أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد السعودية، الدكتور “أيمن بن سالم غلام”، خلال جلسات منتدى مبادرة “السعودية الخضراء”، أهمية البرامج التي يعمل عليها المركز الوطني للأرصاد، مضيفاً بأن البرنامج الإقليمي للاستمطار الصناعي يحقق تقدماً ملموساً ويحقق نتائج مبشرة.
وتحدث الدكتور عن فعالية برنامج الاستمطار الصناعي لإيجاد الحلول المستدامة والمساهمة في تخفيف ظواهر الجفاف وزيادة الهاطل المطري، كما يعمل في تهيئة الموارد الطبيعية للتكيّف وتعزيز الأداء البيئي.
وتسعى السعودية لتحقيق أهداف طموحة بحلول 2030، تتمثل بتحويل 30 في المائة من مساحاتها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية، وزراعة 600 مليون شجرة بزيادة قدرها 150 مليون شجرة عن الهدف المرحلي المعلن عام 2021 لزراعة 450 مليون شجرة بحلول 2030.
وتعكف الرياض على تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري للكربون بهدف تنفيذ تعهّداتها لتقليل الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول 2030.
وساهمت مبادرة السعودية الخضراء منذ إطلاقها في زراعة 18 مليون شجرة منها 13 مليون شجرة مانجروف، وإطلاق 17 برنامجا بيئيا جديدا في جميع أنحاء المملكة لاستعادة المساحات الخضراء الطبيعية ومواجهة تبعات تغير المناخ.
كما أعلنت عزمها استصلاح 1.5 مليون هكتار من الأراضي، وزراعة 100 مليون شجرة محلية بحلول 2030 في إطار مساهمتها في تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة.
ويمثل استصلاح أراضي الغابات الرطبة في المملكة طريقة طبيعية فعالة لمنع تآكل السواحل ومكافحة تغير المناخ، حيث تمتص هذه الأشجار كميات كبيرة من الكربون تصل إلى خمسة أضعاف ما تمتصه الغابات الاستوائية.
ماهي تقنية الاستمطار؟
في معرض حديثه عن هذه العملية، يوضح الخبير في المناخ والتنمية المستدامة “محمد بن عبو”، أن نقص إمدادات المياه بسبب الجفاف دفع العديد من البلدان حول العالم، ومن بينها المغرب إلى اللجوء لما يعرف بـ “البذر السحابي” لأجل الاستمطار.
ويضيف “بن عبو” موضحًا: “بالتالي، يمكن أن تكون كمية نوى التكثيف في الهواء عاملا مقيدا لمرور بخار الماء في الغلاف الجوي إلى ماء سائل، وتنمو قطرات السحابة قبل الترسيب عن طريق التقاط قطرات أخرى”.
وتركز هذه التقنية التي تم تطويرها في الولايات المتحدة عام 1946، على صب أملاح الفضة أو يوديد الصوديوم في السحابة، ويتم هذا الانسكاب عن طريق نواقل يمكن أن تكون طائرات تزرع السحابة مباشرة في القاعدة أو في الأعلى، أو مولدات تزرع البذور من الأرض بفضل عمليات التحديث.
وفي وقت لاحق، انتشرت هذه التقنية لمكافحة نقص المياه حول العالم، بينما تمت ممارسة البذر في أستراليا منذ أكثر من 50 عاما وفي جنوب إيطاليا أيضا وفي صقلية وسردينيا والبرازيل وكندا خصوصا بولاية ألبرتا حيث يتم استخدامه لتفجير السحب قبل سقوط البرد.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم استخدام تشكيل المطر الاصطناعي للتخلص من الأبخرة الناتجة عن حريق المفاعل في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية خلال كارثة 1986.
ويعتبر استمطار السحب شكلا من أشكال تعديل الطقس يمكن استخدامه لتفريق الضباب أو ردع البرد أو زيادة التساقطات المطرية والثلجية، ويتطلب تكثيف بخار الماء إلى ماء سائل لتكوين السحب وهطول الأمطار.
وأكد الخبير البيئي، أن تقنية استمطار السحب من الحلول الناجحة لمواجهة مشكلة الجفاف، وتهدف هذه التقنية إلى الزيادة في هطول الأمطار بنسبة من 14 إلى 17 في المئة.
ويتطلب نجاح عملية الاستمطار الصناعي في دولة ما، مجموعة من الشروط المسبقة، ويؤكد المتحدث، ضرورة وجود بنى تحتية هيدروليكية وكهرومائية مناسبة، بالإضافة إلى نظام ري متطور بما يكفي لاستيعاب هذه العملية وفي جميع الحالات وبغض النظر عن الطريقة المستخدمة، فإن الظروف الجوية المحددة ضرورية.
المصدر:الليرة اليوم