معظم الأماكن الرائعة على كوكبنا، التي سبق وأن زرناها أو شاهدنا صوراً لها على الإنترنت، هي إما أماكن طبيعية وجدت على هذا الكوكب منذ الأزل، أو هي من إبداعات البشر، صممها أناسٌ ذائعو الصيت، أو على الأقل يمكنك البحث عن أسمائهم ببساطة على محرّك غوغل.
في مقالتنا هذه، سنصحبكم في رحلة سريعة إلى خمس أماكن حول العالم تمتاز بطبيعتها الخلابة، رغم كونها من صنع البشر!
1. شاطئ الزجاج – ولاية كاليفورنيا
سابقاً، كان هذا الشاطئ مكباً لنفايات المدينة، وهو الآن واحد من الشواطئ الرائعة والفريدة بحق. فلا يغطي هذا الشريط الساحلي الحجارة أو الرمال، بل قطع مصقولة من الزجاج.
ففي أوائل القرن العشرين حتى منتصف الستينيات، كان الناس يتخلصون من كل نفاياتهم، من زجاجات وعلب وأدوات منزلية، في المنحدرات القريبة من المحيط، ومن هناك، وصلت تلك النفايات إلى المحيط، لتعيد مياه المحيط بعدها قطع مصقولة وناعمة من الزجاج، غطت معظم الشريط الساحلي الشمالي لكاليفورنيا، والذي بات مكاناً يقصده السياح بكثرة.
2. بروفيدنس كانيون – ولاية جورجيا
يطلق على هذا الوادي أيضا اسم ”الغراند كانيون الصغير“ وهو من إحدى عجائب جورجيا الطبيعية السبع. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أنه نشأ جراء تدخل بشري.
تشكلت تلك المرتفعات الشاهقة والشقوق العميقة بسبب الاستخدامات الزراعية غير المسؤولة لأراضي المنطقة خلال القرن التاسع عشر. فلم يتخذ المزارعون حينها خطوات جدية –وربما لم يقوموا بشيء من الأساس– للتخفيف من حدة تعرية التربة.
ونتيجة لذلك، تشكلت خنادق بعمق عدة أقدام. وخلال العقود التالية، ازداد تدفق المياه وتعرية التربة كذلك، وهو ما قام بدوره بتشكيل تلك القمم شبه الشاقولية التي نراها اليوم.
3. فوارة فلاي الحارة – ولاية نيفادا
تعتبر تلك النوافير في ولاية نيفادا إحدى العجائب التي وجدت بالصدفة. وهي تقع على أرض تعود ملكيتها لمشروع (الرجل المحترق).
ظهر أول نبع للمياه الحارة في عام 1916 عندما حاول السكان حينها حفر بئر لتأمين مياه للري، لكن السكان توقفوا عن إكمال حفر البئر عندما اكتشفوا أن المياه كانت حارة للغاية.
تشكل نبع آخر عام 1964 عندما قامت شركة مختصة بالطاقة الحرارية الجوفية بحفر بئر لغايات تجريبية، لكنها على ما يبدو لم تقم بسده بشكل جيد. فبدأت المياه بالتدفق من الحفرة وتشكُل طبقات من رواسب كربونات الكالسيوم.
تسببت كل من هاتين المحاولتين في وجود هذا التشكيل الصخري الرائع والملون بسبب الطحالب التي نمت على صخوره الخارجية، مع ثلاثة قمم تنفث مياه ساخنة في الهواء.
4. مدرجات حقول الأرز – آسيا
تمتد مدرجات حقول الأرز في الصين لمسافات قد تصل حتى 80 كيلومتر، وهي ذات منظر ساحر عند شروق الشمس وعند غروبها.
تمتد تلك المدرجات على حواف الجبال لتتصل بالأسفل بسفوحها الخضراء والمورقة، وتستمر صاعدة نحو الأعلى لتتصل بالسحب البيضاء، مشكلة مصدراً مهماً لجذب السياح من كافة أنحاء العالم. فبعيداً عن الغرض الأساسي من إنشاء تلك المدرجات، لتكون بنية تحتية مهمة لمزارعي المنطقة وللحد من تعرية التربة، إلا أنها تحفة هندسية حولت المنطقة إلى وجهة سياحية بحد ذاتها.
وتعتبر مدرجات كورديليراس الفلبينية، التي يعود تاريخها لنحو ألفي سنة مضت، من ضمن مواقع التراث العالمي لليونيسكو.
5. بحيرة تشوك – ولايات ميكرونيسيا المتحدة
بحيرة تشوك هي شعب حلقي أو آتول في وسط المحيط الهادئ، وتبعد حوالي 1800 كيلومتر عن ساحل غينيا الجديدة. ويمكنك أن تعثر في جنة الغواصين تلك على سمك شياطين البحر والأسماك الاستوائية وشعب مرجانية زاهية الألوان، والسلاحف وأسماك القرش.
وهي في الواقع أسطول سفن حربية يابانية غرقت هناك إبان الحرب العالمية الثانية. وبمرور الوقت بات هذا الحطام يعج بالحياة البرية، وباتت تلك السفن المغطاة بالشعب المرجانية جزءاً من قاع البحيرة.