سيحجب ضوء الشمس ويبرد الكوكب ويسبب انقراضاً جماعياً للأجناس.. كويكب ضخم قد يفتك بالأرض
أعلن علماء فلك، الإثنين 31 أكتوبر (تشرين الأول)، أنهم اكتشفوا كويكباً يبلغ حجمه نحو 1.5 كيلومتر بالقرب من الأرض، قد يصطدم بكوكبنا في المستقبل البعيد ويتسبب في دمار على مستوى العالم، لكنه لا يزال بعيداً جداً.
ومعظم الكويكبات بهذا الحجم مكتشفة أصلاً، وفق العلماء، لكن هذا الكويكب كان حتى الآن مختبئاً في وهج الشمس، مما صعب بشدة اكتشافه.
وأوضح عالم الفلك في معهد “كارنيغي” للعلوم، سكوت شيبارد، أن هذا الكويكب المسمى “AP72022″، يعبر مسار الأرض مما يجعله جسماً فلكياً “ذا خطر محتمل”. ومع ذلك، طمأن شيبارد بأن الكويكب لا يهدد في الوقت الحالي بضرب الأرض، لأنه يظل “بعيداً جداً” عندما يعبر مدار كوكبنا.
ويأتي التهديد من كون مسار هذا الكويكب، شأنه في ذلك شأن أي كويكب آخر، سيتعدل ببطء بسبب قوى الجاذبية التي تمارس عليه، لا سيما من الكواكب، لذلك يصعب القيام بأي توقعات على المدى الطويل للغاية.
فرضية الاصطدام
وأوضحت مختبرات “NOIRLab” الأميركية التي تدير مراصد عدة، في بيان، أن هذا الكويكب هو “أكبر جسم ذي خطر محتمل على الأرض تم اكتشافه في السنوات الثماني الماضية”.
ويستغرق هذا الكويكب القريب من الأرض خمس سنوات للدوران حول الشمس، وهو الآن على بعد ملايين الكيلومترات من الأرض في أقرب نقطة له.
لذلك فإن الخطر لا يزال افتراضياً بشدة، لكن في حالة حدوث تصادم فإن كويكباً بهذا الحجم سيكون له “تأثير مدمر في الحياة كما نعرفها”، بحسب سكوت شيبارد. ومن شأن الغبار الذي سيصب في الغلاف الجوي في هذه الحالة أن يحجب ضوء الشمس، ويبرد الكوكب ويسبب انقراضاً جماعياً للأجناس.
ويعود الفضل في هذا الاكتشاف إلى تلسكوب “فيكتور م. بلانكو” في تشيلي، وأداة “DECam” التي طورت في الأساس لدراسة المادة المظلمة.
وقد اكتشف كويكبان آخران في هذه المنطقة المعقدة التي تصعب مراقبتها، بما في ذلك أقرب كويكب معروف إلى الشمس، لكن هذين الكويكبين لا يشكلان أي خطر على الأرض.
وقد رصد نحو 30 ألف كويكب من جميع الأحجام، بينها 850 كويكباً بحجم كيلومتر واحد أو أكثر، بالقرب من الأرض.
ويعتبر عدد قليل جداً من مليارات الكويكبات والمذنبات الموجودة في النظام الشمسي الذي تنتمي إليه الأرض خطيراً على كوكبنا، ولن يكون أي منها كذلك في السنوات الـ100 المقبلة.
لكن لم ترصد كل الكويكبات بعد، إذ يبقى هناك “20 إلى 50” جسماً قريباً من الأرض يتعين رصدها، وفق سكوت شيبارد الذي يوضح أن “معظمها موجود في مدارات تجعل من الصعب العثور عليها، مثل تلك التي تبقيها داخل (مدار) الأرض، وتجعل من الصعب رؤيتها بسبب وهج الشمس”.
وكانت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” أجرت مهمة تجريبية في نهاية سبتمبر (أيلول)، تم خلالها الدفع بمركبة فضائية نحو كويكب غير خطير، مما يثبت أنه من الممكن تعديل مساره.
وقد دشنت هذه المهمة الاختبارية غير المسبوقة، على رغم تواضع هدفها مقارنة بسيناريوهات عدد من أفلام الخيال العلمي مثل “أرماغيدن”، عصر التدرب على طريقة دفاع البشرية عن نفسها إذا هدد الحياة على الأرض كويكب في المستقبل.
اقرأ : ميكروبات المريخ تعيش لملايين السنين في باطن الكوكب
تبين أن بعض الكائنات الحية المجهرية تبقى على قيد الحياة في المناخ القاسي للمريخ طوال مئات الملايين من السنين، وفق بحث جديد، في اكتشاف ربما تنسحب آثاره على رحلة البحث عن أشكال حية على “الكوكب الأحمر”.
