منافسة صينية شرسة لتسلا وانهيار ألماني.. مبيعات السيارات الكهربائية في الربع الثالث من 2022

واصلت شركة تسلا أفضليتها في مجال بيع السيارات الكهربائية الخالصة BEVs خلال الربع الثالث من عام 2022، حيث سجلت تفوقاً كاسحاً على شركة فولكسفاغن بقرابة 200 ألف سيارة مُباعة، غير أن ناقوس الخطر يدق بشدة على شركة الملياردير إيلون ماسك بفضل بي واي دي، التي شهدت نمواً قياسياً أيضاً جعلها تقتنص وصافة المبيعات وتقترب رويداً رويداً من تسلا.

وحسب تقرير من insideevs، فإن تسلا سجلت في الربع الثالث، رقماً قياسياً في مبيعات السيارات الكهربائية الخالصة ببيع 343830 سيارة، بزيادة 42% على أساس سنوي، إلا أن «شبح» بي واي دي يواصل مطاردة شركة صناعة السيارات الأمريكية، بعدما نمت مبيعاتها في نفس الفترة بنسبة 182% دفعة واحدة.

النمو الهائل للشركة الصينية جعلها تصل إلى المركز الثاني بالتفوق على فولكسفاغن، إذ بلغ إجمالي مبيعاتها من السيارات الكهربائية الخالصة 258610 سيارة، في مقابل 149300 سيارة فقط من الشركة الألمانية، بزيادة سنوية 22%، ليصبح الفارق بين فولكسفاغن وتسلا، صاحبة الصدارة، 194350 سيارة بزيادة 63% على أساس سنوي.

الواضح أن عام 2022 سيكون لصالح تسلا، لكن ما بعد ذلك يظل مجهولاً، الربع الثالث هذا العام قلّصت فيه بي واي دي الفجوة مع تسلا بنسبة 43%، وفي ظل التوقعات الراهنة، لن تجد الشركة الصينية أزمة في اجتياز مبيعاتها قريباً حاجز 350 ألف سيارة كهربائية، وهو ما يهدد عرش الشركة الأمريكية الشهيرة.

ومنذ بداية عام 2022، باعت تسلا 908573 سيارة بزيادة سنوية 45%، مقابل 582130 سيارة لبي واي دي بزيادة سنوية 214%، في مقابل 366400 سيارة فقط لفولكسفاغن بزيادة سنوية 22%.

من الصعب تحديد كيف سيستمر «السباق» حيث تتمتع جميع الشركات المصنعة الثلاثة بإمكانية تحقيق نمو سريع: تمتلك تسلا مصنعَين جديدَين في مرحلة التكثيف وطرازات جديدة في طور الإعداد، وتلاحظ بي واي دي وجود طلب محلي قوي وتتوسع إلى أسواق أخرى (بما في ذلك أوروبا).

اقرأ أيضاً: استثمارات بأكثر من تريليون دولار لتصنيع السيارات الكهربائية في 2030


يتوقع مصنعو السيارات إنتاج 54 مليون سيارة كهربائية تعمل بالبطاريات بحلول عام 2030، وهو ما سيمثل أكثر من 50% من إجمالي إنتاج السيارات، ويتزامن ذلك مع توقعات أخرى بأن يصل حجم الإنفاق في هذا المجال إلى ما يقرب 1.2 تريليون دولار بالفترة الزمنية نفسها.

ومن المتوقع أن تقود شركة تسلا هذه التقدم الضخم في صناعة السيارات الكهربائية، حيث تخطط وحدها لإنتاج 20 مليون سيارة كهربائية في 2030، وسيتطلب هذا ما يقدر بـ3 تيراواط ساعة من البطاريات وحدها، وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تنفق فولكسفاغن أكثر من 100 مليار دولار على السيارات الكهربائية ومنشآتها التصنيعية، بينما تستثمر تويوتا 70 مليار دولار وتتوقع بيع 3.5 مليون سيارة كهربائية على الأقل في عام 2030.

وحسب رويترز، فإن مصنعي السيارات وشركاءهم في مجال البطاريات يخططون لدعم السيارات من خلال تركيب طاقة إنتاجية للبطارية تبلغ 5.8 تيراواط/ ساعة بحلول نهاية العقد.

تواصل فورد إنفاق المزيد والمزيد، برقم 50 مليار دولار مخصص حاليًا للسيارات الكهربائية وما لا يقل عن 240 غيغاواط/ ساعة من سعة البطارية مع شركائها، سيُترجم هذا إلى ما يقرب من 3 ملايين سيارة كهربائية خالصة في 2030، وهو نصف إجمالي الإنتاج الكامل من السيارات للشركة الأمريكية.

ستنفق مرسيدس-بنز ما لا يقل عن 47 مليار دولار على تطوير وإنتاج السيارات الكهربائية، بينما خصصت كل من بي إم دبليو وستيلانتس وجنرال موتورز ما لا يقل عن 35 مليار دولار للسيارات الكهربائية والبطاريات.

أرقام الاستثمارات لا تتعلق فقط بعملية تصنيع السيارات الكهربائية، بل بكل ما يتعلق بها، سواءً من البنية التحتية أو صناعة البطاريات وغيرها، مما يؤكد أن السيارات الكهربائية على وجه الخصوص تذهب إلى نمو كبير، على عكس البدائل الأخرى من الطاقة الجديدة مثل سيارات الهيدروجين وغيرها، التي لا تشهد القدر نفسه من الاستثمار الضخم.

المصدر: الرؤية

Exit mobile version