عادة ما تشير حوادث الطيران إلى وقوع كارثة ونادرا ما تسجل حالات نجاة، إلاّ أنه توجد بعض الإستثناءات التي نجى فيها جميع من كان على متن الطائرة بعد اضطرارها للهبوط في أماكن معزولة غالباً. استغل المصور الفوتوغرافي (ديتمار إيكيل) الفرصة وقام بتسليط الضوء على ما يكاد يعرف بمعجزات حوادث الطيران بواسطة عدسة كاميرته.
يقول المصوّر الألماني: ”’نهاية سعيدة‘ هو عنوان مشروع تصوير معجزات تاريخ الطيران، حيث تم هبوط أكثر من خمسة عشر طائرة هبوطا اضطرارياً ونجا كل من كان على متنها، وتم بعدها إنقاذهم من الأماكن النائية التي هبطوا فيها“.
زار (إيكيل) مواقع معزولة للغاية في جميع أنحاء العالم، وارتحل عبر تسعةِ بلدان في أربع قارات مختلفة من أستراليا إلى أيسلاندا بحثا عن حطام الطائرات المهجورة. بقيت هذه الأنقاض متروكة في الأماكن النائية التي سقطت فيها لمدة تتراوح مابين عشر إلى سبعين سنة إلى أن أصبحت جزءاً من المشهد الطبيعي واندمجت تماما مع المنطقة.
في الغابات؛ نمت الأشجار من خلال النوافذ المحطمة، وفي الصحاري؛ تكدست الرمال بانسيابية فوق هياكل الطائرات، أما في الجبال؛ جعلت ألوان الهيكل المعدنية الرمادية من الحطام كومة تشبه الصخور من حولها. يقول (إيكيل) أن جميع هذه الأنقاض تحمل قصة من قصص البقاء والتمتع بالحظ الكثير.
تطلَّب البحث عن مواقع تلك الأنقاض الكثير من الوقت والجهد، فقد استعان (إيكيل) بالعديد من مصادر المعلومات مثل منتديات الأنترنيت وملفات أرشيفات حوادث الطيران، حتى أنه استعان بمحدد المواقع (غوغل إيرث). بمجرد أن يقوم بتحديد موقعٍ عام لأحدها؛ كان المصور يحزم أمتعته ويتوجه إلى تلك المنطقة مهما كانت بعيدة أو نائية، ومع وصوله؛ يبحث عن أسماء الطيارين المحليين (الذين بالتأكيد يعرفون معلومات عن المواقع بشكل دقيق) ليحدد بعدها الموقع المقصود ويتجه إليه فوراً.
كان البحث عن تلك المواقع بمثابة رحلةٍ طويلةٍ وقاسية عبر التاريخ، فقد مر الكثير من الوقت على تلك الحوادث ورؤية حُطامها في أيامنا هذه يشبه الرجوع بالزمن إلى الوراء. أما عن ما تكبده المصور من عناء حتى استطاع التقاط صوره المذهلة، فهناك الكثير لنذكره مثل المرات العديدة التي زار فيها (إيكيل) مناطقا كثيرة لا تزال فيها المجتمعات متشبثة بعادات وتقاليد تعود إلى مئات القرون، وتعيش دون أن تدري حتى بوجود شيء اسمه كهرباء أو ماء يجري في الصنبور كتلك التي تسكن براري أفريقيا، كما اضطر في مرة من المرات لأن يتفاوض مع مجموعةٍ من الثوار في أفريقيا الشمالية لكي يسمحوا له بعبور الحدود من موريتانيا إلى الصحراء الغربية. تخيل كم كانت رحلته شاقة!
لم يستطع المصور الفوتوغرافي أن يصل إلى مناطق نائية مثل القطب الشمالي أو غرينلاند لأن الوصول إليها يعتبر أمراً مكلفاً جداً، لكنه يسعى لجمع المال وإكمال مشروعه في المستقبل.
تم التعامل مع كل صورة التقطها (إيكيل) بمثابة لوحة فنية، فقد تمت عنونة كل صورة ليعبر عنها بشكل أعمق.
ماذا يدور في الأجواء
التقطت الصورة في كندا سنة 2010، حيث تم انقاذ كل الركاب الذين كانوا على متن الطائرة الذين قدر عددهم بعشرة أشخاص بعد اضطرار الطائرة للهبوط في عام 1950.
مجبر على العمل
تم التقاط الصورة في كندا سنة 2010، تم انقاذ الركاب الستة الذين كانوا على متن هذه الطائرة سنة 1950 بعد هبوطها الإضطراري.
مغامرة في الصحراء
تم التقاط الصورة في الصحراء الغربية سنة 2011، تم انقاذ كل ركاب الطائرة الـ19 سنة 1994 بعد هبوطها الإضطراري.
لا تأكل أكثر مما تستطيع حمله
التقطت هذه الصورة في كندا عام 2011، نجى الركاب الثلاثة الذين كانوا على متنها سنة 1979.
طريق خلاب إلى المجهول
تم التقاط الصورة في المكسيك سنة 2010، تم انقاذ ركاب الطائرة الأربعة سنة 2004.
وقود الحياة
التقطت هذه الصورة أيضاً في كندا عام 2011، نجى الراكبان اللذان كانا على متنها وتم انقاذهما سنة 1977.
غفوة وقت تغيير المناوبة
التقطت في أيسلاندا عام 2012، حيث نجى الركاب الأربعة وتم انقاذهم بعد هبوطها اضطرارياً سنة 1973.
الحياة عبارة عن مد وجزر
تم التقاطها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012، نجى الطيار الذي كان يقودها وتم انقاذه بعد أن هبط بها اضطرارياً في المياه سنة 1948.
الرقص على الجليد الهش
التقطت الصورة في كندا عام 2012، تم انقاذ الركاب الثلاثة الذين كانوا على متنها بعد أن هبطت اضطراريا سنة 1956.
اضطراب تحويل المسار
تم التقاطها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012، نجى الركاب الثلاثة وتم انقاذهم سنة 1997.
النقر على الخشب
تم التقاطها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2012، نجى الركاب الثلاثة الذين كانوا على متنها وتم انقاذهم سنة 1965.
اسبح وإلا ستغرق
تم التقاطها في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2012، نجى كل الركاب الأربعة وتم انقاذهم بعد هبوط الطائرة اضطرارياً سنة 1981.
خيزران في مهب الريح
التقطت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2012، نجى الراكبان اللذان كانا على متنها وتم إنقاذهما بعد التحطم الذي حدث في سنوات الستينات.
الهبوط على الكوكب الأحمر
تم التقاطها في أستراليا عام 2013 حيث تم انقاذ الركاب الأربعة الذين كانوا على متن الطائرة سنة 1993.
شبح المستنقع
التقطت في منطقة (بابوا) في غينيا الجديدة عام 2013، نجى الركاب التسعة الذين كانوا على متن الطائرة وتم إنقاذهم سنة 1943.
تحت الظل
التقطت الصورة في أستراليا عام 2014.
لعبة خشبية
صورة حديثة من ألبوم ”نهاية سعيدة“، تم التقاطها في الولايات المتحدة عام 2016.
عاصفة
صورة حديثة أيضا من ألبوم ”نهاية سعيدة“، تم التقاطها في جزر الباهاما عام 2017.
المصادر: دخلك بتعرف