الأحدث في العالم.. تيسلا تخطط لمضاعفة إنتاج الشاحنات الكهربائية
بعد 5 سنوات من التعثر، أعلنت شركة تيسلا الأميركية خطة طموحة لمضاعفة إنتاجها من الشاحنات الكهربائية إلى 5 آلاف شاحنة سنويًا بحلول عام 2024.
وأعلنت عملاقة صناعة السيارات الكهربائية بدء عمليات الإنتاج المبكر للشاحنات بعد 5 سنوات من الانتظار والترقب، وفقُا لموقع إلكتريك المتخصص (electerk).
وتمكّن الخطة الطموحة شركة تيسيلا من أن تصبح واحدة من أكبر مصنعي الشاحنات الكهربائية الكبيرة من الفئة (8) في العالم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وشيّدت الشركة الأميركية المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية خط إنتاج مخصصًا للشاحنات الكهربائية في مبنى جديد بالقرب من مصنع غيغا فاكتوري، التابع لها في ولاية نيفادا، سابع أكبر ولاية أميركية من حيث المساحة.
4 شاحنات أسبوعيًا
تشير خطط الشركة الأميركية الحالية إلى إنتاج 5 شاحنات كهربائية عبر هذا الخط أسبوعيًا، ما يعادل 20 شاحنة شهريًا، و260 شاحنة سنويًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير الخطط المستقبلية إلى اتجاه الشركة الأميركية إلى الانتقال نحو نمط إنتاج الحجم الكبير بمصنعها الآخر في ولاية تكساس.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك، إن شركته تستهدف الوصول إلى سقف إنتاج مبدئي يصل إلى 5 آلاف شاحنة كهربائية كبيرة بحلول 2024.
جاء ذلك في كلمة لرجل الأعمال الأميركي المشهور -خلال مؤتمر، عُقد عبر تقنية الاتصال المرئي- لإعلان النتائج المالية للشركة خلال الربع الثالث من العام الجاري 2022.
أسعار شاحنات تيسلا
أشار ماسك إلى أن تكثيف عمليات الإنتاج سيستغرق عامًا، مشيرًا إلى أن الانتاج المخطط سيُتاح في أميركا الشمالية مع خطط للتوسع لاحقًا في الخارج.
ولم يذكر ماسك سعرًا للشاحنات الكهربائية ولو مبدئيًا، مكتفيًا بالإشارة إلى أن سعرها سيكون أعلى بكثير من سيارات الركوب.
ولفت ماسك الانتباه إلى أن الشاحنات المخطط لإنتاجها لن تستخدم بطارية الخلايا، لكنه لم يحدد -أيضًا- أي نوع بطاريات يريد استخدامه، بما قد يفتح تكهنات مستقبلية حول صناعة البطاريات الكهربائية وما إذا كانت تيسلا ستجرب نوعًا جديدًا أم لا.
وتستخدم تيسلا في معظم طرازاتها الكهربائية الحالية -خاصة طرازي 3، وواي- نوعًا معينًا من بطاريات الخلايا معروفًا بـ”2170″.
يتفاءل مناصرو المناخ بإعلان تيسلا مضاعفة خططها لإنتاج الشاحنات الكهربائية، ما قد يقلّل من الانبعاثات في جميع قطاعات الصناعة ويتناغم مع الأهداف الأممية للمناخ لعام 2050.
أسعار البطاريات
يتوقع خبراء أن تُسهم تيسلا في ابتكار الحلول التقنية اللازمة لخفض تكلفة تشغيل الشاحنات الكهربائية بصورة كبيرة، إذ لا يزال سؤال التكلفة يقف عقبة أمام جهود كهربة قطاعات السيارات في العالم.
وما يزال التحول إلى السيارات الكهربائية في بلدان أوروبا وأميركا يواجه تحديات ارتفاع أسعار البطاريات بصورة باهظة، بالإضافة إلى ضعف انتشار المحطات العامة المتخصصة في شحن هذه الفئة من السيارات.
وتتجه أغلب الحكومات الأوربية لتقديم حوافز إلى الشركات المصنعة لتعزيز إنتاجها من السيارات والشاحنات الكهربائية ضمن الخطط الوطنية لخفض الانبعاثات الكربونية والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.
