عمره أكثر من 359 مليون سنة.. اكتشاف “أقدم قلب في العالم”
اكتشف علماء “أقدم قلب في العالم”، في حفرية عمرها 380 مليون عام تعود لسمكة، حسبما أفاد تقرير لصحيفة “إندبندنت” البريطانية.
ووجد باحثون من جامعة كيرتن في أستراليا أن القلب “محفوظ بشكل رائع” جنبا إلى جنب مع أعضاء أخرى متحجرة، هي معدة وأمعاء وكبد السمكة التي تشبه القرش.
ويمكن أن يلقي هذا الاكتشاف الضوء على كيفية تطور المخلوقات، بما في ذلك البشر، وفقا للعلماء.
وعثر الباحثون على الحفرية في منطقة كيمبرلي غربي أستراليا، وقدروا أن القلب يعود لسمكة عاشت خلال العصر الديفوني، الذي يعود إلى ما قبل 419 مليون إلى 359 مليون سنة.
وتشير النتائج التي نُشرت في مجلة “ساينس” العلمية، إلى أن “الأعضاء تأتي من جسم سمكة من عائلة المفصليات، وهي مجموعة منقرضة من الأسماك المدرعة التي لها تشريح مشابه لسمك القرش الحديث”.
حدث نادر جدا
• الباحثة الرئيسية كيت تريناجستيك وصفت الاكتشاف بأنه “رائع”، لأنه “من النادر جدا العثور على أنسجة رخوة من الأنواع القديمة محفوظة جيدا”.
• أوضحت: “بصفتي عالمة حفريات درست الأحافير لأكثر من 20 عاما، فقد دهشت حقا عندما وجدت قلبا ثلاثي الأبعاد محفوظا بشكل جميل في كائن عمره 380 مليون عام”.
• تريناجستيك قالت إن “قلوب هذه الأسماك كانت بجوار أفواهها، وتحت الخياشيم مباشرة”.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضاً: “أسماك ثرثارة”.. علماء يستمعون لأول مرة إلى الأسماك وهي تتواصل بالأصوات
من المعروف أن العديد من الحيوانات تتواصل باستخدام الأصوات، إلا أن الأسماك ليست من بينها عادة، وبينما كنا نعلم منذ آلاف السنين أن بعض الأسماك تصدر أصواتا، لكن كان يُعتقد أنها كانت الاستثناء وليست القاعدة.
وتتحدى دراسة جديدة -نُشرت في مجلة علم الأسماك وعلم الزواحف “إكثيولوجي أند هربتولوجي” (Ichthyology & Herpetology) في 20 يناير/كانون الثاني الماضي- هذه الفكرة، وتقدم دليلا على أن هناك مجموعة كبيرة من الأسماك تتواصل باستخدام الأصوات، من خلال طرق تطورت على الأقل 33 مرة مميزة على مدار 155 مليون سنة.
وكما ورد في تقرير لموقع “ساينس ألرت” (Science Alert) أنه كان من المفترض أن الأسماك تعتمد في المقام الأول على وسائل الاتصال الأخرى، من إشارات الألوان ولغة الجسد إلى الإشارات الكهربائية. لكن الاكتشافات الحديثة أظهرت أن الأسماك لها جوقات (كورس) الفجر والغسق، تماما مثل الطيور. وتعد الشعاب المرجانية -على سبيل المثال – أماكن صاخبة بشكل مدهش، والعديد من مصادر الضوضاء فيها عبارة عن أصوات الأسماك.
السلوك الصوتي للأسماك
وقد قام فريق من جامعة كورنيل الأميركية بمسح عدد لا يحصى من الأوراق والتسجيلات الموجودة لتجميع معلومات شاملة عن السلوك الصوتي للأسماك، ومن خلال البحث في سجلات الأوصاف التشريحية والتسجيلات الصوتية، قاموا بتحديد العديد من السمات الفسيولوجية التي تسمح لمجموعة الأسماك ذات “الزعانف الشعاعية” (Actinopterygii) -والتي تحتوي على أكثر من 34 ألف نوع حي حاليا- بإحداث هذه الأصوات بدون أحبال صوتية.
وقال آرون رايس، عالم البيئة في مركز ليزا يانغ للصوتيات الحيوية في جامعة كورنيل، لموقع “سيفي واير” (Syfy Wire) “السمك مصطلح إشكالي لأنه يجمع في الأساس الكائنات الحية التي لا تشترك في سلف مشترك.. عندما نفكر في الأسماك، فإننا عادة ما نفكر في الأسماك ذات الزعانف”.
وأضاف رايس في بيان صحفي لجامعة كورنيل “لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن بعض الأسماك تصدر أصواتا، ولكن كان يُنظر دائما إلى أصوات الأسماك على أنها شذوذ نادر”.
