يفضل الكثير من الأشخاص، ولا سيما الأطفال تكسير نواة بعض ثمار الفاكه مثل نواة ثمرة المشمش أو الخوخ أو العنب، غير مدركين لمدى الخطر الذي تحتويه تلك البذور عند تناولها لاحتوائها على حامض سام.
ووفق الخبراء إن بذور بعض الفاكهة قد تحتوي على فيتامينات وألياف وعناصر مفيدة. ولكن بالمقارنة مع الفاكهة نفسها، فإن القيمة الغذائية للبذور قليلة، لذلك لا ينصح الناس بتناول بذور الفاكهة والخضروات كمكمل غذائي.
وإن بعض البذور تشكل خطراً على حياة الإنسان. على سبيل المثال، تحتوي بذور العنب على مادة العفص. إذا استهلكت بكميات كبيرة لفترة طويلة، فإنها ستؤثر على امتصاص البروتين في الجسم.
وتحتوي بذور الرمان على نسبة عالية من أحماض الفاكهة، التي يمكن أن تكون ضارة للأمعاء والمعدة إذا تم تناولها بكثرة.
ويستمتع البعض بتناول بذور المشمش اللذيذة، لكن دراسة علمية حذرت من الخطر الكبير لتناول ثمار المشمش بكثرة، والذي يصل إلى حد الوفاة.
وذلك لأن بذور المشمش، واللوز النيء يحتويان على مادة “أميغدالين”، التي تتحول بعد هضمها إلى سيانيد الهيدروجين السام للغاية. وفيما يمكن التخلص من هذه المادة السامة بطبخ اللوز، إلا أن استهلاك 50-60 لوزة نيئة قد يؤدي إلى الوفاة، بحسب ما يكتب موقع “تي أونلاين” الألماني.
وإن بذور المشمش أكثر سمية من اللوز النيء، إذ يكفي تناول 40 منها للتسبب في الوفاة. لذلك، يوصي الخبراء بعدم تناول أكثر من بذرتي مشمش يومياً.
ومن جهته، يفيد موقع “هايلبراكسيس نت” الألماني المعني بالصحة بأن دراسة لهيئة سلامة الغذاء الأوروبية حذرت البالغين من استهلاك أكثر من نصف بذرة مشمش كبيرة في اليوم، بناءً على تحليلها لمستويات السيانيد في عينة الدراسة.
ووجد التحليل أن مستويات السيانيد في أجسام عينة التجربة تجاوزت الحد الآمن المسموح به، وأن ما نسبته 0.5 إلى 3.5 مليغرام من السيانيد لكل كيلوغرام من وزن الإنسان قد تكون قاتلة. وحددت لجنة تابعة للاتحاد الأوروبي النسبة الآمنة بـ 20 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الإنسان.
هذا وتوصل الباحثون إلى نتيجة مفادها أن على البالغ ألا يتناول أكثر من ثلاثة بذور مشمش. أما لدى الأطفال، فلا يجب أن يتجاوز ذلك نصف بذرة صغيرة.
أما بذور الكرز، والتفاح، والكمثرى، والخوخ، والمشمش، هي سامة في الواقع. إذ تحتوي بذورها على جليكوسيدات سيانوجينية، والتي عندما تتحلل بالماء، ستنتج حمض الهيدروسيانيك السام (HCN).
وحمض الهيدروسيانيك خطير للغاية، فهو يحتوي على غاز اللوز المر المتطاير، الذي في الظروف العادية يأخذ شكلاً سائلاً ويمكن أن يحترق في الهواء.
ولوحظت الأعراض التالية على المرضى الذين يعانون من تسمم خفيف بحمض الهيدروسيانيك، مثل ضيق الصدر وخفقان القلب والقيء وعدم وضوح الرؤية.
ويتجلى التسمم الحاد بشكل رئيسي من خلال أعراض مثل الغيبوبة العميقة والتشنجات الانتيابية وحتى التشنجات المقوية.
وهذا مشابه لمبدأ تسمم سيانيد البوتاسيوم: يرتبط الحمض بشدة بأيونات الحديد، مما يؤدي إلى فقدان مصادر الطاقة من قبل الخلايا ويسبب تسمم الجسم.