شاب لبناني يستغني عن الحكومة ويبني بيتًا فيه ماء وكهرباء وبلا فواتير
أنهى الشاب اللبناني نزار حداد بناء المنزل البيئي الأول من نوعه في المنطقة العربية، معتمدًا في بنائه على إعادة تدوير بعض المواد، كما أنه لن يكلف ساكنيه دفع أي فواتير مستقبلية، في خطوة جديدة يرغب الشاب اللبناني أن تمتد لتشكل أساس النظام العمراني الجديد بما ينقذ البشر والكوكب.
اعتمد الشاب اللبناني في بناء منزله البيئي، على إعادة تدوير بعض المواد مثل القوارير الزجاجية وإطارات السيارات، كذلك الحجارة والطين المصنع من الأتربة، وعمل على دمج المعرفة العلمية الحديثة مع خبرات الأسلاف القديمة كما قال، ونجح في تصميم منزل قادر على الحفاظ على درجة حرارة ثابتة ومناسبة سواء في فصل الصيف أو فصل الشتاء.
تجربة الشاب اكتسبت شهرة واسعة محليًا وعربيًا وحتى عالميًا، خصوصًا وسط ما يعيشه لبنان اليوم من أزمات المياه والكهرباء، وقال الشاب خلال لقاء معه عبر برنامج جعفر توك، إن الأنظمة المدمجة التي استخدمها في البناء تضمن عملية الارتياح الحراري، حيث لا يتطلب المنزل أي مصدر صناعي سواء للتدفئة أو التبريد.
ففي الصيف تقوم جدارة المنزل بتخزين الحرارة، ليتم إعادة هذه الكتلة الحرارية والاستفادة منها في فصل الشتاء وهو ما يضمن بقاء درجات الحرارة مناسبة لكل فصول السنة.
استخدم نزار حداد موادًا غير مألوفة في بناء منزله وابتعد عن المواد التقليدية، حيث أحضر الحجارة والطين ومواد جمعها من النفايات مثل إطارات السيارات والعبوات الزجاجية الفارغة، واستخدمها لبناء الهيكل الخارجي للمنزل البيئي، بينما استخدم الحجارة لبناء الهيكل الرئيسي الأمامي للمنزل.
ليس هناك أي هدر للموارد داخل المنزل البيئي، يوضح نزار حداد قصده وبينما يقوم بغسل يديه على المغسلة قال إن المياه الناتجة والتي يتحول لونها إلى الرمادي، تذهب إلى الخلية النباتية لتروي النباتات، وبالتوازي مع ذلك يتم ترشيحها في الخلية النباتية من أجل ضخها في المرحاض، ولا تنتهي العملية هنا.
المياه الناتجة من المرحاض “الحمام”، تصبح سوداء، وتذهب إلى خزان خاص حيث يتم تخميرها وتوليد الغاز الحيوي اللازم في عمليات الطهي.
ربما يتساءل البعض عن تكلفة المنزل ويتوقعون كلفة خيالية لمنزل بمثل هذه المواصفات، لكن لدى سؤال نزار حداد عن الموضوع فاجأ المشاهدين، وقال إن كلفة بناء منزله البيئي لا تزيد عن كلفة بناء أي منزل تقليدي آخر، لكن على المدى الطويل تعتبر تكلفة المنزل أقل بكثير كونه يوفر على أصحابه دفع المزيد من الفواتير سواء للطاقة أو المياه، فساكنوه لا يستهلكون الكثير من المياه ولا يستهلكون أي نوع من الطاقة لأنهم يحصلون عليها بشكل مجاني من الشمس.
تم تكليف الشاب اللبناني ببناء مركز اجتماعي في جنوب لبنان، وكان هذا أول مشاريعه في “لايف هاوس”، داعيًا الجميع إلى نشر هذه الثقافة الجديدة وتحويل منازلهم إلى تلك الطريقة، وبالنسبة له فإن على البشر نشر هذا المفهوم ليصبح المعيار الجديد والأساسي في البناء بما يصب في صالح الكوكب والبشر.
يذكر أن هناك تحول عالمي حقيقي اليوم إلى الطاقات النظيفة، نتيجة شح وارتفاع أسعار المحروقات والطاقة التقليدية من جهة، كذلك حرصًا على سلامة الكوكب الذي بات يعاني اليوم من أخطار جسيمة نتيجة التغيرات المناخية التي تسببت بها الممارسات الخاطئة للبشر وعدم إيلاء البيئة الاهتمام اللازم.
المصدر: أراجيك