ومن الواضح أن هذا النوع من الأسماك لديه بعض الأشياء المهمة ليقولها، فقد اكتسبت هذه المجموعة من الأسماك القدرة على الكلام من بين 175 عائلة من الأسماك، وهي أسماك ثرثارة أكثر بكثير مما كان يعتقد، وكان من المرجح أن يتواصل ثلثاها بالصوت.
موسوعة لغة الأسماك
وجد رايس وزملاؤه أن الأصوات صدرت في ظل عدد من السياقات السلوكية المختلفة التي تشبه تلك التي تظهر في الحيوانات الأخرى، وفي البشر. من بين هذه الأصوات نداءات خاصة ذات صلة بالجنس والتكاثر، وتصنع الأسماك عادة ما يعرف بالأصوات العدائية في محاولة للدفاع عن مصدر غذاء أو منطقة نفوذ.
وتمتلئ موسوعة لغة الأسماك بالاختلافات في جمل مثل “ابتعد عني” و”اقترب مني” و”لا تلمس طعامي” و”هل يوجد أي شخص هناك؟”، ومع ذلك، فإن هذه السلوكيات ليست عامة عبر الأنواع أو العائلات المختلفة. وبدلا من ذلك، تشير مجموعة الأدلة إلى أن بعض الأسماك أكثر ثرثرة من غيرها.
وقد وجد الفريق علاقة قوية بين كثافة بيئة معينة ومستوى الاتصال الصوتي الذي يحدث فيها. فمن المرجح أن تتحدث تلك الأسماك التي تعيش في الشعاب المرجانية أو في نهر الأمازون، وهي الأماكن المكافئة للمدينة الكبيرة، أكثر من الأسماك المنفردة.
وفي حين أن هذه الدراسة تقدم دليلا على أن الأسماك أكثر تواصلا مما كان يظن في السابق، فإن عدم وجود دليل على السلوك الصوتي في عائلة أو نوع معين لا يعني بالضرورة أنها صامتة.
تطور الاتصالات الصوتية
استخدم العلماء 3 مصادر للمعلومات: التسجيلات الحالية والأوراق العلمية التي تصف أصوات الأسماك، والتشريح المعروف للأسماك، ووجد الباحثون عددا من التعديلات التي تسمح للأسماك بإصدار الأصوات بدون الاستفادة من الأحبال الصوتية.
وقال رايس “من المحتمل أن تكون العضلات المرتبطة بمثانة السباحة هي الأكثر شيوعا في التكيف. في الواقع، تعد عضلات المثانة العائمة لسمك الضفدع أسرع عضلات الهيكل العظمي للفقاريات انقباضا. وهي تكيفات عالية الأداء”.
وتشير الدلائل إلى أن الحيوانات البرية ذات العمود الفقري نطقت لأول مرة منذ حوالي 155 مليون سنة، وهو أمر مثير للاهتمام، لأنها من الحيوانات التي يدعي العلماء أننا تطورنا منها في النهاية.
ويشير التحليل إلى أن هذه الاتصالات الصوتية ربما تكون قد تطورت بشكل مستقل 33 مرة على الأقل في الأسماك. وكتب الفريق في ورقتهم البحثية “نتائجنا تدعم بقوة الفرضية القائلة إن السلوك الصوتي قديم”. وأضافوا “تسلط هذه النتائج مجتمعة الضوء على ضغط الاختيار القوي لصالح تطور هذه الصفة عبر سلالات الفقاريات”.
أغاني الأسماك
كانت بعض مجموعات الأسماك أكثر ثرثرة من غيرها، وكان سمك “الضفدع” (Toadfish) وسمك “السلور” (Catfish) من بين أكثر المجموعات إسهابا. وقال رايس “الأسماك تفعل كل شيء. إنها تتنفس الهواء، وتطير، وتأكل أي شيء وكل شيء، وفي هذه المرحلة، لا شيء يفاجئني بشأن الأسماك والأصوات التي يمكن أن تصدرها”.
ويستمر البحث عن اتصالات مائية إضافية بين الأسماك على قدم وساق وقد يكون فهم هذه العلاقات أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يتيح لنا الفهمُ الأفضل لكيفية تواصل الأسماك -وكيف يمكن أن تؤثر أنشطتنا على نظامها البيئي- اتخاذَ قرارات مستنيرة بشأن إدارة الحياة البرية. حتى إن بعض الباحثين كانوا يحاولون استخدام أغاني (نداءات) الأسماك كنداءات لإحضار الأسماك مرة أخرى لتجديد الشعاب المرجانية.
مع ذلك، حذر رايس وفريقه من أن تحليلهم يظهِر فقط وجود مجموعة من الأسماك تتعامل بالاتصالات الصوتية، وربما لم نستمع بجدية كافية للمجموعات الأخرى حتى الآن، وعلينا الاستماع جيدا في المستقبل لما تخبرنا به الأسماك ومعرفة ما تحتاج إليه.
المصدر: ساينس ألرت