نعيش في وقتنا الحالي في موجة من التطور والتكنولوجيا، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي نسمع بشكل يومي الكثير من الاخبار الغريبة، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي تنتشر بشكل كبير عبر مواقع التواصل، ومنها ما لا يمكن تصديقه بكونها أقرب للخيال من الحقيقة.
أظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، طائراً يجمع المال لمالكه أو كما وصفه البعض بأنه “يسرقها”، مثيراً بذلك بهجة بين مستخدمين لشبكة الإنترنت، تمنوا لو أنهم يمتلكون طائراً مثله.
حقيقة الأمر
مجلة Newsweek الأمريكية قالت الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022، إن مقطع الفيديو الذي أُعيد نشره بشكل واسع على موقع “ريديت” الشهير، وحصل على تفاعل كبير بين مستخدمي الموقع.
الحساب الذي نشر الفيديو قال إن الطائر من فصيلة “مينا الغابات”، ويظهر في مقطع الفيديو وهو يحلّق إلى شقة مالكه عبر النافذة، حاملاً في منقاره ورقةً نقدية بقيمة 20 يواناً.
يفتح المالك بعدها أحد الأدراج، فيندفع الطائر لوضع الورقة داخل الدرج، فوق كومة أوراقٍ نقدية كبيرة على ما يبدو، ومن المرجح أن يكون مقطع الفيديو قد التُقِطَ في الصين؛ نظراً إلى أن “الطائر الماكر” كان يسرق عملات اليوان، وهي العملة الرسمية في الصين، بحسب المجلة الأمريكية.
ردة الفعل
حظي الطائر بشعبيةٍ كبيرة على “ريديت”، وكتب حساب على الموقع تعليقاً حظي بتفاعل كبير: “أين يمكنني الحصول على طائر مثله؟”.
ثم شارك مستخدمٌ آخَر مزحةً حول تفاصيل الخبر عن طائر المينا الذي “يسرق” الأموال، وقال: “وفي خبرٍ عجيب لصباح اليوم، تحدثنا إلى عملاء أحد المصارف الذين زعموا أن الطيور تسرق أموالهم عند أجهزة الصراف الآلي. وقال أحدهم: كنت أسحب بعض الأموال من أجل التسوق حين انقض علي فجأةً طائرٌ غاضب، ثم حلّق هارباً بمئات الدولارات”.
في حين ألقى مستخدم آخَر مزحة أخرى، قائلاً: “تعرضت منذ فترة لهجمات مستمرة من غدافٍ ضال نصف مدرَّب. ولم أدرك مطلقاً أن علي إلقاء بعض النقود لإنقاذ نفسي”.
أشارت المجلة الأمريكية إلى أنه ربما يصعب العثور على معلومات عن هذا الطائر تحديداً، لكن جمع الطيور للأموال ليس حدثاً جديداً، وأضافت أنه “يمكن في الواقع استغلال هذه المهارة لمساعدة أشخاصٍ أكثر من صاحب الطائر السارق لليوان. إذ قدم خبير التكنولوجيا جوش كلاين آلة بيع الغربان الخاصة به خلال مؤتمر تيد لعام 2008”.
حوادث أخرى
حينها قال كلاين: “نكتشف مزيداً من الأدلة التي تثبت ذكاء الغربان. إذ يتساوى حجم دماغ الغراب نسبةً إلى جسمه مع حجم أدمغة الشمبانزي. وتوجد كثير من الوقائع التي تكشف مختلف أنواع الذكاء التي يتمتع بها الغربان”.
دفعه ذلك إلى ابتكار آلة بيع ذاتية يمكن للغربان استخدامها بوضع العملات النقدية داخلها، والحصول على الفول السوداني في المقابل، وقال كلاين إنه درب الغربان عبر عمليةٍ من أربع مراحل.
في البداية، بوضع الآلة داخل حقل، ونشر العملات النقدية والفول السوداني على الأرض، حتى تُدرك الغربان وجود طعامٍ في هذه المنطقة.
بعد أن تتناول الغربان جميع حبات الفول السوداني “المجانية” على الأرض، تبدأ الطيور في ملاحظة الفول السوداني الموجود داخل الآلة.
حينها تحلّق الغربان باتجاه الآلة وتحصل على حبات الفول السوداني الموجودة في منفذ خروج البضائع، الذي تخرج منه العملات المعدنية وحبات الفول السوداني معاً.
تختفي حبات الفول السوداني “المجانية” تماماً في هذه المرحلة، ولا يتبقى في منفذ خروج البضائع سوى العملات المعدنية. والهدف هنا هو أن يصطدم أحد الغربان أثناء بحثه بعملةٍ معدنية لتسقط في فتحة النقود.
بمجرد أن ينجح أحد الطيور في فعل ذلك، ستخرج من الآلة حبة فول سوداني. وفي المرحلة الأخيرة، تختفي العملات المعدنية بالكامل من منفذ خروج البضائع. وتختفي أيضاً حبات الفول السوداني تماماً، ولا يتبقى سوى العملات المعدنية الموجودة على الأرض.
أشار كلاين إلى أن هذه الطريقة يمكن أن تساعدنا في تدريب الغربان على التقاط أشياء أخرى بخلاف الأموال، مثل النفايات في الأحداث الرياضية، والمواد النادرة من الأجهزة الإلكترونية التالفة. واقترح كلاين أيضاً إمكانية تدريب الغربان على المشاركة في مهمات البحث والإنقاذ.
المصدر : الحدث بوست