الإعفاءات الضريبية
تقدم الولايات المتحدة -على سبيل المثال- حوافز ضريبية إلى منتجي شاحنات النقل الثقيل الكهربائية تصل إلى 40 ألف دولار، بموجب برنامج الدعم الأميركي الذي وافق عليه مجلس الشيوخ مؤخرًا.
وتتعهّد تيسلا بأن تكون تكلفة شاحناتها الكهربائية أقلّ من شاحنات الديزل التقليدية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الكهرباء الرخيصة في محطات تيسلا للشحن السريع في الولايات المتحدة بالإضافة إلى سهولة الصيانة.
وتتوقع تيسلا أن تتسلم شركة الأغذية والمشروبات “بيبسيكو” أولى الشاحنات الكهربائية، مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل (2022)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت تيسلا قد أعلنت في عام 2019 بدء إنتاج طراز من شاحنات “تيسلا سيمي” نصف المقطورة الكهربائية بالكامل، إلا أن خططها الزمنية تعرّضت للتأجيل أكثر من مرة على مدار 3 سنوات لاحقة بسبب أزمة الرقائق الإلكترونية وسلاسل الإمدادات.
وتشير التصميمات الهندسية لشاحنات تيسيلا إلى قدرتها على السير قد تصل إلى 500 ميل، ما يعادل 805 كيلومترات مربعة تقريبًا.
كما تبلغ التكلفة المتوقعة للشاحنة 180 ألف دولار، مع حصولها على إعفاء ضريبي يصل إلى 40 ألف دولار بموجب برنامج الدعم الأميركي لمنتجي السيارات الكهربائية.
انبعاثات النقل البري
تخطط الدول الأوروبية كذلك لتقديم حوافز مماثلة إلى منتجي السيارات الكهربائية، إلا أن مبادراتها في هذا السياق ما تزال ضعيفة مقارنة بالولايات المتحدة، ما يمثّل معوقًا أمام انتشار هذا النوع من الشاحنات في أوروبا.
كما تواجه شركات السيارات الأوروبية على وجه الخصوص تحديات كبيرة للتحول إلى الطاقة المتجددة، إذ ما تزال الشركات بحاجة إلى الالتزام بقواعد شديدة الصرامة بشأن حركة الشاحنات العاملة في المناطق الحضرية تماشيًا مع خطط المدن لتحسين جودة الهواء.
وتركّز سياسات خفض انبعاثات الكربون في أوروبا على شاحنات النقل الثقيل بالنظر إلى كونها مسؤولة عن 25% من انبعاثات النقل البري في الاتحاد الأوروبي.
وتتطلع ألمانيا -أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي- لخفض انبعاثات الكربون الناتجة عن الشاحنات الجديدة بنسبة 30% بحلول عام 2030.
ويراهن معظم المصنعين على تطوير صناعة البطاريات الكهربائية، وسط توقعات بهيمنتها على تكنولوجيا الصناعة مستقبلًا، بدلًا من خلايا وقود الهيدروجين.
وتعهّدت شركة تراتون المملوكة لمجموعة فولكس فاغن إيه غي، بأن تحوّل نصف إنتاجها من شاحنات النقل الثقيل إلى الكهرباء النظيفة بحول نهاية العقد الحالي (2030)، وفقٌا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
شبكات الشحن
ما تزال أوروبا بحاجة إلى التوسع الكبير في تعزيز شبكات الشحن، إذا أرادت الاعتماد على الشاحنات الكهربائية على المدى الطويل.
وتشير توقعات منصة بي آند إس غلوبال لمستقبل أسواق الطاقة الأوروبية حتى عام 2050، إلى اتجاه متصاعد للاعتماد على تقنيات الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من التقنيات منخفضة الكربون.
وتقول بي آند إس غلوبال -في أحدث تقديرات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة-، إن الطلب المتنامي على السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية الكهربائية (شبيهة التكييفات المنزلية) سيؤثر بدرجة كبيرة في نمو الطلب على الكهرباء وأسعارها في المستقبل المتوسط والطويل.
مواقع عربية