اشتهر العرب بالمقولة “من سابع المستحيلات” فهل تعرف ما هي المستحيلات الستة في التاريخ العربي؟

تميز العرب منذ فجر تاريخهم وانطلاقة لغتهم بجزالة تعابيرهم وقوتها من أجل شدة التعبير والتأكيد على ما يقصدونه من كلامهم وألفاظهم, لتؤكد تلك التعابير بلاغة العرب وطلاقة لسانهم, وما ساعدهم على ذلك هو الغنى الواسع للغة العربية بالتعابير والمرادفات.

بالإضافة الى كون اللغة العربية تتيح مجالا كبيرا للمتعمقين فيها بخلق صياغات وتعابير وتشبيهات تدعم أقوالهم.

ومن أجمل تلك التعابير المستخدمة عند استحالة تحقق أي شيء كان لا بد من استخدام المقولة الشهيرة من سابع المستحيلات, تأكيداً تاماً على استحالة الحدوث.

فلا بد أن تبادر لذهنك السؤال التالي ماهي المستحيلات الستة التي يصعب تطبيقها فإننا سنقدمها لك في مقالنا هذا:

المستحيل السادس: الشباب الدائم

من منا لا يحب بشدة أن يظل شابًا طوال حياته؟

الشباب هي المرحلة التي تتمتع بالطاقة والجمال والبهاء والعنفوان، لكن العمر يمضي وسرعان ما تمضي هذه المرحلة الجميلة معه.

ومن سابع المستحيلات أن نظل شبابًا طوال حياتنا!

المستحيل الخامس: الغول

يستمتع الشباب اليوم بأفلام الرعب ومصاصي الدماء والقصص المرعـ.ـبة التي تمتلئ بالوحوش الخيالية.

لكن أجيال ما قبل السينما والشبكة العنكبوتيّة كانت تعيش على قصص “أمنا الغولة” المرعبة التي اعتاد أن يرويها الأجداد معظم الليالي، والتي صوروها في حواديتهم وحكاياتهم.

فهي تمتلك عين مشقوقة بالطول ويتطاير منها الشرر وأنها تأكل من الأطفال من لا يسمع الكلام أو يرفض تناول الطعام.

أسطورة الغول في حكايات ألف ليلة وليلة:

أسطورة الغول تردد ذكرها في عدد من حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة مثل حكاية “السندباد” وحكاية “سيف الملوك” و”حكاية الوزير الحسود”.

وقد ورد ذكره في أشعار الشر بين شعراء الجاهليّة والصعاليك العرب، وكان العرب الأقدمون يعتقدون أن الغول قد يكون أنثى تأكل لحوم البشر.

كما تحدثت الروايات القديمة عنه كحيوان خرافي من الجن الذين يتصفون بالوحشية والعدوانية، ويتخذون أشكالاً مخيفة وينقض على الإنسان في غفلة منه ويلتهم جسده.

أما أشهر ما روي عن صراع الإنسان والغول فإن الإنسان يمكنه قتل الغول إذا ضربه ضربة واحدة، ولكن الغول يمكنه خداع الإنسان حيث يطلب منه وهو يحتضر أن يضربه مرة أخرى.

فإذا استجاب الإنسان لطلبه فإن الغول يحيا من جديد وينتقم منه، شدة الخوف التي عاشها القدماء من خرافة الغول جعلت بعضهم يضع الطعام خارج الدار ليتناوله الغول وينصرف بعيداً عنهم.

ومن المعتقدات الشائعة قديماً أن خير طريقة للتخلص منه هي رش بذور الكتان على الأرض.

المستحيل الرابع: الخل الوفي

العربي القديم أيقن أن وفاء الصديق إلى الأبد أمر من المستحيلات، و وضعه في قائمة مستحيلاته التاريخية الستة!

فالخل الوفي هو الصديق الذي يبحث عنه الإنسان طوال مسيرته على الأرض، أو الصورة التي تشبهه في الطباع والصفات أملاً في الحصول على المحبة والإخلاص.

فلا يزال هذا المستحيل مستحيلاً وضرباً من ضروب الخيال, ولربما باتت الفرض تضيق أكثر فأكثر أمام هذا المستحيل ليصبح أمراً واقعاً.

المستحيل الثالث: العنقاء

العنقاء هذا الطائر الأسطوري الشهير، وهو طائر ضخم له ريشتان فوق رأسه تمتدان إلى الخلف، وله منقار طويل، وسمي بالعنقاء لطول عنقه وفق الأساطير.

فيما تقول رواية أخرى أنه سمي بهذا الاسم لوجود طوق أبيض حول عنقه.

العنقاء و”أصحاب الرس”

الأسطورة تربط بين العنقاء و”أصحاب الرس” الذين ذكرت قصتهم في القرآن الكريم، وفي تفسير أبي السعود:

“قيل إن أصحاب الرس: هم أصحابُ النبيِّ حنظلةَ بنِ صفوانَ، ابتلاهم الله تعالى بطيرٍ عظيمٍ كان فيها من كلِّ لون، وسمَّوها عنقاءَ لطولِ عُنقِها وكانت تسكنُ الجبل فتنقضُّ على صبيانِهم فتخطفُهم إنْ أعوزها الصَّيدُ فدعا عليها حنظلةُ فأصابتْها الصاعقة”.

طائر العنقاء النبيل

وتزعم روايات أخرى أنّ هذا الطائر مخلوق نبيل عاش من 500 إلى 1000 سنة، وعندما أحس بالموت بنى محرقة وغنى فيها أغنية رائعة رددها الناس.

وعندما أخذت أغنيته في الاضمحلال ولم يعد يغنيها أحد تبدد جسده في محرقته، وأصبح رماداً ثم عاد حياً بعد ذلك من تحت الرماد.

المستحيل الثاني: القناعة

القناعة هي الكنز الذي لا يفنى, لكن مع الأسف جُبل الإنسان على الأطماع وحب الثروات وتمني ازدياد حجمها مهما بلغت من عظم, وكما قال رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام :لو كان لبني آدم واديان من ذهب لتمنى الثالث ولم يملأ فمه إلا التراب.

المستحيل الأول: السعادة المطلقة

وهي السعادة الكاملة التي اعتبرت أنها من المستحيلات، فالإنسان يبحث عنها منذ الازل، وتُعرف بأنها اللذة الحقيقية، وتلك حالة لا يُمكن الوصول إليها، فمن المحال أن تجد انساناً سعيداً سعادة حقيقية خالصة.

هذه المستحيلات في الغالب تؤكد ضعف الإنسان وعدم قدرته على مجابهة القدر او اعادة الزمن ولكن هذه الحقيقة عائبة عن عقول الكثيرين ولاسيما في أيامنا هذه.

Exit mobile version