أنشأ فريق من الباحثين من مختلف أنحاء الولايات المتحدة وسلوفينيا، من بينهم البروفيسور في الكيمياء في “جامعة نورث” ويست بريان هوفمان، بيئة تحاكي بيئة المريخ ذات درجات الحرارة الباردة والطقس الجاف والمستويات العالية من التعرض للإشعاع، ووجدوا في النتيجة نجت سلالات معينة من البكتيريا الأرضية لفترة أطول من المتوقع. يشير هذا الاكتشاف إلى أن أي ميكروبات مريخية ضاربة في القدم، إذا ما وجدت في أوقات سابقة، فإنها تعيش تحت تربة المريخ، وأن على البشر توخي الحذر الشديد والحرص على عدم تلويث هذا الكوكب بميكروبات أرضية.
يوم الثلاثاء، نشرت مجلة “أسترو بيولوجي” Astrobiology ورقة علمية تعرض التفاصيل عن النتائج التي خلص إليها العلماء.
في تصريح أدلى به في هذا الشأن، قال الدكتور هوفمان إنه وزملاءه قد “توصلوا إلى أن التلوث الأرضي على سطح المريخ سيبقى هناك بصورة دائمة – على فترات زمنية تمتد لآلاف السنين. وفي النتيجة، ستصير الجهود العلمية للبحث عن حياة على المريخ أكثر تعقيداً. وبالمثل، إذا تطورت الميكروبات على المريخ، يمكنها البقاء على قيد الحياة حتى يومنا هذا، ذلك مفاده أن جلب عينات من المريخ ربما يتسبب في تلويث الأرض”.
والمريخ كما نعرفه اليوم شديد الجفاف وبارد جداً، ويبلغ متوسط درجات الحرارة على سطحه نحو 80 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وحتى إنها أكثر برودة عند قطبي الكوكب. ونظراً إلى أنه يفتقر إلى مجال مغناطيسي خلافاً لكوكب الأرض، يقصف المريخ أيضاً بإشعاع من الشمس والكون الأكبر كليهما.
وفق الدكتور هوفمان “لما كان الغلاف الجوي للمريخ لا يحتوي على مياه متدفقة أو كمية كبيرة من المياه، ستجف الخلايا والأبواغ هناك. ومعروف أيضاً أن درجة حرارة سطح المريخ أشبه تقريباً بالجليد الجاف، لذا لا بد أنه متجمد بشدة”.
لذا، أنشأ وزملاؤه في مختبر ظروفاً مماثلة للبيئة على الأرض، وعرضوا ستة أنواع من البكتيريا والفطريات الأرضية لأشعة غاما [أشعة كهرومغناطيسية أشد طاقة من أشعة إكس وتتأتى نتاج تفاعلات نووية تحدث غالباً في الفضاء وفي التفاعلات النووية والمفاعلات النووية] وإشعاع البروتون.
سلالة بكتيرية واحدة، تسمى “دينوكوكس راديوديورانس” Deinococcus radiodurans (أي “الكائن الرهيب المقاوم للإشعاعات”)، وهي تستحق لقبها “البكتيريا كونان” Conan the Bacterium بسبب طبيعتها القاسية. وجد الباحثون أن هذه البكتيريا عند دفنها تحت ما يعادل تربة المريخ قادرة على امتصاص جرعة من الإشعاع تساوي 28 ألف مرة من الجرعة المميتة للإنسان. ويقدر الباحثون أن في إمكانها أن تعيش لمدة 1.5 مليون سنة على عمق 10 سنتيمترات فقط تحت سطح الكوكب الأحمر، وأن عمرها سيتعدى ما يصل حتى 280 مليون سنة عند دفنها على عمق 10 أمتار كاملة تحت السطح.
إذا تطورت بكتيريا مماثلة على سطح المريخ لا يتوقع العلماء أن تكون قد نجت خلال 2 إلى 2.5 مليار سنة منذ أن تدفقت المياه بحرية على سطح المريخ، وفق مايكل دالي، بروفيسور في علم الأمراض في “جامعة الخدمات المنظمة للعلوم الصحية” في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند الأميركية والمشرف على الدراسة، لكن التأثيرات الدورية للنيازك ربما قادت إلى ذوبان كمية كافية من الماء من وقت إلى آخر لتوفير بقع من الماء لهذه الكائنات الحية الدقيقة عبر الزمن.
وصرح الدكتور دالي بأنهم يفترضون “أن الذوبان الدوري قد يسمح بإعادة التوطن والتشتت المتقطعين. ويعزز هذا الأمر احتمال أنه إذا تطورت أشكال الحياة على المريخ، فإن البعثات المستقبلية سترصدها”.
يبقى أن بعثات من قبيل “جلب العينات المريخية”، والتي ستعود بعينات من تربة المريخ التي أخذتها المركبة الجوالة “بيرسيفيرانس” Perseverance (المثابرة) التابعة لوكالة الفضاء الأميركية ستجد طريقها إلى الأرض في أوائل 2030.
مواقع عربية