يعدّ ميناء أنتويرب البلجيكي الأول من نوعه الذي يبدأ في استخدام أول قاطرة بحرية تعمل بالهيدروجين في العالم، بعد وصولها إلى البلاد يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول (2022).
ومن المتوقع أن تؤدي القاطرة البحرية دورًا مهمًا في تحول السفن والقوارب إلى استعمال وقود صديق للبيئة، وفق ما نشره موقع ريفييرا (Riviera).
ويستهدف الميناء البلجيكي تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، من خلال تبنّي عدّة تقنيات مستدامة، من بينها الهيدروجين، إلى جانب التقاط الكربون وتخزينه، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
قاطرة بحرية تعمل بالهيدروجين
تتولى شركة “سي إم بي.تك” مهمة تطوير القاطرة البحرية المعروفة بـ”هيدروتاغ” بالشراكة مع ميناء أنتويرب.
وبدأ تطوير القاطرة البحرية في حوض أرمون لبناء السفن بإسبانيا منذ 16 مايو/أيار (2022).
وبعد الانتهاء من أعمال البناء، وصلت أول قاطرة بحرية تعمل بالهيدروجين إلى ميناء أوستند البلجيكي.
ووقع الاختيار على ميناء أوستند لإجراء الاختبارات النهائية، واستكمال تركيب نظام الهيدروجين للقاطرة البحرية، قبل تسليمها المتوقع بحلول نهاية عام 2022، وتشغيلها في أنتويرب خلال الربع الأول من عام 2023.
ووفقًا لميناء أنتويرب البلجيكي، تعدّ قاطرة “هيدروتاغ” البحرية جزءًا من برنامج التحول الكامل لأسطوله إلى الطاقة النظيفة، وخطوة مهمة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
مواصفات القاطرة البحرية
يبلغ عرض أول قاطرة بحرية تعمل بالهيدروجين قرابة 12 مترًا، وطولها 30 مترًا.
ويمكن لقاطرة هيدروتاغ البحرية تخزين 415 كيلوغرامًا من الهيدروجين المضغوط في 6 خزّانات مثبتة على السطح.
كما يمكن تشغيلها بوساطة محركين متوسطي السرعة من طراز “بيهيدرو في 12″، إذ يمكن تشغيلهما باستعمال الهيدروجين والوقود التقليدي.
ويعدّ الهيدروجين الوقود الوحيد الذي يمكن أن يوفر مستقبلًا خاليًا من الانبعاثات، وفقًا لشركة “سي إم بي.تك”.
وتشكّل القاطرة البحرية فرصة جديدة للشركات والخدمات والصناعة لتقليل الانبعاثات.
ويتفق مع هذا الرأي مسؤولو ميناء أنتويرب، إذ يرون أن استعمال الهيدروجين الأخضر لتشغيل القاطرات البحرية يقلل من غازات الاحتباس الحراري.
ووفقًا لتقديرات “سي إم بي.تك”، ستسهم القاطرة البحرية في تجنّب انبعاثات تكافئ الانبعاثات الصادرة عن 350 سيارة.
قطاع النقل البحري
يعدّ قطاع النقل البحري مسؤولًا عن قرابة 3% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
وبموجب أهداف المنظمة البحرية الدولية، يحتاج القطاع إلى خفض إجمالي الانبعاثات بنحو 40%، بالمقارنة بمستويات عام 2008 بحلول عام 2030.
ويعني ذلك التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري والاستثمار في البدائل التي قد تحلّ محلّه.
ومن بين الخيارات التي تروّج لها الشركات، الغاز المسال والأمونيا والوقود الحيوي، وبرز الهيدروجين كونه منافسًا قويًا، إلّا إن الانتقال إلى الهيدروجين لا يخلو من التحديات، مع قلّة البنية التحتية المناسبة -حاليًا-، والطرق التقليدية لإنتاج الهيدروجين، والتي تعدّ غير صديقة للبيئة.
ومع ذلك، يراهن عدد من مصممي القوارب على فكرة أنه يمكن التغلب على هذه التحديات.
وواجهت شركة “سي إم بي” بعض التحديات في عملية التصميم.
وقالت: إن “هيدروتاغ” -أول قاطرة بحرية تعمل بالهيدروجين- ليست سفينة ضخمة، لذا من الصعب استيعاب كل الآلات الإضافية على متنها، إذ تشغل المحركات ونظام ما بعد المعالجة ونظام الهيدروجين مساحة أكبر من نظيرتها التقليدية.
تخضير ميناء أنتويرب
بصفته خامس أكبر ميناء للتزويد بالوقود في العالم، يهدف ميناء أنتويرب لتحقيق الحياد الكربوني عام 2050.
وهذا يعني أن تكون السفن قادرة على استعمال بدائل منخفضة الكربون، مثل الميثانول والأمونيا والهيدروجين أو الكهرباء، وليس فقط الوقود التقليدي.
ويعتمد الميناء سياسة التنوع في مصادر الوقود، وليس على مصدر واحد.
وسيكون الهيدروجين حلًا للشحن البحري الداخلي أو الرحلات القصيرة، أمّا أنواع الوقود، مثل الغاز المسال والميثانول والأمونيا، ستكون مناسبة للرحلات الطويلة.
وفي السنوات الأخيرة، عزّز الميناء أسطوله بـ3 قاطرات بحرية جديدة، بما في ذلك قاطرة تعمل بالميثانول.
المصدر: الطاقة