، فإنه يسمى نيزكًا.

عندما تمر الأرض عبر مسارٍ لحطامٍ خلفه مذنب فسنشهد عرض مبهر لسقوط الشهاب كالألعاب النارية، حيث يمكن رؤية الآلاف من النجوم المتساقطة في السماء ليلًا. نيزك البرشاوي هو واحد من أروع زخات الشهب التي تحدث كل عام حوالي 12 آب/أغسطس. وفي ذروته يمكن رؤية 50 إلى 75 نيزكًا في الساعة إذا كانت السماء صافية. تنتج الشهب عن المذنب سويفت- توتل Swift-Tuttle.

تعتبر الشهب الرائعة بمثابة تذكير بأنه على الرغم من المساحة الفارغة للفضاء، إلا أننا مرتبطون بنظامنا الشمسي أكثر مما نتخيل.

مواقع عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى