أضف كلمة ”فضاء“ إلى أية جملة ولاحظ كيف تصبح الجملة برمتها أظرف بكثير، مثل: راعي البقر ”الفضائي“، وعالم الآثار ”الفضائي“، والآن؛ ”الجنازة الفضائية“.
أطلقت شركة بريطانية خدمة جديدة كليا تقوم بإرسال جثامين أحبائك وأقربائك إلى الفضاء الخارجي، سيتم نثر رماد جثامينهم في ”الكون“، جاعلين بذلك من الكون كله مثواهم الأخير، وذلك كله مقابل مبلغ زهيد لا يتعدى 800 جنيه إسترليني، ما يعادل 1050 دولارا.
أمضت شركة Ascension Flights (رحلات الصعود)؛ التي أنشئت من طرف طالبين من خريجي جامعة (شيفيلد) في المملكة المتحدة، أمضت السنوات القليلة الماضية في إرسال الكثير من الأغراض -المئات منها- إلى الفضاء الخارجي.
الآن بعد نجاح إطلاقهم لرماد غير بشري في الفضاء بفضل مركبتهم المصممة بشكل خاص التي تحمل اسم Ascension 1، أعرب القائمون على الشركة عن نيتهم في جعل خدمة الدفن في الفضاء متاحة للجميع منذ اليوم (نوفمبر 2017).
يقول المؤسس الشريك للشركة الدكتور (كريس روز): ”نحن على وشك دخول العصر الفضائي القادم، مع كون العديد من قطاعات الصناعة الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية على وشك جعل الرحلات الفضائية الشخصية والخاصة أمرا حقيقيا وواقعا“، ويضيف: ”لن يختبر الكثيرون من أبناء الأجيال الأولى لعشاق الفضاء الذين استحوذت الرحلات الفضائية على عقولهم الشعور الغامر بأن تنظر إلى الخلف لتشاهد كوكب الأرض بينما تحلق بعيدا عنه، يتيح برنامجنا الفضائي الجديد هذا عائلات هؤلاء ويمكنها من تحقيق أحلامهم، كما أننا نعتقد أن الإنطلاق في رحلة جديدة بعد حياة رائعة مليئة بالنجاحات بهذا الشكل هو قمة الروعة.“
تكلف هذه الخدمة بين 795 جنيه إسترليني إلى 1895 جنيه إسترليني، وتتضمن شرائط فيديو وصورا للرماد وهو يطلق في الكون.
كيف يتم الأمر:
ترتفع مركبة The Ascension 1 -وهي علبة شحن مربوطة بكاميرا، وجهاز تعقب، وآلية إطلاق موصولة جميعها ببالون مملوء بغاز (الهيدروجين)- وتطلق من موقع في (يوركشاير)، وبمجرد أن تصل المركبة إلى حافة الفضاء الخارجي للأرض، على ارتفاع حوالي 25 كيلومترا أو أكثر، يفعّل الحاسوب الذي يقوم بتعقب مسار رحلتها الجوية ”آلية الإطلاق“ مما يسمح للرماد بأن يطفو بروية بعيدا في الفضاء الخارجي.
يحترق البالون ذاتيا بعد ذلك، ثم تقوم المظلة الموصولة بالمركبة بإعادة ”التابوت“ المفرغ هبوطا إلى الأرض، وهو الأمر الذي تعتبر الصواريخ الرائدة الخاصة بـ(إيلون موسك) مصدر الإلهام وراءه.
صرحت شركة Ascension Flights لموقع IFLScience: ”عندما تطلق المركبة الرماد في الفضاء الخارجي، تنشر الرياح في الطبقة العليا للغلاف الجوي (الستراتوسفاير) Stratosphere تلك الجزيئات فوق سماء الكوكب، وينتهي بها الأمر في كل مكان تماما“، وتضيف الشركة: ”بشكل أكثر دقة، فستنتشر تلك الجزيئات متملصة من جاذبية الأرض وتتوجه نحو النجوم، وكل هذا بأدلة ملموسة.“
تتجمد أية شوارد كانت على ”العليبة“ -التابوت- على الفور، مطلقة عمودا من البريق في السماء، ويسقط بعض من ذلك الرماد داخل الغلاف الجوي للأرض، مع احتمال أن يتساقط مع قطرات مياه المطر، ورقائق الثلج.
بصراحة، وبالنظر إلى الشعائر الجنائزية لدى مختلف المعتقدات هنا على الأرض، فإن طريقة ”الدفن“ هذه تبدو أكثر جمالا وروعة.
يقول روز: ”بشكل أساسي، جميعنا متكون من غبار النجوم“، ويضيف: ”لذا فإن هذا يمنحنا شعورا وكأن الأمر برمته هو إهداء للكثيرين منا ممن عاشوا في عصر الفضاء والاكتشافات العظيمة التي تخللته.“
المصدر: موقع iflscience