تواجه أوروبا اليوم أزمة نقص إمدادات في الغاز الطبيعي ما جعلها تبحث عن مصادر في كل مكان، من آسيا لأفريقيا للأمريكيتين، بهدف توفير 100% من المخزونات بهدف عبور شتاء ما تزال دول القارة العجوز تجهل برودتها.
وأمام محاولة دول الاتحاد الأوروبي خفض الأسعار على المستهلكين، فقدت أقرت مقترحا يقضي بتحديد سقوف لأسعار الطاقة المباعة في دول الاتحاد، ويشمل ذلك كل مزيج الطاقة الذي ينتج الطاقة الكهربائية بما فيها الطاقة المتجددة.
تحذير من أكبر مصنعي توربينات الرياح في العالم
هذا الأسبوع، حذر الرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر مصنعي توربينات الرياح في العالم من أن محاولات الاتحاد الأوروبي للحد من ارتفاع أسعار الطاقة، تؤدي إلى تباطؤ في اعتماد الطاقة المتجددة في الوقت الذي تحاول فيه المنطقة تكثيفها.
وقال هنريك أندرسن، الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع توربينات الرياح الدنماركية “فيستاس” في تصريحات لفايننشال تايمز: “الآن هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما يمكن أن تتوقع تحقيقه بشأن تسعير الكهرباء الخاصة بك.. هذا في الواقع يضر بسرعة الطاقة المتجددة التي يتم توليدها”.
بعبارة أخرى، فإن الأرباح التي تحققها شركات الطاقة المتجددة بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء ستتقلص بسبب تحديد سقف لأسعار الكهرباء، للتوفير على المستهلكين الذين يواجهون فواتير مرتفعة.
وهذا التحديد سيدفع العديد من شركات الطاقة الأخرى (غير الغاز) تعيد التفكير بالاستثمار في توليد الكهرباء بما فيها مصادر الطاقة المتجددة التي تعاني اليوم من ارتفاع المواد الخام.
وأضاف أندرسن: “لا يكفي الحديث عن طموحات لزيادة مصادر الطاقة المتجددة.. لا يتم حل أزمة الطاقة إلا من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة حقيقية، مما يعني أنك بحاجة إلى تسريع الحصول على المزيد من مصادر الطاقة الأولية في شبكتك وفي إمدادك للمستهلك”.
وقبل شهرين، اتفق وزراء الطاقة الأوروبيون على الحد من عائدات توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية والنووية إلى 180 دولارا لكل ميغاواط/ساعة، كجزء من خططهم للحد من ارتفاع أسعار الطاقة في جميع أنحاء أوروبا، بسبب ارتفاع أسعار الغاز.
تأتي تعليقات أندرسن في الوقت الذي قلصت فيه فيستاس، التي كانت تمتلك أكثر توربينات الرياح تركيبا في عام 2021، توجيه أرباحها للعام بأكمله في مواجهة مشاكل سلسلة التوريد وتضخم التكلفة.
وانخفضت الأرباح في الأشهر الثلاثة حتى نهاية سبتمبر/أيلول بنسبة 29% عن العام السابق لتصل إلى 3.9 مليار يورو وتتوقع الشركة الآن أن تبلغ إيرادات العام بأكمله 14.5 مليار يورو إلى 15.5 مليار يورو بانخفاض عن توقعاتها السابقة البالغة 16 مليار يورو.
وأدى التضخم وارتفاع تكلفة المواد مثل الفولاذ والنحاس إلى جعل صناعة التوربينات أكثر تكلفة، بينما تواجه الصناعة تأخيرات في سلسلة التوريد بسبب الوباء والصراع في أوكرانيا.
لذلك، تكافح شركات تصنيع توربينات الرياح الأوروبية مالياً وتسريح وظائف، مما يعرضها لخطر فقدان حصتها في السوق لمنافسين صينيين، على الرغم من أزمة الطاقة.
الصفقة الخضراء الأوروبية
فكل شيء يزداد تكلفة في سلسلة التوريد في صناعة طاقة الرياح التي امتدت بالفعل، وإذا لم يتحسن الوضع على مستوى أسعار المواد الخام والإمدادات، فقد يحدث أن يتم تثبيت الصفقة الخضراء الأوروبية بتكنولوجيا غير أوروبية.
قال المجلس العالمي لطاقة الرياح إنه من المرجح أن يخفض توقعاته لمقدار الطاقة الجديدة المضافة هذا العام على مستوى العالم من حوالي 101 جيجاوات إلى 94-95 جيجاوات.
تأتي الصورة الصعبة حتى في الوقت الذي يسعى فيه القادة الأوروبيون إلى تعزيز إمداداتهم من الطاقة المتجددة المنتجة محليًا في سياق أزمة طاقة عالمية أججها الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويريد الاتحاد الأوروبي زيادة هدفه المتعلق بالطاقة المتجددة من 32% من إجمالي إنتاج الطاقة إلى 45% بحلول عام 2030.
وأصبحت التوربينات الصينية التهديد الرئيسي الآخر لشركات طاقة الرياح وصناعة التوربينات، إذ يمكنها الآن مضاهاة مصنعي التوربينات الغربيين، وهو ما لم يفعلوه في الماضي.
العين الاخبارية